الإنترنت ساحة الحرب العالمية الثالثة وأدواتها دراسة تاريخية ومستقبلية وقانونية للحرب، كتاب جديد للباحثين القاضي مالك أمين والمهندس مهند الإبراهيم، سلطا عبره الضوء على التداعيات والمتغيرات وما سببه وسيسببه الإنترنت من إيجابيات وسلبيات على مستوى العالم.
وأشار الكتاب إلى أن شبكة الإنترنت غيرت الكثير من أنماط الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتعليمية وغير ذلك، كما ستغير من أنماط التعامل بين الدول، وهذا ما نراه خلال انتشار وتضخم المعلومات التي أصبحت قيمتها كبيرة جداً لدرجة أنها غدت العامل الأساسي في تحديد مدى تقدم الدول أو تخلفها، كما أصبحت العامل الأكثر أهمية في حسم المعركة لصالح الطرف الذي لديه معلومات أكثر ونظم معلوماتية أقوى مما لدى خصمه.
ويرى المؤلفان أنه من الضرورة الاستفادة من كل المعلومات في مواقع الإنترنت وحصرها لتقييم قدرات الخصوم والأعداء وكسب القدرة على اتخاذ قرارات مناسبة حيالها، وذلك بدءاً من تفاصيل الحياة اليومية البسيطة لأفراده سواء ما يتعلق بالغذاء والماء والتجارة والدواء والأزمات والروح المعنوية وغيرها.
وأشار المؤلفان إلى أن الحرب القادمة ستكون ساحتها الرئيسية شبكة الإنترنت التي تكفل للأقوى تحقيق النصر وإرغام العدو على القبول بشروطه شأنها في ذلك شأن الحرب التدميرية، فمعركة العقول تخاض في كل السبل الإعلامية والثقافية وسيكون ذلك من خلال خلايا متمركزة عبر العالم ومرتبطة بشبكة الإنترنت.
وبحسب ما أورده المؤلفان في مثل هذه الحالات سيتم تجاوز الأساليب التقليدية لصنع السياسة الدولية بفعل تأثير الإعلام الجديد، وخاصة البث الفضائي والإنترنت وأدوات أخرى ذات تقنيات عالية، مبينين أن تقصي الحقائق والمعلومات الصحيحة والكاملة سيسعى إلى سلامة المجتمع ووعي أفراده، فالدول الكبرى جعلت من الإنترنت أدوات حرب على كل الجبهات دون الحاجة إلى استخدام الأسلحة التدميرية، فلا بد أن تفهم الدول التي لا تعي ذلك مستقبل كل المنظومات التي تهدف إليها من خلال الإنترنت.
ويؤكد الكتاب أن الإنترنت سيكون ساحة حرب دولية ترتكب من خلالها الجرائم وصعوبة تحقيق العدالة الدولية خلال ذلك.. مبينا سيناريو الحرب العالمية القادمة خلاله.
وعرف الكتاب بماهية الشبكة وخدماتها وحربها ووسائلها وعناصرها وأثرها بذلك وأمثلة وتطبيقات على ذلك ومجالاتها عبر الشبكة ونتائج التوصيات وطرح وسائل التمسك بالوعي.
يشار إلى أن الكتاب من منشورات دار توتول ويقع في 211 صفحة من القطع الكبير، حيث أوضح مدير الدار الأديب محمد الطاهر أن البحث في ثقافة المنظومة الإلكترونية ضرروي جداً، وخاصة لجيل الشباب نظراً لحضورها الواسع وعملها وسعيها لاستهداف هذه الفئة العمرية، ومن هنا تأتي أهمية الكتاب وغيره من المنشورات للحديث عن هذا المجال.