استأنف العراق زراعة الأرز بعد حظر دام عامين بسبب ندرة المياه، ويختبر سلالة منه تستهلك مياها أقل مقارنة بالسلالات المزروعة بالطرق التقليدية.
وقال وكيل وزارة الزراعة مهدي سهر الجبوري لرويترز إنه “تم تخصيص 150 كيلومترا مربعا لزراعة الأرز هذا الموسم”، ويتوقع إنتاجا قدره 150 ألف طن.
ويتزامن ذلك مع تأكيد مسؤولين على أن المياه أكثر وفرة بسبب هطول الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء والفيضانات ووعود بتدفق المزيد من المياه من تركيا.
مهدي الجبوري: نتوقع إنتاجا قدره 150 ألف طن خلال الموسم الحالي مهدي الجبوري: نتوقع إنتاجا قدره 150 ألف طن خلال الموسم الحالي
ويأتي ذلك بعد حظر الإنتاج لمدة عامين، والذي شهد زراعة ما بين 5 و10 كيلومترات مربعة فقط سنويا لغرض استخراج البذور، وسط أزمة مياه يقول خبراء إنها مرتبطة بالسدود التي بنتها تركيا وإيران عند المنبع وانخفاض هطول الأمطار وعوامل أخرى مرتبطة بتغير المناخ.
والعراق أحد أكبر عشرة مستوردين للأرز والقمح في العالم، وذلك لدعم برنامج ضخم لحصص الغذاء مستمر منذ عهد الرئيس الراحل صدام حسين.
وكان البلد يزرع معظم إنتاجه من الأرز ويصدر القمح والشعير قبل عقود، وفي وقت من الأوقات كان أكبر مصدر للتمور في العالم إلى أن أضرت ملوحة التربة وسوء أنظمة الري والجفاف وصراع على مدى عقود بقطاعه الزراعي، ليتحول إلى مشتر رئيسي في الأسواق العالمية.
وتظهر التقديرات الرسمية أن البلد كان ينتج سنويا قرابة 300 ألف طن، 35 في المئة منها أرز العنبر، الذي يحتاج إلى ما بين 10 و12 مليار متر مكعب من المياه خلال الموسم الواحد، أي أن استهلاكه مرتفع جدا.
وأشار مسؤولون في مجلس النواب (البرلمان) إلى أن العراق يظل بحاجة إلى استيراد نحو 1.25 مليون طن من الأرز هذا العام لتلبية الطلب المحلي، وهو نفس مستوى العام الماضي.
وتبدأ زراعة الأرز بالبلاد عادة في شهر يونيو من كل عام، وتنتهي بالحصاد في نوفمبر. ويقوم المزارعون بإنتاج عدة أنواع، أشهرها أرز العنبر (الشلب) المعروف برائحته ونكهته الفريدتين.
وتمكن علماء الزراعة العراقيون من تطوير سلالة جديدة من الأرز أطلق عليها اسم “الغري”، وهي هجينة من صنفي العنبر والياسمين وتمْكن زراعتها باستخدام الرشاشات الثابتة دون الحاجة إلى الغمر.
وزُرعت هذه السلالة على نطاق صغير تجريبي هذا الموسم بعد تجربتها في محطة أبحاث المشخاب العام الماضي. وقال الجبوري في مقابلة مع رويترز إن “هناك خططا للتوسع في زراعتها في المواسم المقبلة”.
وتسعى الحكومة إلى تحويل القطاع من أسلوب الري التقليدي، الذي يتضمن غمر المحصول بالمياه، إلى استخدام أنظمة الري الثابتة وآلات البذر الميكانيكية.
وسمحت السلطات بزراعة الأرز للموسم الحالي في خمس محافظات هي النجف، التي خصصت لها الحصة الأكبر، والديوانية والمثنى وذي قار وبابل.
وقال محسن عبدالأمير، رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في النجف، “تسنت زراعة نحو 80 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية في المحافظة، أي ما يمثل نحو 37 في المئة من إجمالي الأراضي الزراعية المخصصة في عموم البلاد”.
وأوضح أن الأصناف المزروعة تشمل أرز العنبر والياسمين والفرات، مشيرا إلى أن موسم الزراعة في محافظة النجف، الذي بدأ في منتصف شهر يونيو الماضي، قد اكتمل الآن.
وتؤكد لجنة الزراعة والمياه والأهوار في البرلمان أن هطول الأمطار في الشتاء الماضي وتعهدات أنقرة بالسماح بتدفق المزيد من المياه المتدفقة من نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا مكّنا من استئناف زراعة الأرز.
وقال النائب حسين مردان، نائب رئيس اللجنة، لرويترز إنه “سيكون هناك توسع في الأراضي الزراعية خلال السنوات المقبلة من خلال اعتماد طرق الري بالتنقيط للأرز، والخاضعة للدراسة حاليا”.
وأشار مردان إلى أن من المحتمل أن تصل الرقعة الزراعية التي سيتم فيها استخدام هذا الأسلوب إلى ألف كيلومتر مربع.
العرب