شمس بيان) رواية جديدة تتحدث فيها المؤلفة فرات خضور بأسلوب فني إبداعي شائق عن عدد من الحالات الاجتماعية والإنسانية خلال الحرب الإرهابية على سورية.
واستطاعت خضور في روايتها أن تربط كل الأحداث والشخوص بموضوع واحد بدأ وانتهى بشكل متوازن من خلال حركة أبطال الرواية المنتظمة في النسيج الإبداعي.
واتجهت خضور إلى الحديث عن كثير مما خلفته الحرب على المجتمع، منها حالات الخطف والقتل والظلم وغيرها، والتي أراد الأعداء نشرها في مجتمعنا، كما استطاعت أن تربط كثيراً من الحالات الجمالية والخلجات النفسية بجمال مدينة اللاذقية وطبيعتها وحيويتها، وبرغم ما سببته الظروف القاسية حركت خضور أبطال الرواية إلى أعمالهم وهواياتهم وعواطفهم مثل بيان وورد وجورج وكاريس ورزان وندى وروان.
ووصفت خضور حالات الحب الإيجابية والسلبية كما حصل مع ريان الذي لم يكن بالمستوى العاطفي المطلوب الذي كان موجوداً في أعماق بطلة الرواية، إضافة إلى النهايات السلبية وما وصلت إليه العواطف التي اصطدمت بالخيبة.
كما أشارت الروائية خضور إلى السلبيات الأخرى التي شكلتها الحرب، منها سفر الدكتور سام شاهين إلى فرنسا وزواجه من عارضة أزياء فرنسية وتسرب الغدر والخيانة من بعض العرب والأجانب الذين ساهموا بالخطف والتدمير.
وبينت خضور في روايتها ضرورة التمسك بالذكريات الجميلة والماضي الأصيل من خلال تداعي الذكريات في الخيال والتمسك بالقيم والأخلاق وعدم الانهيار أمام فوضى الحرب وهمجيتها، لافتة إلى عدم وجود أي ذنب للبلاد التي خانها بعض أبنائها متمسكين ببعض مصالحهم.
ولعل أخطر ما جاء في الرواية حسب خضور هو إصابة ورد الطفل الذي كان مثيراً للعواطف في حركة الأحداث بطلقة أدت إلى مقتله وانتهاء الأحداث بالحزن والوجع والألم مع التأكيد الكبير على حب تراب الوطن.
وتمكنت الأديبة خضور من معالجة كثير من القضايا والأوجاع التي طرحتها متحكمة بالعواطف والأحداث وعلاقتها بأبطال الرواية السلبيين والإيجابيين دون أي استطراد أو خلل.
الرواية فيما تضمنته من مستجدات في الطرح من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، وتقع في صفحة 240 من القطع المتوسط ولمؤلفتها رواية أخرى بعنوان هواجس إنسانية من منشورات اتحاد كتاب العرب، وعدد من المقالات والمقابلات في الوسائل الإعلامية.