عارف مغامس
رعى مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق حجازي حفل تكريم الفائزين والفائزات في مسابقة رمضان لحفظ القرآن الكريم أقيم في “مركزِ حياة لرعاية الأيتام” في بلدة كفردينس في قضاء راشيا، بحضور رئيس مركز “حياة” ومؤسسات “البصمة” الشيخ الدكتور بسام التراس ولفيف من العلماء والمشايخ والفاعليات.
استهل اللقاء بآيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ الشيخ عدنان التراس ثم قدمت اللقاء سارة عثمان.
التراس
وحيا الدكتور بسام التراس المفتي حجازي على “الجهود التي يبذلها من أجل تعميق أواصر الإيمان وإرساء القواعد المثلى في البعد الديني”. وحيا الأهل على ايمانهم وسهرهم وتعبهم. وتوجه الى الطلاب قائلا: “أنتم أيها الابناء الاعزاء الذين أكرمكم الله واختاركم من بين آلاف بل ملايين الناس لكي تحملوا نور القرآن في قلوبكم”.
أضاف: “إنه الاحتفال الوحيد الجائز في زمن تكثر فيه الجراحات والعذابات، وكل بيت فيه شهيد او مريض او جريح من اهلنا في غزة والجنوب والاحتفاء الذي نشعر فيه بفرح هو في كل ما يتصل بكتاب الله حافظا، متعلما، متدبرا.
نحتفي اليوم بأطفال شاركوا في مسابقة شهر رمضان المبارك من كل لبنان، وسيكون لنا احتفال تكريم أكثر من 400 طالب في طرابلس”.
واذ شكر المشاركين في المسابقة على “المستوى الذي قدّموه”، شكر “كل من يسهم في هذا المشروع، خصوصا مديرة المركز والمشرفة عليه إيمان عثمان التي اكرمها الله بفقدان البصر وزودها بثاقب البصيرة”. ولفت الى ان “تحفيظ القرآن ينسحب على كل المؤسسات التي نديرها لأن من شأن ذلك ان يشجع على حفظ القرآن الذي يجب ان يكون في كل بيت، لأننا بالقرآن نعلو ونسمو ونحقق إنجازات”، مشيراً الى ان “سر نجاح السابع من تشرين وان الثلة التي قامت بذلك العمل البطولي كانت من الحفظة، فإننا على يقين بأن من حرك طلاب الجامعات في كل دول العالم شباب من الحفّاظ، ولربما كانوا ايضاً من سكان تلك البلاد، واستطاعوا ان يحركوا الضمير العالمي لتعود لفلسطين مركزيتها ولتبقى مجمع الأسرار وقضية عالمية، وليست فقط قضية عربية او إسلامية او غزاوية”.
المفتي حجازي
أما المفتي حجازي فقال: “ليس غريباً أن يكون لقاؤنا هذا لقاء تكريم لأننا لا نكرم الا انفسنا عندما نكرم المتسابقين والمتسابقات لحفظ كلام ربنا. ونحن بحاجة الى أن يكون القرآن شعاراً في حياتنا وان نتخلق بأخلاق القرآن. ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالقرآن، ومن كان في قلبه القرآن كان حريصاً على الإنسان أياً يكن ذلك الانسان، ان ينقذه من براثن الشهوة وان يدله على مواطن الخير والعفة. لذلك نجد ان اهل القرآن نجوم في الأرض وبركة عليها، وان حافظ القرآن خير كله، وواقعنا الذي نعيش يتطلب منا ان نعيش مع القرآن لأنه خير جليس، وهو الجليس الذي لا يمل من ترداده ومن تلاوته، لافتاً الى ان في لبنان من حفظ القرآن وهو ابن اربع سنوات، وهذا ليس بغريب لأن دور الأم أساسي وهي الموجهة”.
واعتبر حجازي ان “ما يحصل في غزة ، يظهر مدى تعلق اهل غزة بالقرآن، فالذين شردوا من بيوتهم الى مراكز الايواء لا مجلس لهم سوى القرآن، لذلك يخرج تحت القصف والدمار والقتل حفظة للقرآن، لأن هذا الامر أمضى سلاح في مواجهة الاعداء، وصاحب القرآن مع بيته هو نور يضيء لأهله طريقهم ويشفع لهم يوم القيامة”.
وقال: “نحن في وطن يتنوع ويمتاز بذلك، وطن يتنوع طائفياً وسياسياً ومذهبياً وثقافياً واجتماعياً. هذا الوطن المتنوع في مشاربه، اهل القرآن حريصون على أن يكون كل في مقامه ومكانه، وفي موقعه وموقفه ان يكون إنساناً سعيداً”.
وتابع حجازي: “لبنان الذي مرت عليه ظروف صعبة لم يشارك اهل القرآن في الحرب وفي الفتنة الداخلية والطائفية والمذهبية ولا في الحرب الأهلية،. وأهل القرآن حريصون على الوحدة الوطنية وعلى العيش المشترك بين الناس جميعهم بشتى انتماءاتهم وطوائفهم، ونحن في قضاء راشيا المشرق والمهيب والعظيم والرائع والذي يمتاز بتنوع الطوائف فيه والمشارب، أحرص الناس على الآخر ولا نعده آخر، بل نعده اخا، وأحرص الناس على اخوتنا ان يكونوا سعداء، وان يكونوا كذلك من الذين يشعرون بحرصنا عليهم ومحبتنا لهم”.
وختم: “هذا لقاء مبارك، ونحرص ان نكون من المشجعين والداعمين له، لأننا إن ربينا أبناءنا على القرآن ربينا جيلا مبدعا. وندعو الى تربية جيل محب للعلم والاختراع والابتكار وحب الوطن وحفظ التنوع والتناغم”.
وبعد تسليم المفتي حجازي والشيخ التراس درعين تكريميتين، تم توزيع الجوائز والشهادات على الفائزين في المسابقة في كل المراحل المقررة.