ازدادت بشكل كبير جدا على الطرقات اللبنانية مؤخرا اعداد السّيارات الكهربائية الأوروبية واليابانية المصنوعة في الصّين، المستوردة الى لبنان عبر السوق الفرديّة الموازية. وهذه السيارات مُعدّة للاستهلاك المحليّ الصيني فقط، اي وفقا لمتطلبات ومواصفات شبكات الكهرباء والطّرق في الصين، اضافة الى الدّعم التقنيّ الرسمي المعتمد من قبل المصنّع. فعلى سبيل المثال، سيارات فولكسفاجن الكهربائية الصينيّة الصّنع من طراز ID4 تكاثرت بشكل هائل في لبنان. وهذا الأمر ينطبق كذلك على طرازات أخرى لفولكسفاغن (مثل ID3 وID6)، كما وتويوتا، وغيرها من العلامات التجاريّة العالميّة. الّا انّ هذه السيارات مخصصة حصرًا للاستهلاك في الصّين، ومحظورة عن التصدير.
واللافت في هذا الأمر هو أنّه قد تم منع استيراد هذه السّيارات في العديد من الدول في المنطقة، مثل دول مجلس التعاون الخليجيّ التي حظّرت دخول هذه المركبات الى اسواقها، لانها لا تحظى بدعم الصانع العالمي وكفالته، مما اعتبرته السلطات خطرا على السلامة العامة. فعدم وجود دعم محليّ للصانع على هذه السيارات لا يسمح بتحديث انظمتها التي تتطور باستمرار. وهذا مصدر خطر على السلامة العامة، مما حذا بهذه الدول ومنها الإمارات مثلا بتطبيق الحظر، بعد تسبّب هذه الفئة من المركبات بحوادث سير خطيرة. وهذه المعلومات يشير اليها الصانع الالماني فولكسفاكن موقعه الرسمي، حيث يطلب عدم استعمال هذه الفئة من السيارات خارج الصين، رافعا مسؤوليته عن اي ضرر يمكن ان ينتج عنها في هذه الحالة.
للاستفسار عن هذه الظاهرة الخطيرة، تواصل موقعنا مع خبراء في هندسة السّيارات الذين نصحوا بزيارة مواقع رسميّة موثوقة مثل شركة فولكسفاغن وموقع السلامة المروريّة في الامارات (راجع الرابطين في ادنى المقال). وهذا يبيّن انّ طراز ID4 مثلا مُعدّ للاستهلاك في الصين حصرًا، وأن المصنّع غير مسؤول في حال بيعها خارج الصّين. ولفت الخبراء أن لغة نظام أغلبيّة هذه السّيارات هي الصينية، مثل لوحة المعلومات والاتصال الالكتروني على شاشة المركبة. ولا يمكن حتى تغيير اللغة الى الانكليزية او العربية، ممّا يصعّب فهم اي طارئ تقني او معلومة فنية عن حالة السيارة باللغة الصينية.
وردّا على سؤال حول ما اذا كانت السيارات الكهربائيّة والهجينة خطرة، يقول الخبراء أنه لا خوف من هذه السّيارات التي تتطوّر باستمرار. وشرحوا انّ هذه المركبات موثوقة، ولكنهم شددوا على وجوب الشراء مع كفالة المصنّع، وعدم الوقوع في فخّ التلاعب الذي يمارسه العديد من التّجار الذين يستوردون هذه السيارات عبر سوق فردية وموازية، ويبيعونها في لبنان من دون ضمانة المصنّع. كما حذّر الخبراء أن هذه السّيارات قد تسّبب في هذه الحالة مشاكل فنّية خطرة، نظراً لعدم قابليتها للتحديث، وعدم القدرة على صيانتها في المراكز المعتمدة من المصنّعين العالميين. وأردفوا انّه في حال طرأ حادث ما، فهنالك صعوبة كبيرة في اصلاحها، لأنه لا يمكن تطبيق الاصلاحات التقليدية. وفي الاطار نفسه، شرحوا انّ استبدال البطارية امر دقيق وغير ممكن، لانه يتطلّب معدات خاصة وبطارية يوافق عليها المصنّع، وهو امر متاح فقط في حالة الشراء من وكيل معتمد من المصنّع العالمي. واردفوا ان تحديث انظمة هذه السيارات لا يمكن ان يحصل الّا عند شركات تمثّل المصنّعين العالميين.
ملاحظات: الصورة المرفقة من موقع شترستوك، وهي تُظهر رسما تشبيهيا لامدادات البطارية والشبكة الكهربائية في ارضية هيكل السيارات الكهربائية