وفاء علي الكردي
(كاتبة وشاعرة من الأردن)
في زمن الخيانة قيل لهم بعض القصائد
عن حالهم التي تميل الى نُظمٍ جائرة..
تلك العقول ستبقى دوماً حائرة.
ترفض حتى الإشارة الى جرح نزف الصديد والقيح من صدور غائرة..
سفيه تولى حكَم الغافلين ما أحقره
أنشأ للترفيه مناراً ومنظرة
للفاتنات العاهرات قصور مقنطرة
جمع السبايا رقيقاً أبيضَ مسخرة
الماجدات في ربوع العرب تنتهك حرماتهم الأربعة..
يا ابن عدنان وكنعان وقحطان.. أين السيوف والذود عن حياض الحمى فقد أصبحت خشباً مسندة؟
كلنا سواء في ضحولة مستنقع الغرب عرباً وعجماً وأعلام الإسلام مستعبدة
في ذل وخنوع قتلت الرجولة وصبغة الذكورة مسلوبة الفحولة تاج على جبين العهر مفخرة..
نسينا الله فأنسانا أنفسنا وبلاد عرب مستعمرة..
كنوز شرق وأموال بيت مال المسلمين قناطير مقنطرة
تدفع للأنكل سام جزية حق معلوم للسيد الأشقر ما أحمره
كلنا سواء جدائل مجدولة بحرير زائفٍ
وأصباغ حنة من نفطٍ أسود مُقطرَ
كان لنا أمل أن نعود أن نسود ونعيش في بلاد محررة..
لكننا نخوض غمار استعمارٍ ملون تارةً سلب مقدرات وطن او فكر معتقد مصوّرة
في العقول إلحاد وتشويه نبيّ خير من مشى على الأرض المدورة
فالعالم قرية صغيرة تلغي أمة كانت يوماً
للعالمين معمرة..
ألغينا كتاب السماء فلا تتلى آياته إلا في مقبرة..
ومنابر النور إذا ألقى الخطيب كلمات معبرة
في ظلمات السجون يسحل شباب وشيبٌ
الحق على رؤوس الأشهاد بلا خجلٍ وجوه مسفرة
صدقوا الله على ما عاهدوه فصدق الوعد لنفوس مستبشرة..
سوّد الله وجوه من أهان رجال الشهادة وسجنوهم في زنازين مظلمة ونورهم يضيء العلا درجات عز ميسّرة..
سيشهد التاريخ عليهم ويُلقون في مزبلته جثثاً منفّرة
روائحهم نتنة لا تذهب ريحهم إلا في محرقة..
اكسروا الأقلام ومزقوا الصحف واقطعوا الألسن التي تقول كلمة حق معبرة
أيها الظالمون قطعت أيادٍ واغتصبت أراضٍ وشُردت شعوب وأكفكم تصفق لهم مستنصرة
للتطرّف تدعمون وتجعلون البأس بيننا للكراسي الذهبية تعضون عليها كحمر مستنفرة
لا ضاقت الدنيا علينا فلكل منكم من الكعكة نصيب فبيعوا دينكم بدنياكم ولنا ربّ ذو مغفرة..
ولكنه لكم يعد نار جحيم مستعرة
نيرانه لا تشبع منكم وتقول هل من مزيدٍ
لجثت متراكمة مقنطرة..
لله ذر الشعوب المظللة بالجهل لتنفضوا غبار العتمة وتسيرون الى النور بمفخرة..