استضاف مجلس بعلبك الثقافي حفل توقيع وإهداء كتابي الأديب سعيد أبو نعسة: قبل أن وثم ماذا؟ في قاعة الدكتور حبيب الجمال، بحضور رئيس المجلس الأديب حاتم شريف وأعضاء الهيئة الإدارية، رئيس قسم محافظة بعلبك الهرمل دريد الحلاني، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة ممثلاً بنائبه جمال عبد الساتر، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا، الشيخ محمد جمال الشل ممثلا دار فتوى محافظة بعلبك الهرمل، النائب الأسقفي العام على أبرشية بعلبك الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك الأب يوسف شاهين، الأب مروان معلوف، وحشد من الفاعليات الثقافية والتربوية والاجتماعية.
خزعل
بين أهل الكرم والشهامة والعزة والكرامة والعروبة والمقاومة
وأضاف: الأدب فن، والفن جمال الحياة، ولا طعم للحياة بلا جمال، ولهذا نكتب وسنظل. في بداية التسعينيات مررت بجهلة الأربعين قابلتها صدفة في معرض الكتاب، كانت آية في الجمال، مدهشة المظهر، عميقة الجوهر، بان ذلك من خلال بسمتها العذوب، ورقة تقاسيمها. جسد لا هو هزيل ولا مترهل، تكاوينها مدروسة بدقة، يُقسم من يراها أنها الكمال بعينه، والجمال إن حكى، لكنها قصيرة جداً. لم أعشقها فقط، بل تماهينا حتى اعتكفت في محرابها ولم أزل. تلكم هي القصة القصيرة جداً.
ولفت إلى أن هذا النوع الأدبي حديث نوعا ما، لم يمض على انتشاره سوى 70 عاما. القصة القصيرة جداً هي نوع سردي، تعتبر بالحجم أصغر من القصة القصيرة بكثير، شروطها الفنية هي الحكائية، أي أنها تروي حكاية تنطلق من الحدث الواقعي إلى المتخيَّل، ووحدة الموضوع والحبكة، فهي لا تحتمل عدة أحداث كالقصة القصيرة والرواية، التكثيف أي ضبط الأفكار كي تبدو متفجرة وكأنها قصة قصيرة، أي كما قال النفري كلما ضاقت العبارة اتسعت الرؤيا، وأخيراً المفارقة، التي تعني أن يكون المعنى الظاهري للنص في تضاد مع المعنى الخفي، أو أن يحدث حدث غير متوقع الحدوث
وأردف: في كتابي قبل أن أقصر قصة كتبتها حتى الآن، عنوانها دمار شامل أزعجته نحلة، فطاردها بالرصاص. هذا النوع من القصص يستوعب كافة المواضيع الإنسانية، فقصة دمار شامل سياسية المحتوى، وهذه مثلا قصة اجتماعية عنوانها ثائر في مسدسي طلقة واحدة، وغرمائي كلهم أمامي، وأنا منهم
وتابع: في كتابي الثاني ثم ماذا؟مجموعة نصوص نقدية ساخرة تستدر البسمة الدامعة، في كوميديا سوداء، أجزم انها تناسب واقعنا المبكي والمضحك معا. في هذا الكتاب سأثلج صدوركم وانتم ترونني أمرِّغ أنف الديكتاتور بالتراب، ثم تسرحون لحظة فتجدون الديكتاتور في بيوتنا رب الأسرة، وربتها، رب العمل، وربته، شيخ الجامع، وشيخ المدرسة، وشيخ القبيلة، وشيخ الوطن. ثم تعلنون لهفتكم وتوقكم إلى الديمقراطية. ستجدون في الكتاب آيات الحاكم العربي ثلاث: إذا حكم احتال، وإذا انتقد اغتال، وإذا مات استقال. وإليكم هذه القصة: قرر الرئيس المفدى والوزراء والنواب التخلي عن رواتبهم لمصلحه كهرباء الوطن ثم صحوت
وختاماً وقع أبو نعسة الكتابين للحضور.