سندس مفتن
تحتفظ الذاكرة العراقية بصور مشرقة لتجربة اقتصادية كانت ملائمة لواقع اجتماعي وسياسي خلال عقود من الزمن كان العالم يكتشف جملة من الطرق في إدارة الاقتصاد، وتيسير وصول السلع الى المستهلكين وهي متنوعة كالسلع الغذائية والسلع المعمرة والملابس وأدوات يستخدمها الناس في حياتهم اليومية.
وقد مثلت تجربة الأسواق المركزية بالنسبة للعراقيين شكلاً من أشكال الدعم الاقتصادي للشعب، وحضوراً انطبع في الذاكرة بسبب حجم السلع ومصادرها وجودتها، ولذلك بقي كل ذلك متجذراً في الذاكرة برغم التطورات الاقتصادية الكبيرة والتحول نحو التسوق الرقمي ووصول السلع بطرق اختلفت عن الطرق التقليدية، ولكن تلك الأسواق في الواقع تمثل مصدر طمأنينة للفئات محدودة الدخل من الموظفين والمواطنين العاديين الذين يستطيعون الحصول على سلع متنوعة بأسعار أقل من السوق التجاري الذي يخضع لمضاربات التجار والتغيير في سعر الصرف.
شهد العراق بعد العام 2003 تحوّلات سياسية واقتصادية صادمة ومؤثرة غيرت النظرة الى السوق ونوع السلع ومناشئها وأسعارها وجودتها. وتعرضت تجربة الأسواق المركزية الى النكوص وغيّبت الأحداث من ذاكرة الناس شكل تلك الأسواق وطبيعتها ومر العراق بأحداث أمنية صعبة وظروف سياسية معقدة تطلبت جهدا مختلفا وعملا مضنيا لإعادة الروح لهذه التجربة الكبيرة، بخاصة أن الأسواق المركزية ليست مجرد محال أو أماكن تعرض فيها سلع وبضائع تستقطب المواطنين بغية الشراء واقتناء الحاجات الضرورية، بل هي منشآت كبيرة ومبان مصممة بطرق هندسية عالية أهملت لسنوات إضافة الى كونها مؤسسة عريقة من مؤسسات وزارة التجارة العراقية التي عملت على تطويرها في مرحلة كانت تلك الأسواق المصدر الأكثر ثقة في نفوس العامة ويلجأون إليها ليس فقط من أجل الحصول على سلع بأسعار أقل ولكن بجودة أعلى ومن مناشئ عالمية.
زهرة الكيلاني مدير عام الشركة العامة للأسواق المركزية أشارت الى أنه سيتم افتتاح المنافذ التسويقية ومراكز البيع المباشر خلال الربع الاول من العام الحالي لدعم العوائل العراقية من جديد بعودة الأسواق المركزية بحلتها الجديدة وذلك خدمة للصالح العام.
وأكدت ان هذه المنافذ التسويقية لبيع المواد الغذائية والمنزلية للمواطنين وبأسعار تنافسية، وهناك جهد كبير لإنجاز العمل في سوق حي العدل المركزي وكذلك سوق حي العامل كمنفذ تسويقي آخر وهناك ما يزيد على 27 مشروع للأسواق المركزية في بغداد وبقية المحافظات يجري العمل إنجاز مراحل بنائها وتطويرها.
ومن المؤمل إعادة افتتاح مبنى وزارة التجارة في ساحة الخلاني ببغداد كمشروع استثماري كبير في شهر فبراير المقبل كما أن العمل مستمر في مشروع خليفة مول في المنصور الذي للشركة العامة للأسواق المركزية حصة كبيرة فيه.
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat. whatsapp. com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat. whatsapp. com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox. com/lb/haramoon/?cs=lb. haramoon&played=1