يشهد لبنان منخفضًا جويًّا يحمل معه الأمطار الغزيرة والثلوج على المرتفعات، حيث تسببت غزارة المتساقطات بوقوع خسائر فادحة في العديد من المناطق اللبنانية، لا سيّما في شمال لبنان حيث لا يزال عناصر الدفاع المدني ينفذون عمليات إنقاذ المواطنين، بسبب ارتفاع منسوب المياه واجتياحها الطرقات والمنازل والمحال التجارية في العبدة والكنيسة في محافظة عكّار.
المنخفض الجوي في لبنان يشتد.. فيضانات وانهيارات وعكار الأكثر تضررًا
والبداية من العاصمة بيروت ومحيطها، حيث أدّت الأمطار الغزيرة إلى فيضان نهر بيروت، إذ تجمعت مياه الأمطار بشكل كثيف في محلة الكرنتينا–منعطف سوق السمك، مما أدى إلى قطع الطرقات في المكان.
وأعلن فوج اطفاء بيروت، في بيان، أنه “عمل على انقاذ المواطنين العالقين جراء فيضان نهر بيروت بواسطة زوارق مطاطية وحبال الانقاذ، حيث تمكنوا من انقاذ 17 شخصًا كانت المياه قد غمرت سياراتهم”.
وفي محلة نهر الغدير وكفرشيما – ضاحية بيروت الجنوبية، عمل عناصر من الدفاع المدني على تأمين السلامة العامة وفتح الأقنية للحؤول دون ارتفاع منسوب المياه والتسبب بفياضانات.
وفي خلدة، أدت غزارة الأمطار إلى ارتفاع منسوب المياه واحتجاز عدد من السيارات على الطريق البحري والأوتستراد.
الأمطار الغزيرة أدت أيضًا إلى انهيارات صخرية في الشارع رقم /35/ الذي يصل الرابية بانطلياس باتجاه قصر المؤتمرات، ما دفع بقوى الأمن الداخلي لإغلاقها حفاظًا على السلامة العامة.
وأدت الأمطار إلى تحرك صخور وراء مبنى في شارع قزحيا أبو جودة في جل الديب المحاذي لجبل دير الصليب، مما أدى الى هلع السكان الذين ناشدوا المعنيين التدخل.
وتسبب الطقس الماطر والعاصف في منطقة الشوف بانهيارات ترابية على طريق نبع الصفا-الرملية، وطريق حوارة الغابون.
كما تم سحب سيارات احتجزتها الثلوج في أعالي كسروان وجبيل.
هذا، وتمكن عناصر الدفاع المدني في أعالي صنين من إنقاذ 6 أشخاص كانوا قد احتجزوا داخل سيارتين بسبب تراكم الثلوج.
جنوبًا، وفي قضاء جزين عمل عناصر الدفاع المدني على جرف الأتربة والصخور التي اقتلعتها الأمطار في بكاسين وتسببت بإعاقة حركة السير.
محافظتا الشمال وعكار نالتا النصيب الأكبر من الأضرار، حيث أدت الأمطار الطوفانية إلى تشكل السيول التي اجتاحت المنازل في الكنيسة، كما أدت الأمطار الغزيرة إلى فيضان مجرى النهر الكبير في عكار ما خلّف أضرارًا في الأراضي الزراعية. واقتحمت السيول مخيمات النازحين وأراضي وممتلكات المزارعين ومنازلهم في خراج البلدات اللبنانية الواقعة على ضفة النهر، ومنها حكر الضاهري والسماقية والعريضة والمسعودية.
وقد أنقذ عناصر الدفاع المدني ثمانية أطفال ومواطنة مسنة من داخل أحد المنازل في بلدة العبدة، ومواطنين محاصرين في بلدات وادي خالد، الحيصة، القليعات العكارية، عندقت والقبيات.
إلى ذلك، ولمعاينة الأضرار التي نتجت عن العاصفة وبتكليف من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، جال الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد الخير في محافظة عكار، حيث عقد عدة اجتماعات للوقوف على الاحتياجات الطارئة للمنطقة.
في الضنية، أدت غزارة الأمطار إلى انهيار صخري على طريق فرعي في بلدة كرم المهر، ما أدى إلى إغلاقها بالكامل أمام حركة المرور.
مياه الأمطار الغزيرة غمرت أوتوستراد المنية الدولي وحولته إلى برك مياه كبيرة، علقت فيها السيارات والمواطنون، بدءًا من البداوي مرورًا ببلدات دير عمار والمنية وبحنين.
وفي طرابلس انهار سقف منزل في منطقة ساحة الدفتردار على قاطنيه ما أدى إلى سقوط جريحة جرى نقلها إلى مستشفى طرابلس الحكومي للعلاج.
ومن المتوقع أن تشتد العاصفة في فترة مساء الأحد – فجر الاثنين، إلى أن تنحسر ظهر الاثنين بحسب ما توقعه خبراء في الأرصاد الجوية.