صدر حديثا عن دار صفحات للدراسات والنشر، الجمهورية العربية السورية، دمشق ضمن سلسلة مطبوعاتها للعام (2024) كتابان للدكتور رياض سالم عواد/ أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد في كلية الآداب/ جامعة كركوك/ العراق، وهما: كتاب الأشراف العلويين ودورهم الحضاريّ في بلاد الشام ومصر منذ القرن الرابع حتى العاشر للهجرة (دراسة في احوالهم الاجتماعية والإدارية والاقتصادية والفكرية)، وكتاب الجوانب الحضارية لدمشق في القرنين السادس والسابع الهجريين من خلال كتاب (الدارس في تاريخ المدارس) للنعيمي ( ت 927 هـ/1520م).
واحتوى الكتاب الاول الأشراف العلويين ودورهم الحضاري في بلاد الشام ومصر منذ القرن الرابع حتى العاشر للهجرة (دراسة في احوالهم الاجتماعية والادارية والاقتصادية والفكرية) على ثلاثة فصول أما الاول فإنه تضمن ثلاثة مباحث تناول المبحث الأول واقع وإسهامات الأشراف العلويين في الحياة الاجتماعية لبلاد الشام ومصر، إذ تمّ عرض توزيعهم الجغرافي لهذه البلاد، والتطرّق إلى تاريخ بعض هجراتهم إليها، ورحلاتهم بين مدنها، وبيان أهم أسباب توجّههم إلى المدن الشامية والمصرية، ثمّ بيّنا في المطلب الثاني من المبحث الأول المكانة الاجتماعية للأشراف العلويين لدى السلطة السياسيّة المتمثلة بالفاطميين والأيوبيين، والمماليك، إلى جانب بيان مكانتهم الاجتماعية عند أعيان البلاد محور البحث، أمّا المطلب الثالث فإنه تطرّق إلى طوائف وفئات وطبقات الأشراف العلويين كجزء من المجتمع الإسلامي الشامي والمصري آنذاك.
وناقش المبحث الثاني في مطالبه الثلاثة إسهامات الأشراف العلويين في دعم الحياة الإدارية في بلاد الشام ومصر، بعرض دورهم الإيجابي المعهود عليهم في تولّي دفّة إدارة المؤسسات الدينية والمالية والعسكرية في البلاد، بتقلّدهم مختلف المناصب كالقضاء، والحسبة، وإفتاء دار العدل، وكتابة ديوان الإنشاء، ووكالة بيت المال، والنظر، إلى جانب تسنمهم وظائف الإدارة العسكرية، أمّا المبحث الثالث فإنه عرض إسهامات الأشراف العلويين في الحياة الاقتصادية لبلاد الشام ومصر، ومساهماتهم الشخصية في الأنفاق على المرافق العامة للدولة سعياً منهم في خدمة قطاعات الزراعة، والتجارة، والتعليم، فضلاً عن بيان أهم الموارد الاقتصادية للأشراف العلويين في بلاد الشام ومصر حينذاك، أمّا المنهجية التي تمّ اتباعها في عرض الشواهد عن إسهاماتهم في الحياة الاجتماعية والإدارية والاقتصادية، فإنه تمّ البدء بعرض شواهد إسهاماتهم في مدن بلاد الشام، بذكر أشراف كل مدينة على حدة، مبدوء بأقدمهم وفاةً، ثمّ الانتقال إلى مدينة شامية أخرى، ومن بعد مدن الشام تمّ عرض شواهد إسهاماتهم في مصر ومدنها بحسب الأقدم وفاة.
أمّا الفصل الثاني فهو الآخر انتظم في ثلاثة مباحث، اختــص الأول منــها بعرض دور الأشراف العلويين في بلاد الشام ومصر في دعم وتطوير العلوم الدينية، كعلوم القرآن الكريم، والحديث الشريف، ثمّ نوقش في هذا المبحث مسألة تأثّر الأشراف العلويين بمبدأ التعدّدية العقدية والمذهبية الإسلامية وفق الأسس والقواعد السليمة، والذي نتج عنه تعدّد ميولات واتجاهات الأشراف العلويين نحو الفرق والمذاهب الإسلامية، وتوزّعهم عليها، فظهر على إثره الأشراف العلويين من أهل السنّة الشافعية، والحنفية، والحنبلية، والمالكية، فضلاً عن الأشراف من أهل الشيعة، وكذلك من أهل التصوّف، وأهل الاعتزال، مع بيان دورهم الإيجابي المعهود عليهم في دعم الحركة الفكرية ضمن هذه الفرق والمذاهب، فضلاً عن عرض دورهم في مجال الوعظ والإرشاد الديني القائم على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. أمّا المبحث الثاني من الدراسة فإنه تناول إسهامات الأشراف العلويين في دعم العلوم الإنسانية، كعلوم اللغة العربية في مجال النحو والأدب، ودورهم في دعم ازدهار حركة التدوين التاريخي الإسلامي آنذاك، في حين ناقش المبحث الثالث والأخير دور الأشراف العلويين في دعم وتطوير الحياة التعليمية في بلاد الشام ومصر من خلال بناء المؤسسات التعليمية فيها، ودعمها اقتصادياً، وعلمياً، أمّا المنهجية المتّبعة في عرض الشواهد والأدلّة التاريخية عن أدوار الأشراف المقصودة بالفصل، فأنه تم عرضها حسب المدن، انطلاقاً من مدن الشام كبيت المقدس، وحلب، ودمشق، وبعلبك، ثم الانتقال إلى مصر من بعد عرض الشواهد في هذه المدن.
كما توزّع الفصل الثالث على ثلاث مباحث أيضاً تناول الأول منها تاريخ نشأة نقابة الأشراف في مصر وبلاد الشام، وأسباب نشأتها، أمّا المبحث الثاني فإنه تطرّق إلى منصب نقيب الأشراف في البلاد المقصودة بالدراسة، وبيان مكانة متولّيه، ومهامه ووجباته الدينية الاجتماعية، والقضائية، والاقتصادية، في حين سلّط المبحث الثالث الضوء على أهم الأسر الشريفة في بلاد مصر والشام، والتي توارث أشرافها وظيفة نقابة الأشراف إبّان الحقبة منذ القرن الرابع حتى القرن العاشر للهجرة.
..والكتاب الثاني
في حين تضمن الكتاب الثاني (الجوانب الحضارية لدمشق في القرنين السادس والسابع الهجريين من خلال كتاب (الدارس في تاريخ المدارس) للنعيمي ( ت 927 هـ/1520م)، أربعة فصول مسبوقة بتمهيد، اشتمل هذا التمهيد على مبحثين مختصرين، تضمّن الأول منه التعريف بمدينة دمشق، وذلك بالتطرّق إلى بدايات تاريخها وذكر ما أشتهرت به من أسماء على لسان المؤرخين، أما المبحث الثاني فقد اختصّ بتقديم دراسة مقتضبة وسريعة عن أوضاع دمشق السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال القرنين السادس والسابع الهجريين.
أما الفصل الأول من الدراسة فقد احتوى هو الآخر على مبحثين تناول الأول منها حياة النعيمي متضمنة اسمه ونسبه وولادته وأسرته ونشأته العلمية وشيوخه وعصره ودوره في المجتمع الدمشقي وتلاميذه وآثاره وأخيراً وفاته، أما المبحث الثاني فقد سلّط الضوء على كتاب (الدارس في تاريخ المدارس)، وذلك بالتطرّق إلى عدة أمور وهي: عنوانه ونسبته للمؤلف وذكر من ساهم بإتمامه ودوافع تأليفه مع الإشارة إلى مخطوطاته وذكر بعض كتّابها وأوصافها وأماكن وجودها، كما أظهرت الدراسة أهمية الكتاب وأشارت إلى أبرز موارد النعيمي فيه، ثم ختمت الدارسة المبحث بتناول منهجية النعيمي في مصنفه أعلاه.
وخُصص الفصل الثاني للحديث عن أبرز عوامل الإزدهار الحضاري في دمشق خلال فترة الدراسة وذلك وفقاً للمعلومات التي قدّمها النعيمي في هذا المجال، إذ تضمن المبحث الأول من الفصل أعلاه صور دعم السلاطين والأمراء والأعيان للحركة العلمية في دمشق، كإقامة ودعم المؤسسات التعليمية فيها، أو مشاركتهم في الحركة العلمية ذاتها، إلى جانب دعمهم اللا محدود للعلماء في دمشق وتقريبهم لهم، أما المبحث الثاني فقد صوّر أهم عامل من عوامل الإزدهار الحضاري في دمشق ألا وهو ذكر الجحافل العريضة من العلماء المرتحلة التي توجهت نحو دمشق خلال تلك المدة، لتساهم في إزدهار العديد من الجوانب الحضارية هناك.
أما الفصل الثالث فقد احتوت مباحثه الأربعة على أبرز المؤسسات التعليمية في دمشق، وبيان ما كانت تستند إليه من نظم إدارية ومالية وتعليمية نظّمت العمل وشؤون العاملين في هذه المؤسسات، فكان حديث المبحث الأول عن المساجد والجوامع، أما المبحث الثاني فقد تطرّق إلى دور القرآن الكريم في دمشق، في حين تناول المبحث الثالث دور الحديث النبوي الشريف، وختاماً بالمبحث الرابع الذي أختص بدراسة نظم المؤسسة التعليمية للمدرسة في دمشق.
وعنى الفصل الرابع بدراسة الإنتاج العلمي والأدبي في دمشق خلال مدة البحث، وذلك بعرض نماذج من مساهمات علماء دمشق في مختلف الميادين العلمية، وقد صُنفت هذه الإسهامات في ثلاث مباحث شمل الأول منها إسهامات العلماء في تطوير العلوم الدينية كعلوم القرآن الكريم وعلوم الحديث النبوي الشريف وعلم الفقه ومذاهبه، أما المبحث الثاني فقد تناول دور العلماء في تطوير العلوم الإنسانية كعلوم اللغة العربية وآدابها وعلمي التاريخ والجغرافية، في حين أختص المبحث الثالث بعرض إسهامات العلماء في تطوير العلوم العقلية بدمشق كعلم الطب والهندسة والفلسفة.
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox.com/lb/haramoon/?cs=lb.haramoon&played=1