احترام عفيف المُشرّف
نعم لا شيء يضاهي الخذلان، لا فقد ولا حرب ولا ألم ولا عداوة ولا فراق أحبة ولا حتى الموت.. لا شيء، لا شيء أبداً أشدّ وأنكى وأوجع من الخذلان، كل ما ذُكر يكون محتملاً إلا الخذلان فلا يطاق احتماله وتنوء عن حمله العصبة أولو القوة.
الخذلان: خيانة للقلب وللروح وللعقل، كيف لا وقد خذل القلب الذي وضع من خذله في داخله، وخذل الروح وقد جعلت من خذلها في حناياها، وخذل العقل الذي بارك للقلب وللروح اختيارهما فكان هذا الخذلان هزيمة للعقل الذي خذلت قوامته على بقية الجوارح بهذا الخذلان.
الخذلان: ألم ووجع وجرح وخيبة أمل، الخذلان يجعل المخذول في حالة ذهول وعدم استيعاب لما حدث حتى إذا استوعب فيكون في حالة اللا حياة واللا ممات، فقد أفقده ذلك الخذلان التوازن وجعله يتخبّط ضرب عشواء. ومن الصعب على المخذول العودة كما كان وأن تعود ثقته بالناس وبمن يحبهم، لأنه أصبح في شك حتى بمن كانوا أحبته، كيف لا ومن خذله قد كان أحبّ أحبته وقد خذل من حيث حسب أنه الأمان وسيحتاج إلى زمن حتى يعود بعدما ذهب توازنه وتزلزل داخله ودمّر فيه الخاذل كل شيء جميل.
ومن يظن أن الخذلان ينتهي بالاعتذار فهو مخطئ؛ لأن الفرق شاسع بين أن تعتذر لأنّك أغضبتني، وبين أن تعتذر لأنّك خذلتني. فالغضب يكفي فيه الاعتذار، وأحيانًا يكفيه مساحة من الصمت، لكن الخذلان لا يخفّف مرارته الاعتذار ولا الوقت ولا الصّمت. كلّ الآمال تسقط دفعةً واحدة، تهوي وتذوي وبشدّة وقت الخذلان.
وليس ما نقوله مقطوعة أدبية نسجها كاتبها وبالغ في حباكتها، ليس ذلك بل ما قلناه ما هو إلا محاولة قاصرة لوصف الخذلان ولن يعرف حقيقة ما كتبناه إلا من حدث له الخذلان فسيرى وجعه على السطور مدون فلا تستهينوا بالخذلان فهو مؤلم.
أما الخاذل فهو قاتل لم يحاكم، ومجرم لم يجرّمه القانون، فقد حاكم القانون قاتل الجسد وغفل عن محاكمة قاتل الروح، وقد أطلق علىٰ قاتل الجسد صفة المجرم ولم يسموا الخاذل بأي وصمة لتكون على جبينه كجناية لجرمه.
هذا هو الخذلان وتلك هي حالة المخذول، وذلك هو وصف مختصر للخاذل ولن يعرف ذلك إلا من مسته مرارة الخذلان. فهناك أمور لا يمكن نسيانها ولا ينفع معها الاعتذار أو حسن النية، فلكل شيء حدود لا يمكن لأحد تجاوزها وإن تم تجاوزها فإن العودة إلى ما كانت الحياة عليه مستحيلة استحالة كاملة.
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء
#اتحاد_كاتبات_اليمن
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox.com/lb/haramoon/?cs=lb.haramoon&played=1