فاطمة حسين اسماعيل
حَدَث ذات مساء أثناء جلوسي ودون القيام بأيّ مجهود، أو حصول أي حدث أو موقف يثير القلق أو التوتر أن بدأَت فجأة دقات قلبي بالتسارع وزيادة معدل نبضاته بشكل أخافني، ولم أجد سبباً منطقيّاً لذلك.
ومثلي كُثر تعرّضوا فجأة دون سابق إنذار أو مسبّب مباشر لعوارض مختلفة مثل التعرُّق، الارتعاش، ضيق التنفس، غثيان، تقلُّصات في البطن، ألم في الصدر، دوخة ودوار حتى الإغماء… تعدّدت الأعراض وتنوّعت والسبب واحد.
نعم، إنها نوبات هلع تصيبنا فجأة دون سابق إنذار هي ثورة عقلنا اللاواعي علينا رافضاً كل ما يحدث معنا. يتدخل ليوصل لنا رسالة جديَّة يطلب فيها مِنّا مراجعة أنفسنا لنعيد الاتصال بذاتنا الحقيقية التي خسرناها وكبلناها بقيود المسؤوليات المحملة بأقفال الذنب.
تقول لنا دقات القلب المتسارعة على عجل (أو أي عارض آخر مما ذكر أعلاه): أنت لم تحسن تعاملك مع ذاتك، اعرف نفسك، فأنت ضائع، وكل شيء في هذه الذات المزيّفة لا يمتُّ لك بِصِلة!
فهل سننجح في الاستجابة لرسالة عقلنا بإزالة هذه التراكمات والكبت الذي سببته ضغوط الحياة ومسؤوليّاتها الثقيلة؟
هل سنفلح في محاولة إيجاد البوصلة لضياعنا، وأن نعامل أنفسنا برفق، ونعطيها شرف المحاولة بأن نكون أفضل نسخة منها كل يوم؟؟