محمد شريف نصور
(اعلامي وباحث من سورية)
قبل الإجابة عن هذا السؤال المصيري، علينا أن نقرأ ونتمحص بدقة هذه الأقوال التي تشكل في مضامينها،
(معايير بقاء حزب البعث من عدمه) وعناوين مستقبلية أولاً : هل يبقى الحزب كهيكل تنظيمي دون الالتزام بتطبيق العقيدة والانتماء؟؟
ثانياً: أو هل بقاء البعث كعقيدة وانتماء دون هيكل تنظيمي يضمن الاستمرارية؟
ثالثاً.: هيكل تنظيمي سليم وجسد معافى أم هيكل تنظيمي بجسد مريض ومعتل. وقيادات انتهازية تفرض وجودها؟؟
رابعاً = أم لكليهما معاً.
العقيدة والهيكل البعث والحزب بمثابة
(الروح والجسد )
حزب البعث تنظيم وعقيدةً وهوية وانتماء..
أ – ( إن بقاء البعث رهن بالتزامه بقيم هذا الشعب الأصيل.. وبمدى استعداده لتمثلها في أدائه وسلوك أعضائه.)
من كلمة السيد الرئيس بشار الأسد
في المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث حزيران 2005
ب – (أخشى على حزب البعث من الانغماس في السلطة وأمراضها، ونحن نريده حركة جماهيريّة.)
الأب الروحي للبعث المفكر الأستاذ المرحوم زكي الأرسوزي 8/3/1963.
ج – (مهما حدثت متغيرات كبرى في سورية سيبقى البعث حتى لو تغيّرت هيكلية الحزب.)
الرفيق المرحوم جورج صدقني من محاضرة له
في المعهد العالي للعلوم السياسيّة في 6/4/1980.
هكذا نجد الأقانيم الفكرية التي تتحدث عن معايير وأسس وسر بقاء حزب البعث، بهيكليته وعقيدته وهويته.
من هنا فإن..
ثمة أسئلة كثيرة كانت ولازالت تُطرح منذ عقود وسنوات حول مصير ومستقبل حزب البعث العربي الاشتراكي على الصعيدين الوطني والقومي الذي يمتد تاريخه العريق والأصيل منذ ما قبل تأسيسه في السابع من نيسان عام 1947 حتى يومنا هذا.
حتى عندما اتخذت قيادة الحزب قراراً مصيرياً بـ (حل حزب البعث في سورية) استجابة لتحقيق أول حلم للوحدة العربية بين سورية ومصر في شهر شباط عام 1958. وأيضاً بعد الاستفتاء على دستور عام 2012 وإلغاء المادة الثامنة من دستور الجمهورية العربية السورية التي كانت تعتبر ان حزب البعث قائد في الدولة والمجتمع السوري.
واليوم قبل الغد
من أجل مستقبل سورية وأمتها.
من أجل الشعب السوري وطموحاته وتضحياته وصموده في وجه أعتى وأشرس حرب كونية إرهابية تعرّضت لها سورية وانتصرت بالتضحيات وبفضل الإرادة وعقيدة الأوطان.
فإن حزب البعث العربي الاشتراكي مطالب باجتماعه المقرّر للجنة المركزية للحزب بتاريخ 16/12/2023
بشقّيه الحزبي كهيكل تنظيمي وبعثي عقائدي أن يعملا وفق منهجية الترابط العضوي بينهما. فأي خلل يصيب التنظيم سلوكاً وعملاً وهيكلاً، فإنه بالضرورة سيصيب الروح والعقيدة والانتماء والحس والالتزام والإخلاص والهوية وكل مايتعلق في البنيان المتكامل المترابط بين الفكر والممارسة. وأن تتمخض عن اجتماعات اللجنة المركزية لهذا العام قرارات مصيرية ليست كالأعوام الماضية تنظيرية وشكلية. بل يجب ان تكون القرارات مصيرية تحدد مستقبل ومصير حزب البعث وهويته. وفي مقدمتها ممارسة (مبدأ النقد والنقد الذاتي) و(المحاسبة) وعلى الأعضاء أن يكونوا اكثر جرأة ومصداقية وتمثيلاً لتطلعات القاعدة وجماهير الحزب الواسعة بعيداً عن المصالح الانتهازية. وتكريس مقولة السيد الرئيس بشار الأسد في المؤتمر القطري العاشر عام 2005 على (أن البعث قوة طليعية في حياة الشعب والوطن).
وهذا يعني ان البعث انتماء وعقيدة وهيكله التنظيمي ليس تنظيماً نخبوياً، او انتهازياً أو لصوصياً. وأن من ينتمي لهذا الحزب عليه تحمل مسؤوليات وواجبات.
لهذا يؤكد السيد الرئيس بشار الأسد. على أن
(البعث قضية قبل أن يكون تنظيماً سياسياً)
وبالتالي فإن على البعثي المنتمي، وهذه المهمة هي أحد (أهم معايير وأسس استمرار وبقاء حزب البعث) الآن وأكثر من أي وقت مضى أن يمارس البعثي في هذه الاجتماعات والانتخابات المقبلة أعلى وأقصى درجات المسؤولية في مواجهة وتحديات تداعيات ومفرزات الحرب الكونية الإرهابية الظالمة على سورية من ظهور أمراء الحرب واستغلال الأوضاع المعاشية والفساد والتجارة بسياسات القانون بأسماء برّاقة ووطنية لتمرير صفقات الانتهازيين على حساب الشعب. وعلى العضو البعثي كشف الحقائق والاشارة الى مواقع التقصير والظواهر السلبية ووضع الأمور في نصابها وسياقها السليم من خلال الاختيار المناسب وانتخاب العضو البعثي المنتمي والاصيل الذي يحمل تتطلعات وهموم وأمال والام المجتمع الذي قدم التضحيات ولا زال.
وهذا ما أكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته أمام المؤتمر القطري العاشر للحزب.
عندما قال :
(إنني أدعوكم أيها الرفاق .. الى ممارسة دوركم بجرأة ومسؤولية .. من خلال إشارتكم الى مواقع التقصير ..وأن تقفوا عند الظواهر السلبية التي نعاني منها )
وأضاف سيادته
( أن تعبروا من خلال حواراتكم ومقترحاتكم أصدق تعبير عن هموم الناس وتطلعاتهم )
هذا ما يجب ان يكون . وهذا ما يجب ان يحدث. لأن هناك من يحاول ايجاد المسوّغات للأخطاء وتمييع أو تجاوز الأخطاء والتستر عليها واستغلال عناصر وجوده في بعض المواقع القيادية ترغيباً أو ترهيباً
لكن الوطن أكبر وأثمن وأغلى من هؤلاء..
ان هذا الاجتماع وهذه الانتخابات هي فرصة تاريخية ومفصلية في مسيرة حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية وقد تتكرر أو لاتتكرر.
أي إمّا أن نمارس دورنا وحقنا بكل مسؤولية وطنية وبعثية صافية (نقية بيضاء لا شية فيها )، وهذا يضمن استمرار وبقاء البعث وإطاره وهيكله التنظيمي ودوره الرائد كقوة اجتماعية للنهوض بسورية المستقبل واعادة البناء والاعمار والتنمية بما تتطلبه المرحلة القادمة ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وإذا كان غير ذلك وهذا خطأ كبير لايحمد عقباه.. ولامنتهاه اذا تقاعس الرفاق عن دورهم البعثي المطلوب في بناء الوطن ومسيرة التنمية، وتكرار الأخطاء، وعدم الاستفادة من ألم ووجع الواقع الذي يعيشه ابناء الشعب السوري، فإن طريق حزب البعث سيكون محفوفاً بالمخاطر، (ولن يكون لحزب البعث المقام المحمود) في حياة وقلوب وعقول الجماهير التي أرادته ممثلاً لها ولطموحاتها وآمالها ومستقبلها، وقد يتلاشى كسحابة صيف حار…
دمشق 12/12/2023
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox.com/lb/haramoon/?cs=lb.haramoon&played=1