د.قصي الحسين
(أستاذ جامعي)
في ديوانه الشعري التاسع لم يبق لي غير الكلمات يتبين للقارىء أن الشاعر وجدي عبد الصمد، مصاب بداء التحليق في الأبعاد المختلفة في عالم الشعر والحب والمكابدة والمجاهدة والنضال والحزن والفرح حتى الموت، والبكاء حتى إعادة نشوره من جديد. ربما قصّرت هذه الغايات كلها عن شعر يظل يرغب في التحليق، حتى الكلل الأخير. وحتى آخر قطرة من عرق، حين يتفصّد الجبين، وحين ينشقّ القلب، إلى نصفين: نصف يموت من شدة العشق. ونصف يطير.
إلى المقدمة والتوطئة، حوت المجموعة، زهاء 24 قصيدة من الشعر العمودي الكلاسيكي:
ندخل إلى أعماق الديوان، فنرى كيف طاقات القصائد تستقبل جميع النفوس، من الصباحات والأماسي والنهارات والوداع والأسرار، والاكتواء بالنار وبالهجر. وكذلك بالوجع الذي له طابعه الخاص على جبين المحبّين.
“إن قلت، قلبي الندي لا يعرف الوجلا
أجسد القول فعلا يرتدي جملا”.
عويل داخلي دائم يستصرخ الآفاق. وأناشيد حب وأغان ترافق أجنحة الفراشات. وأنسام عشق، تتمايل لها السنابل ملأى بالعطاء. وأنسام القوافي، تصنع لها أجنحة طائر القطرس وتطير. ترغب في التحليق، مثل ملكات النحل حين تعرس في الجوزاء فتلحق بها الذكور. ثم تتهاوى. حتى انتحار الأخير.
“وشراسة الأسوار أرهبها دم
يروي حقول الضوء في الأجفان”.
أكثر الأسئلة قلقاً، ما يطرح موضوع نهاية رحلة الإنسان الأرضية ومآبها وموضوع نبع الحياة وسرها. تساؤل يحركه وعي الشاعر لواقع بتأمله: لماذا الحياة إذا كان هناك موت. يعبر الشاعر هذا البرزخ بين الحياة والموت، وكأنه يستعير جناحي من طائر القطرس.
(جريدة اللواء)
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox.com/lb/haramoon/?cs=lb.haramoon&played=1