بحضور شيخ العقل.. ذاكرة الثورة كرّمت أبو علي قسام الحناوي

ميساء عبدالله أبو عاصي – السويداء

أقيمت في مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون في مدينة السويداء السبت في ٩/١٢/٢٠٢٣، ندوة ثقافية تاريخية، بعنوان مسيرة بطولة ونضال (المجاهد الشيخ أبو علي قسام الحناوي) قدّمها الباحث زيد سلمان النجم في السويداء.

الجباعي

قدّم الكلمة الترحيبية السيد إسماعيل الجباعي.

وافتتح بالرحمة لروح المجاهد الشيخ أبو علي قسام الحناوي ولشهداء الوطن أجمعين. وطلب من الحضور دقيقة صمت على أرواح الشهداء.

ورحّب الجباعي بسماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الشيخ أبو وائل حمود الحناوي “في مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون الذي ازداد آلقاً وجمالاً بوجودكم وزاد بركة ونعمة بوجودكم أهلاً وسهلاً بسماحة الشيخ أبو وائل حمود الحناوي والحضور الكريم أجمل آيات الترحيب من المهندس سميح متعب الجباعي من حدائق ڤيينا الغناء الى قلب السويداء الى بازلت السويداء مع فرسان الجبل لحملات إبراهيم باشا المصري (١٧٣٠_١٧٤٠).

سماحة شيخ العقل طائفة الموحدين الشيخ أبو وائل حمود الحناوي اهلا وسهلا بكم في هذا المركز الذي ازدد آلقاً وجمالا بوجودكم وزاد بركة ونعمة بوجودكم اهلا وسهلا بسماحة الشيخ أبو وائل حمود الحناوي والحضور الكريم أجمل آيات الترحيب من المهندس سميح متعب الجباعي من حدائق الى قلب السويداء الى بازلت السويداء الى الصخرة القوية.

دائماً تعوّدنا من كل لقاء من هذه اللقاءات الوطنية أن نرحب بالحضور الكريم، وحضور سماحة الشيخ الذي ازداد بركة في هذا التكريم.

نستحضر قامة من قامات الجهاد الوطني الشيخ المجاهد أبو علي قسام الحناوي الذي خاض معارك اللجاة التي كانت قلعة الله الصامدة.

العماطوري

ثم قدم قراءة في موسوعة ذاكرة الثورة عن المجاهد البطل الشيخ ابوعلي قسّام الحناوي الكاتب الإعلامي معين العماطوري:

صاحب السماحة سماحة المسلمين الموحدين الشيخ حمود الحناوي الحضور الكريم الفعاليات الثقافة والاجتماعية عميد المتطوعين لمدة نصف قرن الأخوة الحضور رواد مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون اسعد الله صباحكم في كل خير يسرنا في مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون أن نجدد دائما اللقاءات ومحاضرات في احياء ذكر شخصيات وطنية وإنسانية واجتماعية ودينية إذا كم نحتاج إلى تلك الشخصية التي هي اليوم محور حديثنا شخصية الشيخ أبو علي قسام الحناوي الذي آثر ناحيتين أن يجسد الادب بالمعيار الثقافي والفكري وان يجسد البطولة والفداء والنضال واهم أن يجسد القيم الأخلاقية التي كم نحتاجها اليوم ونحتاج إلى أمثاله في الرأي السديد والعقل الرشيد بعد أن تصدّعت بنيتنا الاجتماعية والثقافية والدينية. هذا نحتاجه اليوم وغدا.

ويسرنا أن يكون فارس هذا اللقاء الضابط الباحث المتقاعد الاستاذ زيد النجم الذي أثرى المكتبة العربية بمؤلفات قيمة.

النجم

وتحدث المحاضر زيد النجم، فقال: اسمحوا لي أن أرحب بكم في هذا الصباح الجميل الذي زينه حضوركم.

أما بعد لا بد لي من أن أتقدم بالشكر الجزيل للمهندس سميح متعب الجباعي الذي أحدث هذا المركز الثقافي، لنشر مآثر سلفنا الماجد في جبلنا الاشم والإضاءة على بطولاتهم وتضحياتهم بعد أن نالهم التعتيم الجائر… بقصد ٍ او بغير قصد فالأمر سيان.

الشكر موصول إلى الأخ اسماعيل متعب الجباعي رئيس مجلس إدارة هذا المركز وكافة القائمين عليه..

أسعدني أن كلفت بإعداد هذه المحاضرة وتكريم سماحة شيخ العقل بحضوره الكريم مع صحبه الأكارم.

من المعلوم لديكم أن البطولة تستقطب اهتمام الكبير والصغير على حد سواء، لذلك فقد أسرتني منذ طفولتي مآثر (الشيخ المجاهد والبطل القائد أبو علي قسام الحناوي)، حيث كنت أستمع بكل شغف لبطولاته التي يتحدث بها والدي إلى زواره من خلال ما سمع عنه من أبيه الذي عاصر تلك الاحداث، وشاهد تلك البطولات وعلى الرغم من تكرارها على مسامعي ازددت إعجاباً بها عندما وصلتني المعلومات السابقة نفسها موثقة من خلال رواية شفهيه عن لسان المرحوم الشيخ (ابو شبلي يحيي الحناوي) شيخ العقل، حيث سجلها مشكوراً السيد (سعيد قاسم الحناوي والتي اطلعت عليها لدى الصديق الباحث (فايز أمان الدين) فأصبحت لدي مصادر ثقة تؤكد لي مصداقية ما حدث.

وأكد الأحداث (الكاتب الروسي قسطنطين بازيللي) قنصل روسيا في يافا بكتاب (سورية وفلسطين تحت الحكم العثماني صفحة ١٥٧ الذي عاصر تلك الفترة وشاهد أحداثها عن كتب وأكدها الدكتور (غسان سبانو) بكتابة مذكرات كاتب مجهول في ديوان إبراهيم باشا المصري صفحة ٨٤.

وإليكم الآن نبذة عن حياة المرحوم الشيخ أبو علي قسام الحناوي:

ولد الشيخ (قسام) في بلدة عتيل عام ١٨١٥ توفي والده المرحوم شبلي الحناوي عام ١٨٣٢ تاركاً ولديه قسام وخطار وابنته قرنفلي في عتيل. وبعدها انتقلوا إلى صلخد الى جانب عمهم احمد صلاح الحناوي وتزوّج الشيخ قسّام إبنة عمه أحمد صلاح فأنجب منها علي وسلمان وخطار ثم انتقلوا إلى القريا وبعدها الى سهوة بلاطة.

وعندما سطع نجم الشيخ إسماعيل الاطرش الثاني، وبعد أن توفيت زوجته الأولى أسماء الحجلي تزوج الشيخ اسماعيل اخت الشيخ قسّام فأنجب منها شبلي ويحيى عرى وهلال رساس وسعيد ذبيين.

وفي عام ١٨٤٠ توفي الشيخ ابراهيم الهجري رحمه الله فتكونت مشيخة العقل في الجبل من أربعة مشايخ هم الشيخ حسين الهجري في قنوات والشيخ أحمد جربوع في السويداء والشيخ قسام الحناوي في سهوة بلاطة والشيخ شهاب ابو فخر في كفر اللحف، حسب ما ورد في كتاب الدكتور حسن أمين البعيني جبل العرب (صفحة 110) وكانت مهمتهم الأولى حل النزاعات المحلية بين أبناء الجبل لعدم توفر المحاكم آنذاك. واشتهر الشيخ قسام بالشجاعة والإقدام في المعارك، وسداد الرأي والحزم إضافة لتقواه بالدين وايضا تميز بالثقافة الدينية والفقهية والتاريخية والاجتماعية. وكان مفاوضا بارعا حيث ترأس وفد الجبل أكثر من مرة بتكليف من زعمائه آنذاك لأن المفاوضة تتطلب الشجاعة والرويّة بالقوانين العشائري والحكومية والعادات والتقاليد الموروثة، وكلمة الحق ونصرة المظلوم، فما أنفق من المال إلا من تعب يمينه وعرق جبينه. كان اشتراكيا بالفطرة، حيث وزع قسماً من أملاكه للفقراء واكتفى بما يضمن له ضرورات الحياة ..

لا بد لنا من أن نستعرض الأحداث التاريخية التي شاهدها والمعارك التي خاضها وتتضمن مرحلتين:

الاولى: مع فرسان الجبل لحملات ابراهيم باشا المصري (١٧٣٠_١٧٤٠)

وفي المرحلة الثانية التي تصدّى لها مع فرسان الجبل لحملات العثمانيين من عام (١٨٥٢) حتى وفاته عام (١٨٨٤) رحمه الله.

وفي ثورة أهالي جبل حوران على مظالم إبراهيم باشا المصري.

وحملة شريف باشا عام ١٧٣٧

وحملة محمد باشا عام ١٨٣٨ وقاد هذه الحملة محمد باشا ومعركة غزوة ومعركة صميد وغيرها كان النصر حليفهم بينما قتل محمد باشا في اللجاة وأربعة برتبة لواء و١٦ من قادة الأفواج والكتائب و١٥ ألف جندي من الجيش.

وغزوة محمد ابن سمير عام ١٨٣٨…..

والتحالف مع أهل عجلون والسلط…..

ومن أراد المزيد فليعد إلى الموسوعة”.

جودية

قال الأستاذ والباحث إبراهيم جودية اليوم المركز بعيداً عن المجاملات اكتسب ثوباً عربياً أصيلاً مشبعاً بالحكمة والوقار والوطنيّة الصادقة. حياك الله أيّها الشيخ المقاوم أهلاً وسهلاً بكم.

ابو علي قسام الحناوي سيرة وطنية عطرة تحتاج إلى ساعات. ساعات لا يمكن رغم الجهد المتميز لسيادة العقيد أبو سلطان زيد النجم الذي أتحفنا بكثير من الوقائع، لكن هذا القامة الوطنية تحتاج إلى عشرات لا يمكن تغطية هذه السيرة المشبعة وطنية. وهناك من يستخدم السيف وهناك من يستخدم القلم وهناك من يستخدم الحكمة والوقار وهناك من يستخدم الشجاعة، لكن كل هذا الأدبيات اجتمعت في شخصية القائد الفذّ أبو علي قسام الحناوي. وعندما أبدى الشيخ ابو علي قسام الحناوي موقفه لإسماعيل الأطرش أننا نحن معاك ضخ عزيمة ومقاومة واجتمعت السيوف والبنادق لصد المعتدي. هذا النهج الرائع تكرّر عام ١٩٢٥ عندما قام شيخ العقل أبو هاني علي الحناوي من سهوة البلاطة إلى القرية أكثر الأيام محناً وشدائد ضد الفرنسيين قائلاً لسلطان الأطرش قبل أن نتوجه للجنوب “باشا، الفرنسيون لا يفهمون إلا بلغة السيوف والبنادق. كل الجبل معك يا باشا. من هنا انطلق الباشا في اليوم الثاني. وحصل ما حصل. التحية لكم جميعاً والرحمة لهذه القامات”.

وأيضاً كانت هنالك مداخلة من الاستاذ مفيد الجباعي وقبل الختام قدّم الاستاذ الإعلامي رياض نعيم لسماحة الشيخ عدداً من أعداد جريدة الجبل والذي يذكر فيها وفاة المرحوم علي الحناوي عام ١٩٤٥.

الحناوي

وبدوره ألقى شيخ العقل ابو وائل حمود الحناوي كلمته شاكرا مجموعة ذاكرة الثورة ومركز سميح للتنمية والثقافة والفنون، بشخص مؤسسهما المهندس سميح متعب الجباعي وبالهيئة الناشطة التي تساعده في إدارة فعاليات المركز.

منوهاً بأهل الجبل وتاريخهم الناصع والمضيء والمليء بالقيم والشهامة والوطنية والنبل ولو قدموا قوافل من آلاف الشهداء لحفظه وصون كرامته وعزته فالشرف الرفيع لا يصان بغير بذل الغالي والنفيس من الأرواح والدماء. وما المرحوم البيطل الشيخ ابو علي قسام الحناوي سوى نموذج باهر من رجولة اهلنا واجدادنا الكرام الأعزاء الأشداء على العدو وعلى الغازي.

وشدّد الحناوي على وحدة الجبل من ضمن وحدة سورية الدولة العزيزة القاهرة الصابرة الصامدة بوحدة وطنها ودولتها والتفاف شعبها حولها، واهتمامها بكل ما تستطيع بإنصاف شعبها المستحق وإعزازه.