على رغم سيطرة مشهديّة التطورات الأمنية المقلقة في الجنوب على الساحة الداخلية وانشغال اللبنانيين بالتحوّط للأسوأ في حال توسّعت رقعة العدوان الإسرائيلي على لبنان، لا تزال عمليات اقتحام المصارف، ولو متقطّعة، تُطلّ برأسها بين الحين والآخر لغايات لم تعد تنطلي على المودِعين أنفسهم، كونها تخطّت مسألة المطالبة بالحقوق، لتصبح مسألة تحقيق مآرب مَن يقف وراء هذه العمليات ويؤجّجها…
هذا ما حصل اليوم في مصرف “فرنسبنك” – فرع فردان حيث دخل المدعو عبدالله الحاج متسلّحاً بقنبلتين إلى مبنى “سنتر فردان 730” حيث يقع المصرف، مثيراً الهلع والخوف في صفوف العملاء والموظفين.
مصدر في إدارة “فرنسبنك” يكشف لـ”المركزية” أن “المدعو الحاج دخل المبنى عنوةً مطالباً بالحصول على مبلغ يناهز الـ3 آلاف دولار ومهدّداً بتفجير قنبلتين كانتا في حوزته، إن لم يحصل على الأموال التي يطالب بها”.
ويوضح أن “الحاج لا يملك أي وديعة في المصرف أساساً، إنما جاء يطالب بأموال متعلقة ببوليصة تأمين خاصة به، علماً أنه سبق وسحب ما يفوق نصف رصيده منها وفق تعاميم مصرف لبنان، وبقي مبلغ 3 آلاف دولار لم يطالب يوماً بالحصول عليه من مصرفنا، فهو لو فعل ذلك مرة واحدة لما كانت إدارة المصرف رفضت تلبية طلبه إطلاقاً، إنما جاء اليوم يطالب بهذا المبلغ بقوّة السلاح… ليس بهذا الأسلوب تُحصَّل الحقوق!”.
ويؤكد المصدر أن “إدارة المصرف مستعدة للتواصل مع شركة التأمين المعنية لإيجاد حل لمشكلته وتلبية مطلبه، إنما ليس بهذه الطريقة التي لا تمت إلى أصول التعاطي بصلة… فلم ولن نُقدم على سابقة بأن يقبض الزبائن أموالهم بالقنابل والتهديد بالسلاح!”.
حتى اللحظة، لا تزال القوى الأمنية موجودة في المكان لتطويق أي فعل غير قانوني قد يُقدم عليه عبدالله، “وهي تعلم جيداً تداعيات مثل هذه الاقتحامات على المقار المصرفية”…
ويختم المصدر: إن إدارة المصرف ليست بعيدة عن الناس وهي حاضرة دائماً لمعالجة مشكلاتهم، لكن ليس بهذه الطريقة الهمجيّة بل بالحوار العقلاني وفق الأنظمة والقوانين المرعيّة
موقع حرمون