أمين صالح
إن مطلب إنشاء “إسرائيل” كبرى تمتد من الفرات الى النيل الذي يستند الى قراءة أصولية للتوراة، أي قراءة حرفية تحوّل كلام الأنبياء والحكماء الى تاريخ قومي بل قَبَلي، هو هرطقة وبهتان تحتاج إليهما السياسة الإسرائيلية، وهو يؤدي الى المغالطة التالية: تشير الإحصائيات الإسرائيلية الى أن 15% (خمسة عشر بالمئة) فقط من الإسرائيليين متدينون في حين أن السياسة الإسرائيلية مبنية على إقناع الغالبية العظمى من الشعب بأن هذه الأرض هي أرضه لأنه موعود بها من الله الذي لا يؤمن به.
إن الاستناد الى نصوص توراتية لتبرير الأعمال العدوانية التي تقوم بها السياسة الإسرائيلية من قصف واجتياح ومجازر هي قاعدة لازمة في هذه السياسة، غير أن هذا الاستخدام الإجرامي للنصوص التوراتية في سبيل تبرير سياسة عدوانية لا يستند الى أي سند ديني، وإنما هو يرتكز على قراءة أصولية حرفية للنصوص الدينية يتضح بسهولة أنها خدعة عنصرية دموية.
تقوم هذه الأصولية (كما تفعل أصولية طالبان بالقرآن) على قراءة حرفية قبلية تشوّه أقوال الأنبياء إذ تحولها الى تاريح زائف فتحول مثلاً وعد آلهتهم قبائل البدو في الهلال الخصيب جميعاً بأرض خصبة وذرية وفيرة لجميع شعوب الأرض الى هبة معفية من كل شرط يقدّمها إله قَبَلي الى شعب واحد مانعاً منها الشعوب الأخرى جميعاً والى الأبد…
في 28 نيسان 1995 كتب البروفسور موشي زيمرمان رئيس قسم الدراسات الإلمانية في الجامعة العبرية في القدس في صحيفة “بيروشالايم”: “ما هذه النغمة التي نسمعها تقول إن الهولوكوست هو المبرر الأساسي لإنشاء دولة إسرائيل…” ، ثمة شطر بأكمله من اليهود أنعتهم بلا تردد بأنهم نسخة طبق الأصل عن النازيين الألمان، أنظروا أبناء المستوطنين اليهود في الخليل إنهم يشبهون تماماً الشبيبة الهتلرية.
في العام 1947 وفي صحيفة يديعوت أحرونوت أشاد مناحيم باراس بالإرشاد التعليمي الذي يمارسه الحاخام موشى بن صهيون باستخدامه النصوص التوراتية ليستخلص منها الموقف الذي على “إسرائيل” أن تتخذه تجاه الفلسطينيين “هذا الطاعون الذي تحث التوراة على التخلص منه للاستيلاء على الأرض التي وعد الله بها إبراهيم. علينا أن نتبع مثل يهوشع كيما نحتل أرض “إسرائيل” ونقيم فيها كما تأمرنا التوراة… في هذه الأرض لا مكان لشعوب أخرى غير شعب “إسرائيل”. يعني ذلك أن علينا أن نطرد منها كل الذين يقيمون فيها ويعيشون عليها… إنها حرب مقدسة تأمرنا بها التوراة”.
وعليه فإن تصريح وزير التراث الصهيوني عميحاي الياهو عن تأييده لإلقاء قنبلة نووية على غزة ما هو إلا إفصاح واضح عن العقيدة الصهيونية ومنطلقاتها وأخلاقياتها.
فإذا كان العرب لا يعرفون الى الآن هذه العقيدة فتلك مصيبة وإذا كانوا يعرفونها ويصمتون عنها وعن جرائمها خاصة في غزة الآن، فالمصيبة أعظم…!
استفيقوا يا عرب، كفى غباءً ورياءً.
المرجع: روجيه غارودي – “محاكمة الصهيونية الإسرائيلية”.
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox.com/lb/haramoon/?cs=lb.haramoon&played=1