جمانة غنيمات
(وزيرة الإعلام الأردنية سابقا)
كتبت وزيرة الإعلام الأردنية السابقة جمانة غنيمات عما جنته الأردن من التطبيع مع “إسرائيل” وتنصح العرب الاتعاظ وأخذ العبر والدروس من تجربة الأردن في التطبيع عام 1994.
كتبت تقول في العام 2022: سأكتب لكم الآن عن تجربتنا الأردنية في التطبيع مع “إسرائيل” والأصح أن نقول مع العدو الإسرائيلي.
جردة حساب خلال ما يقرب من ثلاثة عقود وادي عربة في 1994.
وتم ضخ كم كبير من الإعلام عن فوائد التطبيع.. وانتعاش الاقتصاد وسلام وأمن وازدهار وتقدم…الخ.
صار لـ”إسرائيل” سفارة في وسط عمان.
وصار اليهود يدخلون ويخرجون على راحتهم.
تدريجيا صار هناك تبادل تجاري بعضه معروف وبعضه غير معروف.
تبادل ثقافي وسياحي..الخ.
حتى وصل للتشريعات والقوانين الاردنية التي نصت الملاحق بإلزام الأردن لتغييرها لصالح “إسرائيل”.
مثال: كان (العربي) من حقه فقط أن يتملك العقار أو الأرض في الأردن. عدل القانون ليصبح من حق (الأجنبي) من حقه تملك العقار والأرض!
وحتى لا تثار ضجة حول الموضوع. صار اليهود يتملكون في الأردن بجنسياتهم غير الإسرائيلية.. كندي! أميركي ! أوكراني !.. إلخ.
صار هناك تبادل تجاري وأصبح لليهود شركات ومصانع بأسماء دول أخرى للخداع والتضليل والنتيجة منذ أكثر من ربع قرن والاقتصاد الاردني في مجال الصناعة والزراعة والسياحة يتدهور بدلا من أن يتحسن ويزدهر !!
وحتى تضمن أميركا نجاح التعاون صارت المصانع الإسرائيلية التي بنيت في الأردن تصدر لأميركا دون جمارك عند دخولها السوق الأميركية والى الأسواق الأوروبية التى تضع حظرا على المنتجات من المستوطنات المبنية على اراض عربية فلسطينية احتلتها “إسرائيل” بعد حرب 1967 وتصدرها لصالحهم على اساس أنها زرعت أو صنعت في الأردن والمكاسب تذهب الى المستوطنين المستثمرين اليهود الذين يقيمون في المستوطنات الإسرائيلية المبنية على الأرض العربية في فلسطين .
تبين لاحقاً أن هذه المصانع تشغل عمالة آسيوية رخيصة وليست أردنية أو فلسطينية ولا تفرض قوانين الاستثمار شروطا عليهم وقد غيرت قوانين الاستثمار لصالحهم، حسب بنود في ملحق أرفق باتفاقية التطبيع السياسية ووقع الأردن عليه كجزء من الاتفاقية الشاملة.
بعض تلك المصانع مصانع كيماويات خطيرة ملوثة للبيئة أو قابلة للانفجار لا تريد “إسرائيل” أن تلوث بيئتها بهذه المصانع.
استفاد من هذه المصانع رجال أعمال متنفذون من الجهتين يهود صهاينة يخدمون ويدعمون سياسات “إسرائيل” بأموالهم وتبرعاتهم… وأردنيون فاسدون لا يخدمون إلا أنفسهم.
تمّ وعد الأردن بإعادة جزء من ماء نهر الأردن للأردن. لأنه تمت مصادرة مياه نهر الأردن من قبل “إسرائيل” منذ عام 1964.
ولكن تم إعطاء المياه للأردن وتبين أنها مياه مجار غير مكتملة التكرير (وليست من مياه نهر الأردن مباشرة ويقوم الأردن بتكرير تلك المياة قبل الاستفادة منها بتكلفة باهظة لأن الاتفاقية تنص على تزويد الأردن بمياه! بحجم كذا وكذا طن مكعب ولم تنص على نوع المياه: مياه نظيفة / مياه جارية/ قذرة/ مياه مجار/ مياه نهر / مياه امطار/ مياه جوفية / مياه مكررة/ مياه نقية / مياه غير مكررة!! الاتفاقية تقول مياه فقط !
تمّ اختراق بعض وسائل الإعلام لصالح “إسرائيل”. وكذلك شراء ذمم بعض الفنانين والصحافيين فما عادوا يكتبون لصالح قضايا العرب والمسلمين فكأنما تمت صهينتهم !
اليهود يدخلون ويخرجون دون أن يحس بهم الناس.
ويتجسّسون على كل شيء وضبطنا مجموعة من السياح الإسرائيليين وهم يحفرون الأرض ليلاً ويخبئون تحفاً أثرية وعملات قديمة والواحاً عليها نقوش ورموز آرامية وعبرية وقمنا بإبلاغ الحكومة التي تقدمت بشكوى وتم ترحيلهم لـ”إسرائيل”، لأنه حسب نصوص الاتفاقية تمنع محاكمة الإسرائيلي الذي يرتكب جريمة في الأردن يجب أن يسلم الى السفارة الإسرائيلية فور القبض عليه بينما لا يتمتع الاردني بهذه الميزة نفسها !
بعض اليهود يتحدثون بلهجتنا نفسها أو بلهجات عربية حسب البلاد التي جاؤوا منها.. لهجة مصرية أو عراقية أو يمنية.. إلخ.
والناس لا تعرف انهم يهود وتبين أنهم يعملون مع الموساد الإسرائيلي ويتعرفون علينا عن كثب ويجمعون المعلومات حسب رغباتهم، تحت عناوين إجتماعات ثقافية وتبادل علمي وسياحي وخبراء تكنولوجيا…إلخ.
اشتكى أكثر من استاذ في الجامعة الأردنية من أن إسرائيليين يجمعون المعلومات عن أساتذة الجامعة تخصص فيزياء نووية وكيمياء ومايكروبيولوجي ورياضيات وهندسة طيران وتجمع معلومات عن أماكن سكنهم وسياراتهم وعائلاتهم وأصدقائهم ربما ليسهل اغتيالهم اذا ما قررت الموساد، كما فعلت “إسرائيل” مع علماء العراق ومصر وايران ..
تستطيع “إسرائيل” أن تغرق السوق الأردني بأي منتج إسرائيلي زراعي أو صناعي وذلك بسبب تفوقها في الزراعة والصناعة.
وبدل أن تصدره لبلاد بعيده في أفريقيا أو أميركا الجنوبية فإن تصديره للأردن يأخذ وقتاً لا يزيد عن ساعتين لقرب المسافة.
وذلك أرخص على “إسرائيل” وللسيطرة على السوق الأردني والتحكم في الأمن الغذائي الذي هو ركيزة الأمن القومي .
تدريجياً ضجّ المنتجون الزراعيون الاردنيون من منافسة البضائع الإسرائيلية لمنتوجاتهم. وتدريجيا صارت هناك حركة مقاطعة لأي منتج إسرائيلي، ولكن المنافسة قوية لصالح المنتج الأرخص أيا كان مصدره.
صارت “إسرائيل” تكتب أن بلد المنشأ بلد آخر. مثلا تنزل المانجا الإسرائيلية على انها مانجا مصرية !
وهكذا يتم استخدام الأجواء والمطارات الأردنية لصالحهم.
رأيت بنفسي الركاب اليهود بلباسهم التقليدي الديني المستفز في مطار عمان، سواء في رحلات مباشرة أو ترانزيت.
والله مشهد محزن.
هناك غضب عارم يتزايد بين الأردنيين لأنهم خسروا ولم يكسبوا من اتفاقيات التطبيع مع “إسرائيل”.
28 سنة مرّت على الاتفاقية. ماذا كسبنا؟
قاموا بإغتيال شخصيات مرموقة مستغلين المزايا الدبلوماسية وتحركوا تحت حماية سفارتهم.
وحتى عندما يقوم إسرائيلي بقتل مواطن اردني. يتم تسليم الإسرائيلي لـ”إسرائيل” ولا يحاسب حسب ملاحق اتفاقية السلام.
تم استغلال السياحة في الأردن لمصلحة “إسرائيل”..
تقوم بعض المجموعات السياحية القادمة لـ”إسرائيل” بزيارة الأردن ليوم واحد (نهاراً) ضمن برنامجها السياحي لـ”إسرائيل”.
تحضر باصات السياح وتدخل الأردن من “إسرائيل” وتقضي يوماً في البتراء دون مبيت ولو ليلة واحدة في فنادق الاردن ولا استخدام وسائل النقل الاردنية.
ليس هذا فحسب بل يحضرون معهم سندويشات وماء وعصيراً من “إسرائيل”. وتوزع عليهم حتى لا يدخلوا المطاعم في البتراء.
مدير مرفق سياحي في البتراء قال عنهم بالحرف الواحد…. إنهم يحضرون ليستخدموا المرافق الصحية وقضاء حاجتهم مجاناً عندنا. ونحن لا نستفيد من سياحتهم.
إذ تمّ تسويق واستخدام الأردن مجاناً لأغراض السياحة والاقتصاد الخاص بهم.
كانت ديون الأردن حوالي 4 مليارات دولار عند توقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994، صارت الآن 65 مليار دولار.
هذا ما نعلم وما خفي أعظم ! هؤلاء هم اليهود عبر التاريخ لايحلون في أرض حتى يفسدوها. فهل من متعظ..
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد..
للانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام: