وردنا مقال من آنسة من بلدة حضر عن معركة الكرامة في حضر ضد الإرهابيين الذي دعمهم ويدعهمهم كيان الاحتلال السهودي وعصاباته، وتقديراً لبطولات اهلنا في حضر وفي سورية، ننشر المقال، ونرجو السلام لبلاد السلام.
ظريفة فرحات حسون*
يوم 3 تشرين الثاني 2017 سيبقى تاريخاً محفوراً بالنار والدم وبحروف ذهبية في صخور جبل الشيخ أو جبل حرمون عن ذكرى معركة الكرامة في بلدة حضر .
حينذاك كانت سورية الحبيبة تواجه الارهاب وخيانة الأعراب لها الذين تحالفوا ويتحالفون مع بني صهيون على تدميرها وتهجير أهلها وقتل شعبها.
سورية التي احتضنت كل قاصديها بصدر رحب دوماً، لكن بعضهم انقلبوا عليها ليضخوا 2 تريليون دولار ويحشدوا نصف مليون إرهابي بفتاوى شيوخ الفتنة الدجالين فخرّبو العمران ودمروا البلاد وقتلوا الأبرياء والأطفال ولم يرحمو الحجر والبشر.
فهبّت سورية بجيشها وشعبها بقيادة السيد الرئيس بشار الاسد للدفاع عن نفسها وقاومت الإرهاب وجحافله وعملاءه والشرفاء من حلفاء سورية.
وقرية حضر درة من درر تاج الجولان السوري قدها الله واهلها من صخور جبل الشيخ وعنفوانه بطولات عز ومجد وفخار. وتعرضت القرية للحصار طوال سنوات خلال فترة حرب الارهاب على سورية، لكنها قرية زراعية تعتمد على مواسمها وسواعد اهلها ووحدتهم.
تعرّضت بلدتي حضر كباقي مدن سورية وقراها لهجمات الارهاب، لكن موقعها الجغرافي المحاذي للجولان السوري المحتل من العدو الصهيوني الغاشم جعل لها النصيب الاكبر في هذه الهجمات الارهابية لأن الميليشيات العميلة أرادت أن تقيم منطقة بجانب شريط وقف اطلاق النار في العام 1967، بدعم وتعاون مطلق مع كيان الاحتلال وعملائه وقوات الاحتلال الأميركي المتمركزة في منطقة التنف، واهالي جباثا الخشب التي تقع جنوب غرب حضر وأعوانهم في قرية بيت جن التي تقع شمال شرق حضر المعاديتين للدولة السورية، لشنّ هجوم على الجيش السوري والدولة السورية فكان اختيار حضر هدفاً لجرائمهم التي كانت مقبرة لهم.
وعانت حضر من حرب الإرهاب والإجرام والتدمير الذي طال كل بقاع سوريا الحبيبة بتآمر العدو الصهيوني وجبهة النصرة وما يتبعها من عملاء وخونة لمهاجمة حضر ومحاربة الدولة السورية وجيشنا السوري البطل.
واضطر الأهالي وفي سنوات الحصار الى فتح طريق ترابية ليقطعوا خلاله في حقول الألغام التي زرعها العدو اثناء حرب تشرين بمساعدة الشرفاء من أهالي قرية حرفا الأبية التي شاركت حضر بحربها وسقط شهداء من أبناء حرفا اثناء الدفاع عن حضر فردموا الطريق بأحجار البازلت لمساعدة أهالي حضر للوصول الى دمشق في أي حالة لإسعاف الجرحى وإنقاذ المصابين خلال الهجمات التي تعرّضت لها حضر او لنقل جثامين الشهداء الى المشافي او الحالات الصحية بين الأهالي. وتعرضت حضر مرات عدة لقصف الدبابات الصهيونية المتمركزة بجباثا الخشب فارتقى شهداء ودمّرت منازل وبالرغم من ذلك حضر لم تستسلم بل قاومتهم وقاومت إرهابهم وحطمت أحلامهم وعنفوانهم تحت نعال أبنائها الأبطال.
وقد تمكن جيشنا السوري من محاصرة الإرهابيين والخونة من بلدة بيت جن التي تقع شمال شرق حضر وبلدة جباثا الخشب جنوب غربي حضر، فكان لا بد لهم أن يسعوا لايجاد منطقة يلتقون بها ويخططون للهجوم على جيشنا السوري بمساعدة وإمداد مباشر من العدو الصهيوني وهذا ما خطط له العملاء في البلدتين…
فقطع إرهابيو بيت جن وميليشياتهم العميلة طريق البلدة الرئيسي الذي يربطها بدمشق وقطع إرهابيو جباثا الخشب وأعوانهم من بني صهيون طريق البلدة باتجاه القنيطرة وحاصرو الأهالي في لقمة عيشهم، فاضطر الموظفون بالبلدة ليبقوا في منازلهن لعدة سنوات.
كما اتبع المجرمون سياسة الارض المحروقة كما علّموهم أسيادهم بنو صهيون فحرقوا الأراضي الزراعية في البلدة وفخخوها فارتقى شهداء كثيرون لاحقاً وهم يعملون في استصلاح أراضيهم بعد حرب الإرهاب وقطع أشجارها المثمرة بمساعدة الآليات الصهيونية.
بعد فشل الارهابيين مع اسيادهم الصهاينة رغم محاولاتهم العديدة على امتداد سنوات حربهم التكفيرية بالدخول الى اراضي حضر فكان ابطالنا يتصدون لهم ببسالة وشجاعة قل نظيرها ويوقعون القتلى بين صفوفهم بالعشرات ولا ابالغ اذا قلت إن وصل عدد قتلاهم إلى مئات والتاريخ خير شاهد وفي كل هجوم على بلدتي حضر كان يرتقي العديد من الشهداء الغيارى على حماية أرضهم وعرضهم كيف لا وهم السوريون حتى الثمالة.
وبعد انكسارات الخونة مرات عديدة على اسوار حضر تمكّن جيشنا البطل بمساعدة الأهالي وفرق الدفاع الوطني والشعبي والشرفاء من محاصرة الارهابيين في قريتي جباثا الخشب وبيت جن الخائنتين لدولتهما وجيشهما فبدأ خفافيش الليل والظلام يعدون العدة لدخول حضر بمساعدة ومساندة مباشرة بالسلاح والعتاد من العدو الصهيوني فكان تاريخ 3 تشرين الثاني 2017 هو الزمن الذي قرروا فيه تنفيذ هجومهم التكفيري، لم يكونوا يعلمون أن مقابرهم ستكون على صخور حضر الشامخة الأبية.
قام العدو الصهيوني بتسهيل تسلل الارهابيين من جبل الشيخ وموقع الدلافة شمال حضر ومن داخل أراضي الجولان السوري المحتل من بلدة جباثا الخشب الساقطة جنوب البلدة الى موقع الدلافة ومن موقع التلول الحمر من ناحية بيت جن شرقي البلدة وقاموا بإدخال سيارة مفخخة محملة بمئات الكيلوات من المتفجرات من هذه الجهة، واستغلوا انشغال الاهالي بالدفاع عن البلدة وفجّروها بانتحاري كافر بين الأحياء السكنية فوقعت اصابات بين الاهالي وتضرر اغلب المنازل في حضر.
هم اسموها معركة فك الطوق عن حرمون ونحن اسميناها معركة الصمود والكرامة. وكان الهجوم صباح الجمعة بقيادة عدد من ضباط بني صهيون وجبهة النصرة وما يسمون انفسهم زوراً جيش محمد. هاجموا البلدة من كل المحاور الا ان ابطالنا كانوا لهم بالمرصاد ساهرين في مواقعهم واياديهم على الزناد تصدوا لهم بكل شجاعة وبأس وعزيمة لا تلين واردوا منهن اعداداً كبيرة قتلى والمصابين نقلوهم الى مشافي العدو. فهبت حضر بشيبها وشبابها ونسائها واطفالها للذود عن حياض ارضهموبعد القتال ساعات طويلة تمكن ابطالنا وحرائرنا وجيشنا السوري العقاىدي بهمة وفزعة اهلنا واخوتنا الشرفاء من سوريا ولبنان الشقيق الذين استطاعوا الوصول عن طريق جبل الشيخ مضحين بحياتهم وأرواحهم لتبقى حضر صامدة ولا تكسر لها راية.
في هذا اليوم تهاوى من سماء حضر 16 شهيدا كانوا قرابين فداء كرمى تراب سوريا الحبيبة وحضر الغالية. النصر عقيدة وحضر امنت بنصرها وبعزيمة ابنائها الابطال الميامين على الطغاة البغاة وانتصرت.
حضر البطولة والعز والفخار، نموذج أزلي عن وطني سورية العاتي على العتاة والعاصي على الغزاة.
الرحمة كل الرحمة لارواح شهدائنا الابرار قديسين الارض والسماء.
والنصر لكل سورية، والحياة الكريمة لجرحاها ومصابيها وأسرهم وتستحق بلادنا النصر المؤزر مهما طال الزمن.
للانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام: