محمد السيد
يجمع الكثير من الخبراء أن الهجوم البري على غزة سيشكل كابوساً مقلقاً للجيش الصهيوني الذي ستكبّده المقاومة الفلسطينية بفصائلها كافة خسائر فادحة ستهزّ صورته وتشوّهها اكثر مما شوهته عملية “طوفان الأقصى” بحد ذاتها. مما سيجعل عملية ترميم الجيش وإعادة هيكلته أكثر صعوبة، خصوصاً إذا لم تحقق الأهداف المرجوة منها كما في الاجتياحات السابقة.
منذ انسحاب القوات الصهيونية من القطاع عام 2005 أقدمت على اجتياحه مرتين، الأولى عام 2009 “عملية الرصاص المصبوب” استمرّت 15 يوماً والثانية عام 2014 “عملية الجرف الصامد” التي استمرّت 19 يوماً، ولم ينجح الاحتلال في الاجتياحين من تحقيق أي من أهدافه او من هزيمة المقاومة وكسر شوكتها بل بعد كل اجتياح تزداد المقاومة قوة وتنظيماً.
الهجوم البري المحتمل سيكون أطول وأكبر وأكثر قوة وعنفاً عما سبقه خاصة أن الجيش قد استدعى 300 ألف جندي من الاحتياط ويحشد قواته بالقرب من القطاع تمهيداً لغزوه.
وبالرغم من تقدّم تجهيزات قوات العدو وتطورها الا أن المقاومة قد تحضرت جيداً وطورت قدراتها جيداً، خصوصاً بالسلاح المضاد للمدرعات الذي سيحول دبابات العدو الى محرقة لجنوده وبسلاح المسيرات وبشبكة الأنفاق التي ستستفيد منها المقاومة الى حد كبير في التحصين وتنقل المقاومين الى نقاط الاشتباك او حتى الالتفاف الى ما وراء خطوط العدو.
والسؤال الأساس هل سيغزو جيش العدو غزة؟
بحسب الأمم المتحدة فقد طلب العدو من سكان شمال غزة مليون ومئة الف شخص وهم نصف سكان القطاع إخلاءه.
ولم يتضح حتى الآن الإطار العام للهجوم البري وإلى أي مدى ستتوغل قوات العدو لأن إرسال قوات برية إلى مناطق مكتظة بالسكان سيكون محفوفاً بالمخاطر.
ويقول أحد كبار الضباط والمحاربين القدامى في الجيش الصهيوني وذوي الخبرة في العمليات السابقة داخل غزة، إن المهمة الأولى كانت تشكيل حكومة وحدة للحصول على الدعم الشعبي لما سيحدث بعد ذلك.
وسمحت الزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى الأخيرة التي قام بها كبار السياسيين الأميركيين والأوروبيين لكيان العدو بحشد الدعم الدولي، على الرغم من أن هذا التضامن قد يتأرجح كلما طال أمد هذه الحرب ومع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين. كما أن وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجيش في أي عملية عسكرية سوف يشكل اختباراً لصلابة الكيان.
وبحسب المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث أميركي، فإنه بمجرد الانتهاء من عمليات التشكيل، سيكون العدو مستعداً لشن هجوم بري كبير داخل غزة. وقال الجيش إن أكثر من مئة ألف جندي يحاصرون غزة، وفرضت البحرية الصهيونية حصاراً بحرياً كاملاً لضمان عدم إعادة تزويد حماس بالأسلحة والإمدادات عن طريق البحر، إضافة إلى ذلك، قامت حكومة العدو بقطع المياه والكهرباء عن المنطقة التي يسكنها 2.1 مليون شخص.
بينما تتواصل الغارات الجوية والقصف العنيف انتقاماً واستعداداً للهجوم البري المحتمل، قالت حكومة العدو إن الهجمات ستستمر وإن الحصار باقٍ الى حين تحرير حماس الرهائن الذين بحوزتها وهم تقريباً 150 رهينة.
في تصريحات صحافية، قال مهندس متفجرات كانت قد أرسلته قوات العدو للمساعدة في تفكيك الأنفاق الواسعة التي حفرتها حماس: “الأمر أشبه بكابوس، لكنه كابوس واقعي. كل شيء تلمسه قد يكون قنبلة، وكل شخص تراه قد يكون مقاتلاً. يجب أن تتحرك ببطء وبشكلٍ مدروس. وأحياناً يتحركون بأسرع ما يمكنك الاستجابة له، ولن تظل على قيد الحياة إلا بفضل تدريبك”.
ونقلت الصحيفة نفسها عن إيهود أولمرت، الذي أرسل كرئيس للوزراء في عام 2008 قوات برية إلى غزة في عملية الرصاص المصبوب التي استمرت ثلاثة أسابيع، قوله إن ما ينتظر الجنود الإسرائيليين هو “أسوأ ما يمكن تخيُّله”.
وأردف أولمرت قائلاً: “لن يكون الأمر بسيطاً ولن يكون ممتعاً لنا أو لهم”. ونظراً للإخفاقات الاستخبارية الواضحة التي سبقت هجوم يوم السبت، فمن الممكن أن تواجهه القوات الصهيونية “قاذفات جديدة أو أنواع جديدة من الصواريخ الأقوى والأكبر حجماً أو الصواريخ الجديدة المضادة للدبابات التي لسنا على دراية بها”.
ويعتقد العدو أن حماس لديها نحو 30 ألف جندي. وتشمل أسلحتهم بنادق آلية وقذائف صاروخية وصواريخ مضادة للدبابات، وبعضها من أصل روسيّ مثل صواريخ الكورنيت وفاغوت.
ولا تزال حماس تمتلك أيضاً مخزوناً كبيراً من الصواريخ التي تطلقها على الكيان. وتصنع حماس أيضاً طائرات صغيرة بدون طيار خاصة بها – بما في ذلك المسيرات الانتحارية. وقد يكون لديها أيضاً صواريخ أرض جو قصيرة المدى متطورة تُحمل على الكتف.
وقد ينتج أيضاً عن الغزو دخول المحور الداعم لحماس بالكامل الحرب أو على الأقل دخول حزب الله الذي لن يسمح بتراجع أو هزيمة حماس. وهذا ما يرعب الكيان خاصة أن معظم الخبراء لدى العدو يقدرون أن الحزب يمتلك أكثر من 150 ألف صاروخ قادر أن يضرب بهم أي نقطة في فلسطين المحتلة وخبرات قتالية كبيرة لعناصره.
الاجتياح البري لغزة سيكون صعباً جداً وسيكلف العدو الكثير من القتلى لأن حماس قد تحضرت جيداً لمثل هذا اليوم وستوظف كل إمكاناتها وستستغل الجغرافيا في المدن ولا سيما نشر القناصة والعبوات والصواريخ الموجهة وستستخدم ركام الأبنية كمتاريس لمجاهديها وسيكون لشبكة الأنفاق دور مهم في تحويل مهمة القوات البرية إلى كابوس لن تنساه لعقود طويلة.
للانضمام:
مجموعة اكاديمية حرمون للإعلام والتعليم:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
راديو حرمون:
https://onlineradiobox.com/lb/haramoon/?cs=lb.haramoon&played=1