تنسيق وحوار خلود أبو رافع
*بماذا نعرف زوار منصة حرمون إليك؟
سعد الله الخليل صحافي سوري من مواليد دمشق 20-7-1078 متخرّج من قسم الإعلام بالتعليم المفتوح جامعة دمشق 2010. عملت في جامعة دمشق منذ 2001 – 2013 قبل انضمامي للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والتي ما زلت أعمل بها من بلدة صدد بريف حمص الشرقي. متزوّج ولدي صبيان طوني وكابي. أؤمن بالعمل الجماعي والتطوّعي وأعشق القراءة.
*هل يمكن العودة إلى بدايات انطلاقتك. كيف بدأتِ؟ ومتى؟ وأين؟
دخلت الوسط الصحافي في السنة الثانية من دراستي بقسم الإعلام بجامعة دمشق أيلول 2006، وبدأت بالعمل الصحافي بموقع سيريانيوز الإخباري وبعد ثلاث سنوات انتقلت للصحافة الاقتصادية عبر مجلتي التأمين والمصارف والاقتصادي، لأعود عام 2011 للصحافة الالكترونية عبر شبكة توب نيوز ناصر قنديل، وشكل جديد من الإعلام الخاص بشبكة الجوال وصولاً لقناة توب نيوز سلايد. وشهد عام 2013 انضمامي لصحيفة البناء اللبنانية وإذاعة صوت الشباب، قبل انتقالي إلى مدينة حمص مراسلاً لقناة العالم والاستمرار بالعمل الإذاعي في إذاعة زنوبيا إف إم منذ 2016.
*ما العوائق التي اعترضت تلك البدايات؟ وكيف تخطّيتها؟
أكبر العوائق التي اعترضتني عند اختيار الدراسة بقسم الإعلام عام 2004 كانت نظرة المجتمع للعمل الإعلامي مبنية على كونه يخضع لآليات المؤسسات الرسمية قبل ظهور الإعلام الخاص والإلكتروني في سورية. وهي نظرة إلى حد ما صحيحة، وكان لي فيها رأي مختلف حيث قاربت الأمور من منظور تعليمي قائم على فكرة مفادها بانه منذ تأسيس جامعة دمشق وحتى عام 2000 كان هناك نظام تعليم جامعي واحد قائم على الجامعات الحكومية في حين شهدت السنوات الأربع منذ 2000- 2004 ظهور التعليم المفتوح والموازي والخاص والإفتراضي، وبالتالي لا بد أن يرافق هذا التسارع المعرفي إلى حين التخرج أي بعد أربع سنوات تطوّر إعلامي. وهذا ما حصل بظهور الإعلام الالكتروني والصحف والقنوات الخاصة في سورية وتمكنت من التدرب والعمل في الإعلام. وأنا طالب في السنة الثانية من دراستي الجامعية.
*لماذا اخترت ميدان عملك؟ كيف تقيّم تجربتك الإعلامية فيه؟
دوافع عدة قادتني للمضي بالعمل الصحافي استمراراً لعملي المجتمعي التطوعي، قبل العمل بالصحافة والرغبة بالعمل بميدان فيه الكثير من الإبداع واللانمطية، والبعيد عن العمل المكتبي الروتيني فكان العمل الصحافي وخاصة الميداني، لاحقاً لمرحلة التكوين الفكري والثقافي عبر سنوات من القراءة والمطالعة بمجالات الأدب والسياسة.
وبعد خمسة عشر عاماً من العمل الصحافي ما زلت أسعى للعمل بأنماط وأشكال جديدة من الصحافة تواكب التطور التقني والتكنولوجي وتسهم بتقديم منتج يليق بالمتابع أما كتقييم إلى حد ما راضٍ عن تجربتي المتنوّعة في العمل الإعلامي مقارنة مع رغبتي الدائمة بالعمل بأي مجال أو وسيلة أطول وقت ممكن. فأنا بطبعي لا أحب تغيير أماكن العمل بسرعة بل أسعى للتأسيس والتأثير وترك بصمة.
*ما أبرز ما تتذكره من مواقف جعلتك تكتشف نفسك، تحديات، مواجهات، إخفاقات؟
مع كل بداية عمل أكون أمام تحدٍّ جديد أكتشف ذاتي العمل وبالصحافي والميداني بالذات تعيد اكتشاف ذاتك. فمع كل تقرير أجد نفسي أمام تحدّ من أين أبدأ وكيف سأعبر عن المواقف ومن هي الشخصيات الرئيسية وأي اللقطات والعبارات المفتاحية الأكثر تعبيراً عن الموقف وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي ترافقك في العمل اليومي حتى في الكوارث والحروب فكل رحلة عمل بوابة للتحدي وللنجاح وبوابة للإخفاق والحزن في أن واحد.
*برأيك، ماذا أنجزت حتى الآن؟
ما أنجزته حتى الأن فقط المضي في عالم الإعلام وومعرفتي بأنني في المكان الصحيح بحلوه ومره وصعوباته، وكل ظروف العمل الصعبة التي يعيشها الإعلامي، وبالتالي نحن ما زلنا في مرحلة الانطلاقات المتجددة فسنوات الخبرة في العمل الإعلامي لا تعتبر وصولاً بل بدايات جديدة وتتجدد كل يوم وكل ميدان جديد يخوضه الإعلامي.
*أي مثال أعلى لك؟ ولماذا؟
كل من احترم ويحترم وسيحترم كلمته مثلي الأعلى وأحترمه وأتعلم منه. الكلمة التي أنقذت أرواحاً وألهمت مبدعين وبالوقت نفسه دمرت مجتمعات ودولاً وأوصلت بشراً للتهلكة وانطلاقاً من مشروعي الإعلامي الذي ينطلق من كلمتنا فأنا من يقدس الكلمة ويعتبر حامل طيبها مثلي الأعلي. وشعاري في العمل الإعلامي كلام العقول الأقرب إلى القلوب. أعتبر أن مهمة الإعلام مخاطبة العقل للاستحواذ على القلب وليس اللعب على أوتار الغرائز والعواطف للسيطرة على العقول.
*برأيك كيف تتجاوب زوجك مع عملك؟ بماذا تتوجّه إليها؟ وإلى كل زميل إعلامي وزميلة إعلامية؟
العمل الإعلامي عمل متعب لعائلة الإعلامي أكثر من الإعلامي بحد ذاته، فهو يبقي العائلة على استعداد بأي لحظة لاستقبال المفاجآت على أي صعيد، بدءاً من التغيب المفاجئ الطويل لرب الأسرة وصولاً لتغير مخططات وإلغاء مناسبات في اللحظات الأخيرة جراء اتصال مفاجئ يغير أولويات العائلة والتي ربما مخطط لها قبل أشهر، إضافة لحالة التوتر الدائم والاستعداد لتلقى الاتصالات في أي وقت وهو ما يتطلب تفهماً لطبيعة العمل من الزوجة والأطفال؛ هذا في الأوقات الطبيعية وهو ما يتحول لعبء مضاعف خلال الأزمات والتي يفترض أن تكون إلى جانب أسرتك كمصدر الأمان الذي تلجأ إليه الأسرة بينما يُضطر الإعلامي للبقاء في ميدان العمل لتجد الزوجة نفسها مسؤولة العائلة بشكل كامل وهو ما يشكل عامل ضغط مضاعف على عائلات الإعلاميين وزوجاتهم وأطفالهم.
أما رسالتي للزملاء الإعلاميين لندرك أن العمل الإعلامي عمل إبداعي يحتمل النقد وقد يعجب الجمهور وقد لا يعجبه. وهذا ليس انتقاصاً من قيمة ما يقدّمه الإعلامي، وبالتالي لنكون مرنين في تلقي ردود الفعل حول نتاجنا الإعلامي كما أدعو الإعلاميين لعدم التهاون مع الدخلاء على العمل الإعلامي وتعريتهم حفاظاً على سمعة الإعلام؛ فمتسلقي الإعلام يلوثون المجتمع والإعلام لتغلغلهم في كل ميادين العمل الثقافي والفني والسياسي والاقتصادي ويشكلون خطراً على المهنة والوطن.
*من ماذا يعاني الإعلاميون؟
العمل الإعلامي يتطلب أدوات عمل باتت مكلفة بشكل لا يتناسب مع إيرادات الإعلام بدءاً من المعدات المرتفعة الثمن والسريعة التطور وصولاً لأدوات تطوير الإعلامي ذاته من دورات وورشات عمل مروراً بهندامه. وهذا يفرض على الإعلاميين تكاليف ليست بمقدورهم تأمينها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سورية. يضاف إلى ذلك معاناة الحصول على المعلومة من المصادر الرسمية وحجب الحقائق بحجج غير مقنعة واحتكار المؤسسات منح المعلومات لإعلاميين بحد ذاتهم تربطهم بها مصالح مختلفة.
*أعلن الموعد النهائي لبدء دورة المراسل يوم الاثنين 2 أكتوبرالمقبل مع أكاديمية حرمون للإعلام بماذا تنصح الشباب السوري والعربي؟
لنكن واقعيين الدورات الإعلامية لا تخرّج إعلاميين بل تمنح خبرات إعلامية وطرقاً تختصر الطريق على المتدرب. فالإعلام خبرة تراكمية تختلف من شخص إلى آخر، بناء على معارفه السابقة وتجاربه في الحياة وثقافته الشخصية وقدراته العلمية. ومزيج كهذا لا يمكن اختزاله بوصفة تعطى خلال أيام ولا أشهر. وأنا كمدرب أقدم للمتدرب خلاصة تجربتي والمواقف التي يمكن أن يوضع فيها وكيف يتداركها وكل ما من شأنه اختصار الطريق عليه ولا أبخل عليه بما عندي مع تركيزي بأن أدفع المتدرب للكشف عن ذاته وبناء شخصيته لا أن أجعل من المتدربين نسخاً عني. فلكل شخص تميزه وعليه أن يجد ذاته وكيانه وأسعى لتكريس مقولة لا تكن مثل أحد ولا تسمح لأحد أن يكون مثلك .
شخصياً أصارح المتدرب بحقيقة ما يمكن أن تقدم له الدورات كخطوة على الطريق وليست المنتهى. وللأسف عدد من المعاهد تروج لفكرة صناعة الإعلامي، وتلعب على وتر حب الظهور لدى الراغبين في خوض غمار الإعلام، على حساب قواعد الإعلام التي يعتبر التحرير ومعرفة الفنون الصحافية أهمها والتي يجب على الراغبين العمل في الإعلام معرفتها. فكيف يمكن التدريب على الظهور الإعلامي دون التفريق بين المقال والتحقيق والتقرير. وبالخلاصة الإعلام مسيرة يصقلها التدريب لكن لا يصنعها. والكثير من الشباب والشابات يستعجلون الوصول للعمل الإعلامي والدورات لن ولم تكون بديلاً عن الدراسة الأكاديمية. فبالرغم من احتواء مناهج الإعلام على معلومات نظرية قد لا تخدم الطالب في سوق العمل لكنها تقدّم قاعدة صلبة يمكن للمتخرج البناء عليها وتمنحه ميزة إضافية في سوق العمل.
أما عن مستوى المتدربين فالقسم الأكبر يملك مشروع حلم أو هدف يدفعه للتدريب، وتبقى العبرة بالقدرة على تطوير مهاراتهم وتأمين فرصة عمل لتحقيق مشاريعهم، وعلى هذه الأوتار يعزف عدد من المدربين والمعاهد بإيهام المتدرّبين بتأمين فرص عمل للمتميزين. وهذا كلام غير دقيق للأسف فأي معهد تدريبي سقف قدراته نشر نتاج الطلاب على صفحاته.
*كلمة أخيرة ترغب بتوجيهها لزوار حرمون؟
كل الشكر على الثقة ونعدكم أن نكون صوت العقول الأقرب إلى القلوب وأن تبقى كلمتنا صوت من لا صوت لهم .
للانضمام:
مجموعة اكاديمية حرمون للإعلام والتعليم:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3