حول 58 طفلاً وطفلة من مرضى سرطان الأطفال أوجاعهم إلى لوحات فنية زاخرة بالألوان والأفكار مع الإصرار على حبّ الحياة من خلال المعرض الخيري الذي أقامته جمعية دعم الأطفال المصابين بالسرطان (بسمة).
المعرض الذي تستضيفه صالة الـ آرت هاوس جاء نتيجة ورشة عمل للأطفال المرضى في كل من مشفيي الأطفال والبيروني بمبادرة من المهندسة كلوديا الخن وبمشاركة متخرجين وطلاب من كلية الفنون الجميلة بدمشق.
وقال الطفل رشيد الحجة 12 سنة من ريف دمشق والذي تمّت تسمية المعرض من وحي لوحته: رسمت تفاحتين خضراوين لأن القائمين على الورشة طلبوا منا أن نرسم فاكهة نحبّها وكانت المرة الأولى التي أرسم بها وشكلت تلك اللحظة حالة سعادة بالنسبة لي بعد إعجاب الجميع بلوحتي، مبيناً أنه سيكون طبيب أمراض سرطان في المستقبل ليخفف من آلام المرضى وأوجاعهم.
بدورها عبرت الطفلة غزل صالح 9 سنوات من حمص عن سعادتها لمشاركتها في المعرض بلوحتين رسمت فيهما دباً وقمراً وقطة، ولأن الناس حضرت لمشاهدة رسومهم، مؤكدة أنها ستكون رسامة في المستقبل.
أما الطفل سيف ديبان 14 سنة من القنيطرة فرسم لوحتين للمهرّج لكونه يزرع الفرح في نفوس الناس، مبيناً أنه سيكون صانع محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي في المستقبل.
واختارت الطفلة ألين جمول 11 عاماً من سلمية أن ترسم حبتين من الكرز لكونها تحبّ هذه الفاكهة، وقالت: سأكون رسامة في المستقبل.
من جهته الطفل عبد الله دخل الله 13 عاماً من درعا جسّد في لوحتين المهرّج والقطة وعبر عن أمله في أن يكون ممرضاً في المستقبل ليخفف من آلام المرضى.
أما الطفل رواد العبد الله 12 عاماً من حلب فلم تقل سعادته أثناء الرسم عن يوم العرض وهو المتمرس في الرسم فاختار الأرنب ليكون موضوعاً للوحته وعبر عن إصراره في أن يكون محامياً في المستقبل ليدافع عن المظلومين.
ومثله الطفل أمير تركي 8 سنوات من دير الزور الذي يحب الرسم ويمارسه باستمرار وقدم لوحة رسم فيها فاكهة البطيخ لكونه يحبها، مؤكداً أنه سيكون طبيب عظام في المستقبل.
من جهتها قالت المهندسة الخن انطلقت المبادرة قبل شهرين بهدف أن يشعر الأطفال أنهم ليسوا وحيدين في مواجهة المرض وأننا نقف إلى جانبهم وندعمهم في رحلة العلاج وأخذ الجرعات إلى جانب إخراجهم من أجواء المرض والمشفى ليعرضوا رسومهم في مكان مختلف أمام الناس.
وأوضحت ريما سالم مديرة جمعية بسمة أن هذه المبادرة ساهمت في تحويل أحلام ومخيلات الأطفال إلى واقع ملموس من خلال الرسوم التي جسّدوها إلى جانب أهمية الفن كوسيلة علاج ودعم نفسي.
وبينت أن تأثير الرسم كان واضحا على الاطفال بشكل إيجابي إلى جانب عرض هذه الأعمال أمام الناس مما ولد الأمل في نفوسهم وأشعرهم أنهم قاموا بإنجاز مهم يستحق التقدير من المجتمع الداعم لهم.
أما الدكتور خالد غانم المدير الطبي لوحدة بسمة التخصصية، فأوضح أن الرسم يشكل حالة تفريغ للمشاعر النفسية السلبية بالنسبة للأطفال مما يساعدهم في الالتزام بخطة العلاج والتجاوب معها.
بدوره لفت الدكتور عبد الله صالومة الأستاذ في كلية الفنون الجميلة إلى أنه مع مجموعة متطوعين من متخرّجي وطلاب كلية الفنون الجميلة زاروا برفقة المهندسة الخن كلاً من مشفيي الاطفال والبيروني وأقاموا ورشات رسم تفاعلية مع مجموعة أطفال مما أنتج 80 لوحة في المعرض، مؤكداً أن العمل التطوّعي مهم للمساهمة في التخفيف من آلام هؤلاء الأطفال مع السعي لدعمهم معنوياً ومادياً من خلال جمع التبرعات للجمعية لاستكمال رحلة العلاج لهم.