استضاف نادي كامد اللوز الثقافي الرياضي الاجتماعي الشاعر العربي عمر شبلي في أمسية شعريّة على مسرح القاعة العامة للنادي، وقدّمه العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية البروفسور الشاعر محمد توفيق أبو علي، في حضور النائبين ياسين ياسين والدكتور بلال الحشيمي، نواف التقي ممثلا النائب وائل أبو فاعور، مستشار الرئيس سعد الحريري علي حسين الحاج، العميد السابق لكلية الأداب والعلوم الإنسانية البروفسور احمد رباح، رئيس المجلس الثقافي الاجتماعي للبقاع الغربي وراشيا الشاعر صالح الدسوقي، الرئيس السابق لاتحاد بلديات قلعة الاستقلال احمد ذبيان، قائمقام بعلبك السابق عمر ياسين وعلماء وفاعليات ثقافية وأدبية وشعراء وكتاب ووجوه إعلامية واهالي البلدة.
وقدم للقاء شعبان شعبان متحدّثا عن موقع الأديبين الثقافي والفكري، ثم تحدّث رئيس النادي بسام طه فقال: “اهلا بكم في بلدة استوطنها التاريخ فبنى فيها حضارة عمرها من عمر الزمن، وحضنت في ربوعها معالم العظمة والمجد والعزة والإبداع، وكامد اللوز تتألق اليوم فخراً باستضافتكم، للاحتفال بمبدعين كبيرين من منطقتنا، طوعا الحرف، فعزفاه لحنا يغني للعروبة والحرية والحب وفلسطين”.
واطلق طه المركز الثقافي للنادي “الذي سيعنى برفع الشأن الثقافي ليكون منارة ثقافية في المنطقة”.
ثم قدم الدكتور محمد توفيق ابو علي الشاعر عمر شبلي، وقال: “ولدته أمّه شاعرًا، فمضى يحميه الشّعر وطفولة لم تغادره، حتّى غدا – كما هو اليوم – طفلًا كبيرًا، تأوي إلى حرفه عصيّات الرّؤى، وتلوذ بحبره جميلات المعاني. منذ المستهلّ، وعند سنابك الفجر، غرق في غيبوبة الشّعر، وجوديًّا صاحيًا، مستشرفًا من شرفة الجرح، آفاق فجرٍ يضمّد للخيل الكئيبة صهيلها، وصوفيًّا قلقًا يطرح الأسئلة الكبرى، فتدلف إليه أجوبتها وجْدًا يُحَلّي مرارة الدّمع. هذا “العُمَ” سِجِلٌّ لصدق الشِّعر وعذوبته، ومعه نقول: أعذب الشِّعر أصدقه. حياته كانت القصيدة الأجمل التي ينبغي لكلّ ذي ذائقة أن يطوف في محرابها. بينه وبين شعره وشائج قربى وصلات رحم، وسلام وطمأنينة وحسن جوار. يشهد جبينه أن العرق تصبّب منه في الحرّ والقّر؛ لكنّنا نشهد أنّه لم يجعلنا نشمّ رائحة عرقه، بل أسبغ علينا ضوع شعر يعنو لجماله كلّ ضوع. هذا “العُمَر” ما أجمله. هل سمعتم قبله عن سجين سجن سجّانه؟ هل سمعتم قبله عن زنزانة ضاق بها المدى؟ هل؟ وهل؟ وهل؟”.
اضاف: “عمر شبلي فلّاح من ريفي الجميل، حرث بروحه حقول الحلم، وعربيّ من وطني العربيّ، لم يقنط من خِذلان الأنظمة، ومن تقاعس الهمم، وظلّ يراهن – بثقة ويقين – على أمّة لا تموت. لعلّ شعرعمر شبلي في تفرّد تكوينه، يحاكي الماء في هذا التّفرّد، فكما أنّ الماء يتكوّن من عنصري الأوكسيجين والهيدروجين، وصفاته مغايرة تمامًا لصفات مكوّنيْه، كذلك شعر عمر، فهو المثقّف الطُّلّعة الذي استطاع بإبداعه أن يتمثّل في شعره ثقافته الشّاسعة، وأوجاعه المبرّحة، وآماله السّاطعة، مزيلًا كلّ التّخوم التي تحول دون ذوبان هذه العناصر، على تنوّعها، في مياه القصيدة، مبقيًا على شعريّة النّصّ زاهية، بعيدًا من الخطابيّة الجوفاء، أو الإبهام المغلق، محتفظًا بغنائيّة يفتقد إليها الكثيرون من أهل الحداثة الذين بتنا معهم، لا نفرّق بين شعر كتب بالعربيّة في الأصل، وآخر نقل مترجمًا. هذا “العُمَر” ما أجمله، وهو يتصدّر المظاهرات، يهتف خلفه المتظاهرون بقوله: كلّ النّواطير سرّاقون يا وطني وأنتَ وحدَك تدري كيف تنتقمُ، هذا “العُمَر” ما أجمله، وهو ينادي رمز العروبة، جمال عبد النّاصر، بقوله: لو تفتدى بشراييني وأوردتي، ولو يعار، على علّاته، الجسدَ، هذا “العُمَر” ما أجمله، وهو يرى إلى المعلّم الشّهيد كمال جنبلاط، ثائرًا، وشاعرًا رائيًا، ومتصوّفًا في شعره وسلوكه. هذا “العُمَر” ما أجمله، وهو يقدّم لنا الآن أطايب شعره، المنبر لك، يا فارس المنبر”.
ثم قرأ الشاعر شبلي مجموعة من قصائده الشعرية التي تراوحت بين الحب والحنين والقصائد الملتزمة، وتلك التي حملت قضايا العروبة وفلسطين وقصائد الثورة والسجن.
وفي الختام قدّم رئيس النادي درعين تكريميتين للشاعرين أبو علي وشبلي.