وحيداً يغرّد خارج السرب، لا يستجدي دعماً من أي جهة ولا يرفع صوته معترضاً على تهميش رسمي كان قد تأقلم معه. يعمل بصمت فتفضحه إنجازاته، بفضل إخلاصه ورحابة صدره، أصبح بمثابة نقطة التلاقي لكل الدائرين في فلك الاتحاد الذي يرأسه (الاتحاد اللبناني للقوة والتربية البدنية)، الكل يعترف باجتهاده، وفي ضوء نسجه لأفضل العلاقات مع الاتحادات العربية والقارية صار لبنان مقصداً للتشاور ومطلباً للتنظيم والتألق.
حسنين مقلّد، بطل لبنان وآسيا في رفع الأثقال في تسعينيات القرن الماضي، متخرّج من بيت رياضي له مع الحديد حكاية غرام ومع المصارعة جولات وبطولات، هو بطل إبن بطل وشقيق أبطال…
منذ أسبوعين غاب عن السمع ليركّز مع فريق عمله المتطوّع في غالب الأحيان بغية تأمين كل ما يلزم من جهد واهتمام ومعدّات، استعداداً لاستضافة بطولة آسيا في كمال الأجسام. وبالمحصلة، شارك أكثر من ثمانمئة لاعب إلى جانب فريق كبير من الإداريين والفنيين حضروا من 23 دولة، تنافسوا مستعرضين أجسامهم على منصة دوليّة هي من صنيعة أفكار حسنين مقلد، وعلى مدى ثلاثة أيام من المنافسات المصحوبة بالتصفيق، مضافاً الى ذلك حسن الإدارة وحيادية التحكيم وروعة التنظيم، فجاء الحصاد رائعاً ومضرباً للمثل.
دمت بهمّتك يا حاج حسنين محلّقاً، يا مَن يشهد لك البعيد قبل القريب في سعيك الدؤوب لترجمة البطولات الموكلة إلى اتحادكم على صعيد التنظيم، بأنها الأروع والأجمل بكافة المعايير والتفاصيل… وللمشككين نحيلهم إلى رئيس الاتحاد الدولي مستر رافييل سانتوخا لسماع الجواب الشافي والوافي والمؤكّد لكل ما ذكرناه… وفّقكم الله يا أبا مهدي في قيادتكم للعبة التي أصبحت بفضلكم مشعّة، أضافت للبنان سمعة عطرة ولأرزه شموخاً … فإلى بطولات وإنجازات أخرى… على أمل أن يقتدي بكم من حارب للوصول إلى رئاسة اتحاد ما، ولما وصل وحكم وتحكّم… نام نومة أهل الكهف.