هدية لكل من يقرأه:
فجأة اكتشفت أني أعيش الربع الأخير من حياتي، وقد أدهشني ذلك الاكتشاف، أين ذهبت كل تلك السنين ومتى وإلى أين غادر شبابي؟
كم قابلت وعرفت من كبار السن طوال حياتي، وكم اعتقدت أن الشيخوخة بعيدة عني!!
حين كنت في الربع الأول من عمري، كان الربع الرابع بعيداً عني لدرجة أنني لم أتمكن من تخيّل كيف يمكن أن يكون حين أبلغه، لكن ها هو الربع الرابع قد اقتحم بابي وتجاوز أعتابي وسلبني شبابي، أصدقائي متقاعدون أصبحوا شيباً، يتحرّكون ببطء، ويسمعون بعسر، ويفهمون بمشقة.
بعضهم في حال أفضل مني، وبعضهم أسوأ، لكني أرى التغيّر الجسيم في أحوالهم، فهم ليسوا مثل الأشخاص الذين أتذكرهم والذين كانوا صغاراً ونابضين بالحيوية.
نحن الآن أولئك الأشخاص كبار السن الذين اعتدنا على رؤيتهم ولم نتخيل يوماً أننا سنكون مثلهم.
اليوم أصبحت أرى أن مجرد الاستحمام هو هدف حقيقي لهذا اليوم، والقيلولة لم تعد اختيارية بعد الآن، إنها إلزامية، لأنني إن لم آخذ قيلولتي بمحض إرادتي فإني سأغفو حيث أجلس.
وهكذا أدخل الموسم الجديد من حياتي غير مستعدّ للأوجاع والآلام وفقدان القدرة على القيام بأشياء كنت أتمنى أن أفعلها، ولكني لم أفعلها أبداً!
كم ندمت على أشياء كنت أتمنى لو لم أفعلها، وكم ندمت على ما كان يجب أن أفعله ولم أفعله.
كما اكتشفت أن هناك العديد من الأشياء التي أسعدني القيام بها خلال ما مضى من العمر لا أستطيع القيام بها الآن.
لذا إن لم تكن في الربع الأخير من عمرك بعد دعني أذكرك أنه سيأتيك أسرع مما تتوقع.
لذلك كل ما ترغب في تحقيقه في حياتك أفعله بسرعة لا تؤجله!
تمرّ الحياة بسرعة، لذا أفعل ما تستطيع اليوم، فلا يمكنك أبداً التأكد مما إذا كنت في الربع الأخير أم لا!
ليس لديك وعد بأنك سترى كل فصول حياتك، لذا عش اليوم وأفعل وقل كل الأشياء التي تريد أن يتذكرها أحباؤك، وكن على أمل أن يقدروك ويحبوك على كل الأشياء التي فعلتها لهم في كل السنوات الماضية.
“الحياة” هدية لك، والطريقة التي تعيش بها حياتك هي هديتك لمن سيأتي من بعدك، فاجعلها رائعة، وعشها بشكل جيد.
تمتّع بيومك وافعل شيئاً ممتعاً، كن سعيداً، أتمنى لك يوماً عظيماً.
وتذكر أن “الصحة” هي الثروة الحقيقية وليست قطع الذهب والفضة..
*ومن الأفضل أن تضع في اعتبارك ما يلي:
- إذا كان الخروج من البيت جيداً. لكن العودة إلى المنزل أفضل.
- وإذا نسيت الأسماء لا بأس لأن بعض الناس نسوا أنهم يعرفونك.
– حتى أنت تدرك أنك لن تكون محترفاً في كل شيء.
– الأشياء التي اعتدت القيام بها، لم تعد مهتماً بها بعد الآن بهذا القدر.
– تنام على كرسي الاستلقاء أمام التلفزيون بشكل أفضل مما لو كنت نائماً في سريرك.
– تفوتك الأيام التي كان فيها كل شيء يعمل فقط بمفتاح تشغيل وإيقاف.
- أنت تميل إلى استخدام الكلمات ذات الحروف القليلة “ماذا؟” “متى؟”.
- لديك الكثير من الملابس في الخزانة أكثر من نصفها لن ترتديها أبداً.
- سيكون للقديم قيمة أكثر من ذي قبل في حياتك.
– ستجد أن أفضل ما في الأمر الأصدقاء القدامى.
وتذكر أنه ليس المهم ما تجمعه، ولكن ما تقوله هو الذي يخبرنا بنوع الحياة التي عشتها.
أخيراً
وأظن أن ذلك هو خلاصة الحكمة في هذه الحياة:
نحن نعلم جيداً أننا لن نستطيع أن نضيف وقتاً إلى حياتنا، ولكننا يمكن أن نضيف حياة إلى وقتنا..