كتبت لورا يمين:
خلافا للسعودية، يبدو “الكيان العبري” مستعجلاً “التطبيع” مع المملكة. في هذا الاطار، ورغم نفي البيت الأبيض مضمون تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الاربعاء، ومفاده بأن ثمة اختراقاً في المحادثات بين الولايات المتحدة والسعودية، يتّصل باتفاق لتطبيع العلاقات مع الكيان العبري، أكد وزير خارجيّة الكيان، إيلي كوهين، الخميس، أن ذلك “مُمكن، وهو مسألة وقت فحسب”.
وفي مقابلة مع موقع “واينت” التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، قال كوهين معلقاً على تقرير الصحيفة الأميركية ان “لا يوجد دخان من دون نار”، في إشارة إلى أن المحادثات قائمة بالرغم من نفي البيت الأبيض، لا سيما أن عشرات التقارير العبرية والغربية تتناول هذه المسألة في الشهور الأخيرة.
وأوضح كوهين أن الأمر متعلق بفترة زمنية محددة، على اعتبار أنه “في نقطة زمنية ما، تتكتل المصالح الأميركية والسعودية والإسرائيلية، وعليه فإن ما ذكرته الصحيفة “وول ستريت جورنال” بشأن فترة 9 – 12 شهراً “للتوصل إلى اتفاق تطبيع” هو صحيح بنظري”. وربط الأمر بـ”نافذة الفرص قبل أن تدخل الولايات المتحدة إلى المعركة الانتخابية. ولذلك أنا أقول إن سلاماً مع السعودية هو مسألة وقت فحسب”. وكان وزير الخارجية الصهيوني نشر مقالاً في الصحيفة الأميركية، ذكر فيه أن إذا “تعهدت الولايات المتحدة للسعودية بحماية نووية، وفق النموذج الكوري الجنوبي القائم على الحماية الأميركية مقابل كوريا الشمالية، فإن السعودية لن تضطرّ إلى تطوير برنامج نووي خاص بها”. وذلك في إشارة إلى طلب الرياض من واشنطن مساعدة لتطوير برنامج نووي “لأغراض مدنية”، كشرط لتوقيع اتفاق تطبيع علاقات مع تل أبيب.
ورأى كوهين أن ثمة مصلحة أميركية في توقيع اتفاق كهذا باعتباره إنجازاً يمكن للرئيس الأميركي، جو بايدن، لتسويقه في خضمّ حملته الانتخابية قبيل الاستحقاق الرئاسي الأميركي العام المقبل، كما من شأنه مساعدة اقتصاد الولايات المتحدة، من خلال تخفيض أسعار الطاقة، في مقابل “بحث السعوديين عن مظلّة دفاعية بوجه إيران”.
لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الرياض لا تتوقف عند كل هذه الاعتبارات في محادثاتها للتوصل الى اتفاق مع الكيان العبري. وهي اليوم، تتصرف على البارد، وتفرض شروطاً واضحة مقابل “التطبيع”. ليس ما تطلبه فقط اتاحة لها فرصة تطوير “النووي”، بل ما تريده قبل كل ذلك هو التوصل الى تسوية عادلة شاملة للصراع الفلسطيني – الصهيوني، يحترم حقوق الفلسطينيين ومصالحهم على الصعد كافة، وحلَّ الدولتين، ولا يكون على حسابهم او ينتقص من حقهم في العيش الكريم بأمان وسلام. وتتعهد خلاله تل ابيب بوقف مضايقاتها للفلسطينيين وحركتها الاستيطانية لا سيما في جنين والضفة الغربية وانتهاكها لحرمة المسجد الأقصى…
المملكة غير مستعجلة الاتفاق ولن تقدّم تنازلاتٍ من أجله، لا سيما على حساب الفلسطينيين. ومتى يقتنع الكيان العبري بهذا الواقع ويسهّل الحلَ مع الفلسطينيين، عندها لكل حادث حديث، تختم المصادر.
(المركزية – خاص)