قد نتساءل: لم لبعض الناس بريق وجاذبية وأسلوب راقٍ يأسرون به من حولهم؟
هؤلاء الناس سرّهم ثقتهم بكيانهم، عقلهم، ووعيهم.. والأهم من ذلك كله امتلاكهم قلباً حقيقيّاً كنور الشمس. فهم الموجودون دائماً لكل ملهوف دون تردّد بكل ما أوتوا من إنسانية بعيداً عن الادعاء وعن التباهي.
هؤلاء الناس منشغلون دائماً بذواتهم. لذا تراهم محاطين بهالة مضيئة، ما يمنحهم طابعاً عظيماً، يضعهم في دائرة حبّ، ثقة، واحترام مَن حولهم. نعم هم يسدون للبشرية خدمة انشغالهم بأنفسهم وترك الناس وشأنهم. فيكون وجودهم مريحاً للجميع. مخلفين في كل من يعرفهم أثراً لا يُمحى بقلة لغوهم، ومرونة تعاملهم، بعمق أفكارهم، وبخفة حضورهم..
فلسفة جَمال الأثر تتطلّب صمتاً أكثر من الكلام. وعملاً أقوى من العظات، وثقة أعمق من عقد النقص، ونية صافية بأن كل خطوة هي بعين الله.