فاطمة حسين اسماعيل
(مربية وكاتبة)
حبيبي يا حسين!
في سيل دمائك. وعظيم تضحياتك ينابيع حب لم تنضب يوماً، وبريق أمل للمستضعفين والمضطهدين في كل أصقاع الأرض لم يخفت أبداً.
وأصدق ما في ذكراك بكاء الأطفال، ودموع الفقراء، وحزن البسطاء، وعفوية لطم العجائز، ونحيب الجدات.
فهم أحبّوا الحسين لجميل عطائه وجوده. ولجميل وصفاء نفوسهم، ونقاء سريرتهم.
حبيبي يا حسين!
على الرماح لم تكن رؤوس معلقة.
بل كانت بيارق كلمة ((( لا))) الشامخة الأبية.
“لا” قوة الأحرار الرافضين لكل محتلّ مغتصب.
“لا” نصيرة المظلومين لينتفضوا على ظالمهم.
“لا” إرادة الشعب المقهور ليثور على الفاسدين العابثين بوطنه.
“لا” لاغتصاب الحقوق.
” لا” لانتقاص إنسانية وكرامة الإنسان في عيش كريم.
“لا” في مواجهة الفتن، والعصبية، والعائلية والتطرّف.
“لا” في التملق لأي فاسد، سارق، أو قاتل.
“لا” للغلو والبدع ومخالفة العقل.
هذه الرؤوس الشريفة وبيارق “لا” المدرجة بدماء التضحية والجود، والرسالية والقيم الحقة. وكل هذه المجالس، وهذه المنابر، وهذه الشعائر وكل ما وصل إلينا من إرث هذه الثورة المباركة هي حجة الله علينا يوم القيامة، (قل فلله الحجة البالغة).