جاء في التعليق السياسي لجريدة البناء:
– لسبب لم يعد خافياً دخلت واشنطن على الخط، تحت عنوان لا يجب أن ترتاح المقاومة في لبنان لرئيس يطمئنها، في سنوات مقبلة يعرف خلالها كيان الاحتلال أخطر مراحل حياته، ويواجه خلالها انقساماً داخلياً غير مسبوق، وتحديات مقاومة نوعيّة شاملة وقادرة في الضفة الغربية، وعجزاً عن خوض الحروب في مواجهة قوى المقاومة خصوصاً في غزة ولبنان، وتشكل وحدة الساحات والجبهات أحد أبرز مصادر الخطر على الكيان حيث جبهة لبنان هي الأشد خطورة.
– لسبب غير خاف أيضاً تتموضع قوى لبنانية عند موقع ثابت في عدائها للمقاومة، وتشارك السياسة الأميركية الهدف المعلن فترفع شعار، الفراغ أفضل ألف مرة من وصول رئيس يؤيد المقاومة وتؤيّده، ولو بمسمّيات مثل “لا لمرشح الممانعة”.
– لأسباب غير مفهومة تتموضع قوى لا يفترض أنها في خندق العداء للمقاومة، تحوّلت الالتباسات الطائفية والسياسية إلى سبب تمكنت أميركا ومناوئو المقاومة في الداخل من الاستثمار على هذه الالتباسات، للحؤول دون توافر فرصة تأمين النصاب وانتخاب رئيس يشكل الدرع السياسية لمعادلة الشعب والجيش والمقاومة.
– الحوار الجاري بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد انقطاع، على أرضية البحث عن المشروع الجامع لتخفيض مكانة الالتباسات التي أثارها تداول الأسماء، خطوة مهمة في سياق الخروج من الاستعصاء لصالح صيغة تحفظ الاستقرار، وتفتح طريق التفاهمات على بناء الدولة، على أمل أن ينضم إلى هذا الحوار وخلاصته آخرون، من حلفاء المقاومة، والذين يسعون بإخلاص للخروج من الفراغ ولا يصنفون علاقتهم بالمقاومة تحت عنوان العداء، على أمل أن ينتج عن هذا المسار ما يتيح الخروج من الفراغ.
– حتى ذلك الحين، لا شيء في الأفق إلا الفراغ، والمبادرات الخارجية متوقفة، والزيارات التي يقوم وسوف يقوم بها المبعوثون ليست إلا مجرد إيحاء بالحركة، ولو دون بركة، فالمطلوب إدارة الفراغ لا الخروج منه.