لا شك في أن حلم كل لاعب طموح هو الفوز بارتداء قميص منتخب بلده، ومن المؤكّد بأن الوصول لتحقيق هذه المكرمة يلزمه بذل الجهد مع المثابرة والالتزام بما يطلبه أهل الخبرة في الميادين الفنية والصحية والاجتماعية من أولئك الطامحين لتمثيل بلادهم في المحافل الخارجية. وعلى اللاعب أن يدرك، بأنه في اللحظة التي يرتدي فيها قميص وطنه أصبح سفيراً له في الملاعب، فهو يركض ويمرّر ويصدّ ويسدّد تحت سقف المهام الموكلة إليه من قبل من وضعوا ثقتهم به… وعند عزف النشيد الوطني، على اللاعبين التفاعل مع تلك اللحظات بجميع حواسهم مع صدق مشاعرهم، وفي هذا السياق تابعنا حالات إغماء وبكاء وصولاً إلى الموت في لحظات لا يعرف معانيها السامية إلا الأوفياء لبلدانهم. نعم أيّها الأحبّة إنه العشق للوطن، وبناء عليه، ومن هذه المنطلقات، لا بدّ أن تتضاعف الجهود وتهون التضحيات.
أسوق كلماتي في معرض لفت النظر لأولئك الشباب الذين غادرونا اليوم إلى الكونغو للمشاركة في بطولة المنتخبات الفرنكوفونية في لعبة كرة القدم، فالتعاون الإيجابي هو الأساس الأوّل في سياق أداء المهمة الوطنية بروح المسؤولية، والالتزام بما يطلبه الفنيّون أمر ضروري لتقديم أفضل العروض وتحقيق النتائج المشرّفة. أيها اللاعبون السفراء، دعوا انتماءاتكم الكروية والحزبية والسياسية والطائفية خارج المضمار، كونوا قلباً واحداً ينبض لأجل سمعة لبنان، وفّقكم الله. وعلى أمل أن تعودوا من امتحانكم الفرنكوفوني ناجحين بكل تفاصيل المشاركة، بوركت جهودكم في الاتجاه الصحيح والسلام عليكم.