سارة شاهين*
من منا لا يعلم بتحول حلم سوري كابوسَ حرب اشتعلت النار فيه.
بعد أكثر من حزمة من الأزمات الإنسانية وبعد الزلازل التي حلّت في الآونة الأخيرة في سورية الوطن الذي لم يفق من معاناته حتى جاءته مشيئة الله بزلزال مدمر لبعض المناطق في سورية الحبيبة.
حيث وجد الأطفال والنساء في سورية أنفسهم في صراع مع أعقد حالات الطوارئ في العالم؛ فأغلبية هؤلاء الأطفال أصبحوا بحاجة الى مساعدات بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية واستمرار العنف في البلاد التي أدت الى النزوح الاجتماعي ودمار البنية التحتية العامة بسبب مخلفات الحروب التي أدّت الى دمار شامل والى نزوح العديد من المواطنين الى مناطق أكثر أماناً بحثاً عن حياة يستطيع فيها الإنسان إكمال حياته وتوفير حياة آمنة لأطفاله أو لعائلته حيث علقت بعقولهم ذكرياتهم وأحلامهم في منازلهم التي كانوا يشعرون بالأمان فيها واضطروا الى مغادرتها. فلكل منزل حكاية ترويها دموع قد اختلطت بمرارة الحياه وكل ذلك زاد من معاناة أطفال سورية وأصبحوا يقاسون الندوب الجسدية والنفسية التي يصعب الشفاء منها بالإضافة إلى أنهم أصبحوا ينتقلون الى سوق العمل في إعمار صغيرة على حساب مستقبلهم الدراسي، ولكنهم اختارو الغوص في متاعب الحياه لتلبية متطلبات أسرهم وأهاليهم وذويهم.
بالإضافة الى ذلك فقد قامت المرأة بدورها وانخرطت في سوق العمل لتؤمن لنفسها أو لتلبي حاجات أطفالها، فقد اختارت العمل لساعات طويلة للحصول على لقمة عيشها برغم جميع الضغوط التي تعترض طريقها.
فإن تدنّي المستوى المعيشي والاقتصادي قد دفع الكثير من الشباب للهجرة والعمل لإعالة أسرهم متحدين الحياة القاسية التي يعيشونها في غربتهم عن وطنهم. وكل ذلك أدّى إلى إنتاج مشاكل اقتصادية واجتماعية جديدة كما أدّى إلى تغير في الهيكلية النسبية بين الإناث والذكور وأحدث آثاراً واضحة تتعلق بتأخر الزواج وتراجع معدلاته وزيادة عدد حالات الطلاق والعنوسة.
لذلك فالمطلوب من المنظمات الدولية والمحلية والإقليمية الاهتمام بالأطفال والنساء وتأمين حاجاتهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وأن تنتشر الدعوات إعلامياً لكل المنظمات المهتمة لإنقاذهم وتحاول أن تخفف من وقع الحرب وآثارها الكارثية عليهم ما أمكنها ذلك.
*ناشطة إعلامية سورية.