كم أنتَ مقيدٌ أيّها المواطن فلا أحد يدقق في ضبابك،
فأنت محكوم في إدارة شؤونك حيث لا حسيب ولا رقيب،
التمس عذراً لمن حاربوك في رغيفك ذات يوم، فأنت الجاني والمجنى عليه.
أنت المحكوم في المنفى، لا لسببٍ ولكنك حين ارتطمت، أطلقت الأغنيات ورقصت في طابور الرغيف، وتسابقت في محطّات المحروقات في ساعات الفجر… على جثث الظروف والأمنيات، تصفق بكل حرارة لتحيا البطولات…
لتحيا الشهادات المعلّقة على الجدران مع وقف التنفيذ..
والوظائف المرشّحة لأصحاب الواسطة.
كم أنت مقيد أيها المواطن
درسنا الانتماء للوطن وفقدنا الهوية، يحاصرنا شبح الفقر والذل، ولا أحد يسمعنا …
تنازلنا عن كل شيء ولكن أين الدواء؟
وأين الجواب الذي يسقي سؤالنا؟
تمسّكنا بالمبادئ والقيم للمحافظة على وطن ولكن ضاع الوطن في أرضه لأجل غير مسمّى…
إنهض أيها المواطن مع جسدك النحيل، وكأنك لم تكن، فأنت المنسي.
أنت الذي ولدت في أرض السنديان، وحاربت على تلال الزيتون، واحترقت مع تراب الوطن ولأجله.. ولكن لم تنل سوى الهوية وصدى صوتٍ ماض.
فأنت لا تملك سوى الحرية في خيالك، والمرسوم بداخل عقلك وجوف أحلامك فقط..
أنت مجرد عابر سبيل أيها المواطن المنفى..
وصدق الشاعر الكبير محمود درويش، حين قال:
“سنصير شعباً حين لا نتلو صلاة الشكر للوطن المقدّس، كلما وجد الفقير عشاءه… سنصير شعباً حين نشتم حاجب السلطان والسلطان دون محاكمة”.