أقامت مكتبة الأسد في دمشق محاضرة بعنوان “التطورات الحديثة في قطاع المكتبات وجهود الاتحاد في تأهيل المختصين في القطاع” ألقاها رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات الدكتور نبهان بن حارث الحراصي، تناول فيها دور المكتبات وأهميتها في صناعة الوعي الإنساني وتقديم المعلومات للقراء والباحثين.
وشدّد الدكتور الحراصي في حديثه على ضرورة استثمار تكنولوجيا المعلومات في عمل المكتبات التي باتت ضرورة فرضها التقدّم الحضاري ورغبات الناس في الحصول على المعرفة بسرعة وكفاءة عالية في ظل الذكاء الصناعي، ولا سيما خلال العقود الثلاثة الماضية مع ظهور الثورة الصناعية الرابعة والشبكة العالمية للمعلومات والتي ساهمت في إدارة الكم الهائل من المعرفة، مؤكداً قدرة المكتبات وكفاءتها العالية على تطويع التكنولوجيا لخدمة أهدافها، وتعزيز ارتباطها مع المستفيدين والباحثين.
واستعرض الدكتور الحراصي مجالات عمل الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات والخبرات التي يمتلكها في مجالات الأرشفة والتوثيق الإلكتروني والمؤتمرات السنوية والندوات ودورات التدريب والتأهيل والإصدارات الخاصة بالاتحاد، منوّهاً بالعمل الذي تقوم به مؤسسة وثيقة وطن في توثيق وحفظ التراث والإنتاج الفكري.
كما صرّح الدكتور الحراصي للإعلام، قائلاً: “فاجأنا ما رأيناه في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق من حفظ للتراث الثقافي والاهتمام به والعمل على ترميم هذا الإرث الإنساني ورقمنته وتقديمه للمستفيدين من كل بقاع الأرض”، معبراً عن سعادته في إلقاء محاضرته من مكتبة الأسد الوطنية كأعرق الصروح الثقافية من قلب العاصمة دمشق التي اعتبرها من أهم المحاضرات التي ألقاها، مؤكداً أن ما تملكه المكتبة من كتب قيّمة ومخطوطات نادرة لا يعود فقط لسورية وإنما هو ملك الحضارات كلها، وبالتالي هم يقدمون خدمة للإنسانية جمعاء.
كما ثمن الحراصي الجهود التي يبذلها القائمون على المكتبة والعاملون بها وأثنى على دورهم الكبير في حفظ وأرشفة هذا التراث الإنساني والحضاري، مشيراً إلى خطوات مستقبلية تصبو لتعميق التعاون الذي يتبلور في المراحل المقبلة، إضافة لترسيخ العمل في العديد من المجالات بدءاً من الدعم التقني والتدريب والتأهيل للكوادر البشرية.
بدوره لفت مدير عام مكتبة الأسد الوطنية إياد مرشد إلى أهمية الزيارة التي أجراها الحراصي والوفد المرافق له في رحاب المكتبة للتعرف على الدور الذي تقوم به مكتبة الأسد الوطنية في حفظ التراث الثقافي الوطني والعربي، مشيراً إلى ضرورة التعاون بين المكتبات العربية وتوحيد جهودها في خدمة الثقافة العربية والإنسانية لمواكبة التطورات العالمية في هذا المجال.
وقال مرشد: “لم تعُد المكتبات اليوم منظومة مغلقة بل انفتحت على المجتمعات والأفراد لتقديم خدمات تتعلق بالبحث العلمي وتطوير الإنتاج الفكري، ما يستدعي مواكبة أحدث الأساليب التقنية والعلمية والإدارية”، موضحاً أن مكتبة الأسد الوطنية تستعدّ لإقامة ورشة عمل خاصة بالمعايير الأساسية والعالمية بالمكتبات وتستضيف كوكبة من المختصين في قسم المكتبات في جامعة دمشق.
جدير بالذكر أن الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات منظمة عربية مستقلة وغير حكومية، تأسس عام 1986 في تونس، ويضم كافة الدول العربية ويعد أكبر مظلة للمتخصصين والمهنيين في قطاع المكتبات والمعلومات في الوطن العربي، وقام على مبادئ ترسيخ ثقافة القراءة والاطلاع والاهتمام بالمكتبات والنشر العلمي، ويعمل على فهم واقع المكتبات العربية وتقديم استشارات وندوات، إضافة إلى التدريب والتأهيل للكوادر البشرية وترسيخ قيم هذه المهنة، وهو منصة نشر رقميّة متكاملة بأكثر من 45 ألف متخصص، ويُخرج مجلة عربية محكمة تصدر بشكل دوريّ وينظم مؤتمراً دولياً سنوياً يتنقل بين الدول العربية.
أما الدكتور نبهان بن حارث الحراصي فهو عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان، ورئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات حاصل على الماجستير من جامعة كيرتن بأستراليا وشهادة الدكتوراه من جامعة شفيلد بالمملكة المتحدة، تبوأ عدة مناصب قيادية، كما عين رئيساً لمشروع المستودع البحثي العماني وهو مشروع يهدف لجمع الإنتاج الفكري العماني، وترأس سابقاً جمعية المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي، كما كان مؤسساً لجمعية المكتبات العمانية.