أعتبر الخبير الصحي أستاذ الصحة العامة واستشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة، أن توجه بعض المدخنين للسجائر العادية إلى البديل الالكتروني يعد من الأخطاء القاتلة والمهددة لصحة الجسم، لكون السجائر الالكترونية تحمل درجة الأضرار القاتلة نفسها، بل بالعكس يؤدي تدخين السجائر الإلكترونية إلى مضاعفات منها ضعف وظيفة بطانة القلب، وبالتالي تلف وعجز الأوعية الدموية على الانفتاح بدرجة كافية لتزويد القلب والأنسجة الأخرى بالدم الكافي، ويمكن أن يؤدي هذا التلف إلى مشاكل القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض الشريان التاجي.
وقال خوجة تزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي صادف أمس (31 مايو 2023) إن مخاطر السجائر الإلكترونية تزداد أكثر لكون السجائر العادية مبنية على مبدأ الاحتراق، فالمدخن يحرق التبغ ويستنشق الدخان، بينما السيجارة الإلكترونية فهي مبنية على سائل موجود، يتم رفع درجة حرارة السائل والمستخدم يستنشق البخار، أي عملية غليان في السيجارة الالكترونية مقابل عملية احتراق في السيجارة العادية، ويعتبر المدخن أنه بديل مناسب للإقلاع عن السجائر والتوجه للبديل الإلكتروني بينما المخاطر للنوعين خطيرة وقاتلة ومؤثرة على جهاز التنفس والجهاز العصبي ومسببة لأمراض القلب والسرطان والتهاب الرئة والجلطات الدماغية وغير ذلك.
وأضاف خوجة: هناك عدة دراسات كشفت مخاطر التدخين الالكتروني منها دراسة أميركية كشفت أيضًا أن من استخدموا السجائر الإلكترونية زاد خطر إصابتهم بأمراض مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية أو تضخم الرئة أو الانسداد الرئوي المزمن بنسبة 30 في المئة بالمقارنة مع من لم يدخنوا التبغ ولم يستخدموا السجائر الإلكترونية نهائياً، وهذا مؤشر يؤكد المخاطر المترتبة على التدخين الإلكتروني. وهناك دراسة أخرى أجريت في كلية كيك للطب بجامعة كاليفورنيا الجنوبية في الولايات المتحدة الأميركية كشفت أن السجائر الإلكترونية تهاجم الحمض النووي في الفم بضراوة أكثر من السجائر العادية، إذ شملت الدراسة 72 شخصاً توزعوا على ثلاث مجموعات: مدخني السجائر العادية، ونظرائهم من مدخني السجائر الإلكترونية، وغير المدخنين، وقام الباحثون بتحليل خلايا طلائية (ظهارية) مأخوذة من فم كل فرد ممن شملتهم الدراسة، وأظهرت الدراسة أن الحمض النووي لمدخني السجائر الإلكترونية تعرض لضرر 2.6 مرة أكثر من غير المدخنين بينما تعرض مدخني السجائر العادية لضرر بمقدار 2.2 أكثر من غير المدخنين.
ودعا ” خوجة” جميع المدخنين بالإقلاع عن التدخين بكافة أشكاله وأنواعه والعلاج عن طريق العيادات التي خصصتها وزارة الصحة للإقلاع عن التدخين، ممارسة الرياضة، تناول الأكل الصحي، النوم الصحي، وتجنب التوتر والقلق.