أَقام “مركز التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأَميركية” LAU ندوة خاصة، بمناسبة الذكرى 120 (1903-2023) لولادة الشاعر الياس أَبو شبكة (1903-1947) حضرها جمهور كثيف من روَّاد الجامعة ومُحبِّي الشاعر.
وأَمام لوحة الدعوة وفيها رسم أَبو شبكة بريشة مصطفى فرُّوخ، جرت الندوة منوَّعةَ الفقرات بين سيرة الشاعر وقراءَات من قصائده وأَداء أُغنيات من شعره.
افتتح الندوةَ رئيسُ الجامعة الدكتور ميشال معوَّض ذاكرًا أَنَّ التذكير بأَبو شبكة “لم يأْتِ عفوًا بل عمدًا، في الذكرى 120 لولادة الشاعر، كما يحصلُ في دول حضارية تَستَذْكُر أَعلامَها كي يَظلُّوا في ذاكرة جيل جديد يتواصلُ مع تراث بلاده”.
وأَضاف: “أَقول التراث فأُطلُّ على بابٍ جديدٍ يَفتحُه اليوم مركز التراث في جامعتنا ضمن أَنشطته الدَورية التي، شهرًا بعد شهر، تُركِّزُ على أَعلامٍ من لبنان وأَعمالِهِم وعلاماتِهِم. وهذه علامة مضيئَةٌ في جامعتنا، تُشْرِق على جمهورنا وشعبنا بصفحاتٍ خالدةٍ من تراثنا الخالد، فإِذا بجامعتِنا منارةٌ للتراثِ اللبناني تَنْفَحُ مجتمعَنا اللبناني بذاكرتِه، بماضيه، بإِرثهِ الغنيّ، فتكونُ الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU واحةَ حضارةٍ في لبنان تحملها إِلى كلِّ جيلٍ جديد كي تُحقِّقَ هدفَها الأَسمى أَن تكون ينبوعًا ثقافيًّا إِلى جانبِ كونِهَا ينبوعًا أَكاديميًّا”. وختم: “… ها هو المركز اليوم يَدعونا إِلى استذكار شاعرٍ غَنَّى لبنانَ بأَرقَّ ما يستطيعُهُ شاعر، وغنَّى طبيعةَ لبنان بأَجملَ ما تستأهِلُهُ طبيعتُنا الملوَّنةُ بالجمال، وغنَّى الحُبَّ بأَصفى ما يَكتُب شاعرٌ عن الحب”.
بعد ذلك تتالت فقرات الندوة أَدارها مدير المركز الشاعر هنري زغيب، راويًا مراحلَ عامةً من سيرة أَبو شبكة العامة، تركيزًا على حياته العاطفية والنساء اللواتي عرفَهُنَّ وكتَب لهُنَّ ومنهنَّ: غلواء، وردة، هادية، وليلى. وبين مراحل استشهد زغيب بقصائد أَبو شبكة من دواوينه “غلواء”، “أَفاعي الفردوس”، “نداء القلب”، “إِلى الأَبد”، مع مقاطع عن أَبو شبكة كتبها سنتَي 1961 و1964 الأَديب الكبير أَنطون قازان.
ومن فقرات الندوة أَيضًا: آلة موسيقية خاصة مؤَلَّفة من أَغلفة كتُب أَبو شبكة صنَعَها الفنان ناصر مخول وعَزَفَ عليها أَمام الحضور تقاسيم موسيقية رحبانية.
بين القراءات الشعرية كانت وقفات غنائية جميلة من قصائد أَبو شبكة تحوَّلت أُغنيات: “أَلحان الشتاء” تلحين الأَخوين رحباني، غناء فيروز (من تسجيلات الإِذاعة اللبنانية سنة 1953)، “الفلَّاح” تلحين الأَب يوسف الأَشقر، غناء تلميذات مدرسة “أَجيال” في بشامون، “أَرجع لنا ما كان” تلحين إِياد كنعان، غناء كارلا رميا (تسجيل أُوركسترالي)، “إِلَّا ليالينا”، تلحين جوزف مراد غناء مارينا العْــتِــلّْ، “صلاةُ المغيب”: تلحين وغناء فادي أَبي هاشم.
وختامًا أَعلن زغيب عن الندوة المقبلة: “تاريخ مرفأ بيروت منذ تأْسيسه حتى انفجار 4 آب” مع الباحث إِدي شويري مساءَ الإِثنين 26 حزيران. أَما تتويج ندوات هذا العام الجامعي فهو مؤْتمر دولي كبير في 17 تموز حول مئوية كتاب “النبي” لجبران، يتخلله الاحتفال بصدور ترجمة جديدة لــ”النبي” كما صاغها وقدَّم لها هنري زغيب في طبعة أَنيقة خاصة هدية لجميع الحُضُور.