عبد القوي حسان*
إدارة الموارد البشرية التقليدية – وفقاً للخبير الأمريكي ديف أولرتش (Dave Ulrich) – انتهى زمانها، يقول: إن إدارة الموارد البشرية التقليدية انتهى زمانها، وأن هناك دوراً جديداً يتحتم على المسئولين عن إدارة الموارد البشرية القيام به وتنفيذه، يتمثل هذا الدور في الشراكة الاستراتيجية والفعالة في تنفيذ ومتابعة خطط واستراتيجيات الشركة، لذلك يحدد أولرتش مفهوماً جديداً لإدارة الموارد البشرية الاستراتيجية يتمثل في أن إدارة الموارد البشرية هي “الإدارة التي تهتم بمساعدة الآخرين في تحقيق أهدافهم”.
تأتي أهمية تحديث إدارة الموارد البشرية، والانتقال من إدارة شؤون الموظفين إلى إدارة الموارد البشرية، ثم إلى إدارة الموارد البشرية الحديثة، ثم إلى إدارة الموارد البشرية الاستراتيجية، في عصر اتسم بالثروة والثورة المعلوماتية، وعولمة الأعمال، وزيادة التنافسية، وتنوع خبرات القوى العاملة من جنسيات مختلفة، والتغير المستمر في الشركات والمؤسسات. كل ذلك يحتم على القائمين في إدارة الموارد البشرية التفكير الجاد واستشعار المسؤولية والعمل الدؤوب من أجل تحديث عمليات وأنشطة الموارد البشرية بما يحقق الميزة التنافسية للشركات وبلوغ الغايات.
فعالم اليوم ليس عالم الأمس، تغيرت فيه الكثير من المفاهيم والتصورات، فما يشهده عالم اليوم من تطور ونهضة في جوانب الحياة كافة؛ ولّد قناعة تامة لدى قيادات الشركات العالمية الكبيرة بضرورة الاهتمام بالعنصر البشري وتنميته، وبناء وتطوير وتحسين قدراته؛ كونه أحد أهم عناصر الهيكل التنظيمي للشركة، وأحد أهم أسباب بقائها واستمرارها، كما أن مفاهيم وتصورات عالم اليوم أدت إلى التحول من التركيز على الأموال باعتبارها أهم الأصول في الشركة إلى التركيز على المعرفة وكيفية توظيفها من خلال العنصر البشري، حيث إنها من أهم وأعظم المدخلات لنجاح الشركة.
الموارد البشرية الاستراتيجية تقوم على أربع ركائز أساسية:
– الشريك الاستراتيجي: يشارك الإدارة العليا في عملية صناعة القرار الإداري، ووضع الاستراتيجيات والأهداف. يقول عالم الاستراتيجية بورتر (Porter) في كتابه “الميزة التنافسية”: إن الموارد يجب ان تلعب دوراً مهما في صياغة استراتيجية المنظمات وتنفيذها.
– قائد التغيير: يكون بمثابة الحافز لاستمرار أداء الأعمال بفاعلية في مختلف الإدارات والأقسام، بكل فاعلية وكفاءة ومواكبة لكل التطورات في مختلف المجالات.
– نصير الموظف: بمثابة صوت الموظف، فإدارة الموارد البشرية ليست عصا الإدارة العليا على الموظفين، بل على العكس، فهي تقف بجانب الموظف وبنفس الوقت تمثل الإدارة العليا أمام الموظف. وتقف بجانب الإدارة العليا وبنفس الوقت تمثل الموظف أمام الإدارة العليا، بحيث لا تتخلى عن الموظف ولا تلقي بالمسؤولية على الإدارة العليا.
– الخبير الإداري: يضمن التميز في القيام بمهام وأنشطة الموارد البشرية التشغيلية، وتقييم خدماتها.
وبدن هذه الركائز لا معنى لإدارة الموارد البشرية، بل قد تكون حجر عثرة أمام تطوير الشركة عندما تتنازل عن دورها الحقيقي، ولم تجعل من الموظف رأس مالها وعميلها الأول.
فلا معنى لتدريب الموظف وتأهيله وتطوير قدراته، إذا لم تحافظ عليه، تضعه في المكان المناسب، وقبل ذلك تدافع عن حقوقه وامتيازاته، وتطوير سلمه الوظيفي. فإدارة الموارد البشرية المحامي الأول للموظفين.
*رئيس قسم التدريب والتطوير. بنك التضامن