في زمن ما.. ولا زال الحدث مستمراً..
بنت الأصول..
بنت الأصول التي تعين زوجها وتتحمله في السراء والضراء، تلك المرأة المهذبة المتدينة التي تربّت في بيت الرجال.. ذات علم وأدب وحسب ونسب.. هذه المرأة بالذات هي من تدفع الثمن غالياً في بيت زوجها.. إذا كان إبن اللئام.. وكثيرات كان اختيارهن لشريك الحياة خاطئاً، إليك مشهداً لذلك…
كان يقيس الحدود بينهما وخصوصاً في تعاملاته اليوميّة معها.. يستيقظ متذمّراً ملولاً عابساً، إن لم يجد شيئاً لينتقده أزاح الطعام من أمامه بفجاجة ويخرج للعمل ساباً لاعناً وبنت الأصول صامتة تدعو له بالهداية ونعمة العقل.. وإن عاد فهو عبوس غليظ لا يعجبه شيء يتدخل بكل كبيرة وصغيرة ولا يتغافل عن شيء، ثم يحتال عليها فتعطيه المال فهي بنت الأصول واجبها أن تقف معه فهو زوجها، وتبيع ذهبها وتسلّمه ميراثها وكل ذلك ربما يحنّ عليها ويراجع نفسه، ويُحسن العشرة.. تلك الآمال الكاذبة قادتها للأمراض المزمنة صبرت وصابرت وازداد ظلماً وتغولاً عليها. فهي بنت الكرام لم تتغير وهو سيد اللئام يزداد لؤماً.
هناك ثلاث نهايات لبنت الأصول..
الموت كمداً
الثورة عليه وطرده من قلبها وحياتها وبيتها..
أو الطلاق ومكث سنين في المحاكم..
فمن قال لك يا بنت الأصول أن صبرك على سوء خلق ومعاملة الزوج وسوء العشرة وبخله في ماله وعاطفته، يجعلك بنت أصول فوالله ما طمع بك إلا لئيم فأخرجيه من حياتك مبكراً، فأنت لست مركزاً لإعادة تأهيل اللئام ليصبحوا من بني البشر.. فهم قوم لا يقوَّمُون ولايستقيمون..
غدا نلتقي في حدث جديد..
*ناشطة ثقافية من الأردن.