عصمت حسان*
لم أكنْ أحتاجُ كي ألقاكِ
شــمسـا
أو أكنْ أرتاحُ إنْ ناديتُ همسـا
أنّـةُ الأشـجارِ تدميني
فأرى في الريـحِ حطّاباً وفأســا
شـاهداتُ الوقتِ
قربانُ الأمانــي
حينَ صــبَّ النهرُ للناياتِ كأســا
فاحملي عنّي رفاتَ الحزنِ
قلبـــي
لن يكـون الصبرُ بعد اليوم عرســا
وادفعيني نحو أكوامِ
الضحايـا
أصبحتْ كلُّ البـــلادِ اليومَ قُدســـا
لوَّنوا الأكفانَ
بعضُ الموتِ يغدو
في حنينِ الأرضِ والإنسـانِ غرســـا
واحرقوا الرايــاتِ
كلّ الأرضِ قبــرٌ
لم تعـد كالأمسِ شــطآناً ومـرســـى
أحتسـي بحرينِ
من ملحٍ وشـــهدٍ
وأريقُ المــرَّ في كأســي لأنســــى
يا الفراشــات التي كانتْ
حروفــي
حـرّري القنديــلَ كي يقسو لأقـسـى
لم أعدْ أقـوى على صمتِ
الرزايا
حين صار الحـالُ للغافيـنَ بؤســـا
حينَ كلُّ النّـاسِ
في ذلٍّ تعامــتْ
وغدتْ في منطــقِ الثاراتِ خُرســا
لم أكنْ أحتاجُ
كي أنجو حريقـاً
صارَ كلُّ العيشِ تلفيقاً ويأســـا
——- —— —— ——————
*رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعة.