ندوة “متحف الذاكرة الفلسطينية للقرى المهجرة” في ندوة حرمون الثقافية: حماية الذاكرة ونسيجها المادي الروحي لتعزيز الهوية والوجود القومي

ندوة “متحف الذاكرة الفلسطينية للقرى المهجرة” في ندوة حرمون الثقافية: حماية الذاكرة ونسيجها المادي الروحي لتعزيز الهوية والوجود القومي

 

أقام مركز حرمون للأبحاث وندوة حرمون الثقافية ندوة بعنوان “تحية للمرأة القامة” يوم الجمعة 10 آذار الحالي، عبر منصة غوغل ميت، حضرتها باقة من الزملاء والزميلات المهتمين الذين يتابعون أنشطة وفعاليات ندوة حرمون الثقافية.

الحلبي

وقدّم ناشر منصة حرمون مدير ندوة حرمون الثقافية الكاتب الإعلامي هاني الحلبي المحاضرة مفتتحاً بالترحيب بالحضور، لافتاص إلى خصوصية عنوان المحاضرة حول متحف الذاكرة الفلسطينية للقرى المهجرة، فلسطين بصمودها وعمقها العربي.. مشدداً على وجوب حماية نسيج الذاكرة المادي الروحي وحفظه وتوثيقه بدقة بكل الوسائل التربوية والعلمية ووالمادية ونشره في المواقع التواصل وحفظة في اكثر من مكان وطريقة حتى لا يتم تدميره بقرصنة او بعملية امنية وعسكرية..

ولفت إلى أن حفظ الذاكرة جوهري لتعزيز الهوية القومية المستهدفة من أعدائها في الخارج من المشروعي الصيهوني الصهيوني والرجعي العربي والانعزال الداخلي الطائفي الإقطاعي.

 

نبذة عن المحاضرة المناضلة

وقدّم الحلبي الباحثة الدكتورة آمال وهدان بأنها قامة نضالية فلسطينية على خطوط الجبهة الفكرية والميدانية دوماً وهي:

– حائزة على دراسات عليا في الاقتصاد والعلوم السياسية.

– متزوجة من الأسير المحرر محمد اللبدي ولديها ابن وبنتان: خالد وليانة وهلا .

– التحقت بالثورة منذ سنوات الدراسة الإعدادية وشاركت بالعمل التطوعيّ في مخيمات اللاجئين في الضفة والقطاع وفي الأرياف والقرى والبلدات الفلسطينية المحتلة عام 1948.

– تبوأت العديد من المناصب السياسية والجماهيرية وساهمت بتأسيس اتحادات الشباب والمرأة والعمال وترأست اتحاد الشباب الديمقراطي منذ 1988 حتى تاريخ إبعادها عن أرض فلسطين الوطن نهاية عام 1990. وقد شكلت هذه الاتحادات الجماهيرية الرافعة الأساسية لانتفاضة الحجارة وللقيادة الوطنية الموحّدة للانتفاضة عام 1987.

– مُنعت من السفر خارج حدود المناطق المحتلة منذ سن 18 عاماً حتى إبعادها خارج الوطن المحتل عام 1990.

– فُرضت عليها الإقامة الجبرية منذ عام 1980 وحتى انطلاق الانتفاضة الأولى أواخر عام 1987 وإعلان العصيان المدنيّ على الاحتلال الصهيوني.

– اعتقلت 3 مرات أثناء الانتفاضة الأولى كان آخرها مع زوحها (محمد اللبدي) بتهمة تشكيل القيادة الوطنية الموحّدة للانتفاضة وطباعة وتوزيع نداءاتها وحُكم عليها بالسجن 3 سنوات ونصف خفض الحكم الفعلي منها الى 6 أشهر بعد شطب تهمة التنظيم بسبب عدم الاعتراف.

– قامت بتأسيس لجنة أهالي المبعدين فور الإفراج عنها لخوض معركة الدفاع عن المبعدين للبقاء على أرضهم وفضح إجراءات القمع الوحشية للاحتلال الصهيوني المنافية لكافة المواثيق الدولية والقانونية واستمرت المعركة 16 شهراً.

– أُبعد زوجها محمد اللبدي إلى جنوب لبنان في حزيران عام 1989. وأبعدت هي الى الأردن في كانون الأول 1990 وعادت للوطن المحتل مع زوجيها وأطفالها في ايار 1994 (بعد توقيع أوسلو العار).

– سافرت مع عائلتها لأميركا عام 2001 وبعد أحداث أيلول من العام نفسه قامت بإصدار (جريدة العرب) بالعربية والإنجليزية أثناء فترة دراستها العليا في الولايات المتحدة بسبب اشتداد الهجمة على العرب والمسلمين بعد أحداث أيلول 2001 واضطررت بسبب ضغوط الـ (FBI) واللوبي الصهيوني لتحويلها الى جريدة الكترونية ولا زالت تصدر الكترونياً حتى هذا اليوم. (www.arabgazette.net)

– بادرت لتشكيل وفد أميركي – فلسطيني لكسر الحصار عن غزة وفضح جرائم النازيين الصهاينة فور انتهاء الحرب الإرهابية على شعبنا في غزة عام 2008-2009  والتقى الوفد مع المئات من أهالي الشهداء والناجين والمصابين والمشردين جراء الحرب الصهيونية الإرهابية.

– بعد عودة المناضلة وهدان للوطن المحتل بادرت وبالتعاون مع عدد من المناضلين الأسرى بتأسيس مؤسسة الشيخ حسن للثقافة والعلوم (www.shfcs.org) عام 2008 وذلك تخليداً لذكرى الشيخ حسن اللاوي الذي قضى 44 عاماً في العزل في سجون الاحتلال البريطاني والصهيوني.

– من المؤسسين للتجمع الشعبي لمناهضة التطبيع عام 2008

– من المؤسسين للمنتدى الثقافي العربي عام 2010 .

– عضو مؤسس ومنسقة لجنة المتابعة للجنة الشعبية للدفاع عن سورية عام 2010 والتي وحّدت عمل الشعب الفلسطيني على مساحة كل الوطن المحتل.

– ساهمت في تأسيس الحركة العالمية للتضامن مع سورية وعضو لجنة التنسيق فيها.

– قامت مع بعض المناضلات العربيات بتأسيس: رابطة النساء العربيات التقدمية عام 2015 لمواجهة الحرب على سورية، وتم تسجيلها رسمياً كهيئة دائمة بأميركا بعد أن تعثر تسجيلها في الدول العربية.

– عضو لجنة فلسطين في التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة منذ عام 2016.

 

وهدان

بدأت المحاضرة وهدان بتعريف عن مؤسسة الشيخ حسن للثقافة والعلوم، وكان لا بد أن تتحدث بالتفصيل عن الشيخ حسن اللاوي المنسوبة إليها المؤسسة ودورها في حفظ الذاكرة الفلسطينية وتعزيز الهوية الوطنية القومية للفلسطينيين.

مَن الشيخ حسن؟

لا نعرف بالضبط متى ولد الشيخ حسن محمد اللاوي، لكن وفق بعض الوثائق التي عثرنا عليها نستطيع أن نقدّر أنه قد يكون من مواليد 1903م وأنه تزوج من فاطمة محمد ياسين في الثلاثينيات من القرن الماضي وأنجب منها بنتاً لم تشفع لها الحياة، وولداً كان كل ما تبقى له بعد وفاة زوجته واعتقاله (لا نعرف بالتحديد متى اعتقل.. لكن بناء على شهادات البعض قد يكون اعتقل ما بين أعوام 1939- 1941م). وأن له شقيقاً وحيداً هو عبدالله محمد اللاوي الذي رافقه في رحلته الأخيرة إلى مدينة القدس وبقي فيها حتى مماته إثر حرب 1967م وما زالت عائلة شقيقه تسكن في ضواحي مدينة القدس حتى يومنا هذا .

وتابعت: الشيخ حسن، كما يقول ابنه غازي، هو خريج كلية العلوم في نابلس في العام 1939م ومعلم الأجيال لسنوات طويلة في عدد من قرى ومدن فلسطين والأردن زمن الانتداب البريطاني واستقرّ به المطاف، وفق الروايات، في المسجد الأقصى. وكان آخر معقل له للتعليم والوعظ قبل أن يُعتقل بتهمة قتل ضابط بريطاني حاول اقتحام الأقصى بحذائه بحثاً عن الثوار. ونقله جيش الانتداب البريطاني إلى سجن عكا، حيث كان يقبع ثوار فلسطينيون عديدون، وحكم عليه بالإعدام. وقد شفعت له مكانته العلمية ومركزه الديني مما دعا فقهاء العلم والدين في فلسطين للتدخل لإلغاء حكم الإعدام واستبداله بالسجن المؤبد.

قضى الشيخ حسن ثلاث سنوات من اعتقاله الأولى في سجن عكا مع السجناء اليهود المدنيين وأعضاء العصابات المسلحة بعيداً عن المعتقلين الفلسطينيين، وكان يزوره بشكل منتظم شقيقه عبد الله وشقيقته وصيفة مصطحبين معهما دائماً ولده الوحيد محمد غازي. استمرت معاناته في سجن عكا ومعاناة ذويه في تكبّد مشاق السفر من كفر اللبد إلى سجن عكا حتى اندلعت حرب فلسطين عام 1948م وتقطعت أوصال الوطن الذي انقسم قسراً على ذاته بسيف الأمم المتحدة وتقطعت معه أوصال الشعب وانقسمت العائلات وتفرّقت بين شقي الوطن. وقدّر للشيخ حسن أن يبقى في الشق المسلوب من الوطن قهراً وانقطعت أخباره عن أهله ولم تسمع الأمم المتحدة صراخ عائلته وولده الوحيد ولم يُسعفهم الصليب الأحمر الدولي في البحث عنه. وتكرّس التقسيم والتهم الشق الذي اقتطعه حلفاء الحرب العالمية الثانية، المنتصرون تواً على الفاشية والنازية، لليهود عنوة أجزاء أكبر من الوطن السليب. ومع كل خطوة يقوم بها الكيان الغاصب ومع كل مذبحة ومجزرة إنسانية يقترفها ربيب الحلفاء كانت تتعمّق مأساة الشيخ حسن أكثر وتزيد عزلته عن أهله وشعبه أكثر، ومع كل يوم يمرّ عليه في المعتقل كانت عائلته تتمزّق أكثر على فراقه خاصة أن كل محاولاتهم مع الصليب الأحمر وغيره من المؤسسات باءت بالفشل.

وانتقل ابنه محمد غازي ليعيش مع عمه في القدس ويكبر مع أبناء عمه حتى قوي عوده فتزوّج من ابنة عمته فاطمة وانتقل ليعيش في الأردن. وبقي عمه عبد الله على عهده في متابعة أخبار أخيه الشيخ حسن من دون طائل حتى اندلعت حرب 1967، وبدأت رحلة البحث مجدداً بعد أن أصبح بمقدور سكان الضفة الغربية زيارة ذويهم في فلسطين المحتلة عام 1948 . وشاءت الأقدار أن ينتقل عبد الله إلى الرفيق الأعلى بعد أيام من حرب الأيام الستة بعد أن أوصى أولاده بمتابعة البحث عن عمّهم الشيخ حسن مهما كلفهم من عناء ومشاق .

وقد استغرقت عملية البحث سنوات طويلة إلى أن بدأت أخبار الشيخ حسن تصل إلى أخته وصيفة وأبنائها في كفر اللبد بعد أن أثار أذان الصلاة التي كان يقيمها شيخنا اهتمام الأهالي في قرية باقة الغربية، حيث كان يقيم قريباً منها بعد أن أغلق سجن عكا وتم تحويله إلى دائرة الصحة قبل أن تستولي عليه وزارة السياحة وتحوله إلى متحف أثري.

وفي أحد الأيام من عام 1973م تم تحديد المكان الذي يقيم فيه وبعد جهد مضنٍ وإجراءات إدارية وبيروقراطية مع الأجهزة الإسرائيلية حصلت العائلة على إذن الزيارة الأولى بعد 25 عاماً من قطيعة حرب الـ 1948 وأحد وثلاثين عاماً من اعتقاله. وحضر ابنه الوحيد محمد غازي من عمان ليكون على رأس الوفد الزائر لأبيه: الحاجة وصيفة عمته الوحيدة ومحمد عبد الله محمد اللاوي ابن أخيه الوحيد، والحاج مصلح برهوش (أبو الأمين) ابن عمته .

أمام هذا المشهد الإنساني لهذا اللقاء الدرامي لا تملك المشاعر إلا أن تندفع دموعاً سخية على خدود المجتمعين على ذكريات شابها الزمن طيلة خمسة وعشرين عاماً وحقائق جديدة على الأرض لم يستوعبها عقل شيخنا الجليل ولم يصدقها ولم يذب اللقاء الحميم الأول جليد قلبه المفطور حسرة. فكيف له أن يصدّق أن أخاه الوحيد عبدالله (الذي كان قد توفي إثر حرب 1967م) وأخته الوحيدة وصيفة لم يتخليا عنه في محنته وسجنه وعزله؟ وكيف له أن يصدّق أن وطنه الصغير الذي كان يجول فيه من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه كان جزءاً من لعبة الكبار في تقسيم الأوطان حدوداً ومصالح؟ وكيف له أن يستوعب أن دولة جديدة اغتصبها الكبار واقتطعوها من وطنه كي يجمعوا عليها من لفظهم الأوروبيون في معادلتهم الجديدة واخترعوا لهم دور الشرطي في خاصرة الوطن العربي؟

ولم تتوقف جريمة سلطات المحتل الصهيوني عند هذا الحد وبدلاً من أن تسارع في الإفراج عنه وتسليمه إلى ولده الوحيد بدأت تماطل يوماً بعد آخر وسنة بعد أخرى. وبسبب وجود ابنه الوحيد في الضفة الشرقية وعدم قدرته على زيارة أبيه بشكل منتظم، وبسبب رفض السلطات المحتلة بمتابعة ملفه مع أبناء أخيه تمّ تكليف محامٍ لمراجعة ملفه في محاولة لإطلاق سراحه. وقد طالب أبناء أخيه بنقله إلى منطقة قريبة من القدس حتى يتمكنوا من زيارته بشكل منتظم. وحتى يتم تأهيل الشيخ حسن بشكل تدريجي للتعرّف الى عائلته والانتقال من عالم الى نقيضه، لكن بحدود الذاكرة التي تفتعل في ثنايا عقل انتصر على سكين المحتل وعنصريته وجرائمه ورسم عالمه الصغير بحدوده وعالمه الكبير بجغرافيته وحلّق بأحلامه متخطياً قضبان السجن والعزل، ومنطلقاً في فضاء الوطن الذي ما زال محفوراً في ذاكرته ومجسداً في قرى وجوامع الجليل والرملة والخليل وغزة وفي الأقصى وأزقة القدس .

وإمعاناً في الجريمة والقسوة والعنصرية رفضت وزارة الداخلية إطلاق سراح الشيخ حسن بحجج واهية من مثل أنه لا يملك أية أوراق ثبوتية وأنهم لا يستطيعون تحمّل مسؤولية إطلاق سراحه على عاتقهم .

لم يفقد ولده وعائلته الأمل واستمروا في محاولاتهم وكلفوا محامياً آخر بالبحث عن وسيلة أخرى تكفل إطلاق سراح والده الذي تخطى عتبة الثمانين عاماً.

وتمكنت العائلة أخيراً من استصدار أوراق ثبوتية تساعدهم على إثبات هوية هذا الشيخ الجليل وجاء ولده غازي من الضفة الشرقية لمتابعة تسلم أبيه الذي رأى نور الحرية مجدداً في 24 يناير/ كانون الثاني 1983 عندما خرج في زيارة قصيرة لبيت أخيه حتى يتأهل تدريجياً على التعامل مع العالم المحيط.

وقالت: رحل الشيخ حسن عام 1983 ولم يمض على تحريره من أسره البغيض سوى أسابيع قليلة، لم يتمكن خلالها من استساغة هواء الحرية مجرداً من ذاكرة أربعة عقود عاشها في العزل التام وفي منفى آخر فرضته عليه الإجراءات القمعية العنصرية ذاتها عندما اضطر لأن ينقل بصحبة ولده إلى الضفة الشرقية من نهر الأردن. قضى وهو يحاول المرة تلو الأخرى أن يعبر النهر باتجاه الغرب نحو شجرة البلوط في خلة زيتون في قرية جبلية تبعد كيلومترات قليلة عن الساحل الفلسطيني، اسمها كفر اللبد، ونحو بقايا مسجد الأقصى في ذاكرته. لم يحتمل جسمه النحيل وقلبه المفطور حسرة وألماً على ابن وحيد لم يعد يعرف عنه شيئاً وأخ طال انتظاره ووطن غُيّب عنه بين جدران السجون العديدة التي تمّ نقله بينها .

هذا الشيخ الجليل الذي عبر الحياة وخرج منها عن أكثر من ثمانين عاماً بصمت وهدوء وجلل وغصة في القلب رافقته واحداً وأربعين عاماً من السجن والعزل في أماكن لم يتبق منها إلا الحجر. فالذكريات والتفاصيل انطوت في القلب الذي غصّ بالحياة وحيداً وطاف العالم وحيداً إلا من صفحات القرآن الكريم رفيق حياته الوحيد وأذان الصلوات الخمس التي كان يقيمها بنفسه ليحفظ بها علاقته بالخالق .

متحف الذاكرة الفلسطينية

وتحدثت وهدان عن مشروع متحف الذاكرة الفلسطينية، وهم مشتق من أزمة الذاكرة التي عاناه الإمام المناضل الشيخ حسن اللاوي، الذاكرة التي لم يفقدها أن فلسطين واحدة موحدة من الناقورة إلى غزة، ومن البحر إلى النهر، وبقيت واحدة موحدة في روحه ومنطقه، بلا اجتزاء او تفكك او افتئات، بينما واقع الحال ان أرض فلسطين أصبحت كانتونات ومعازل وطرقاً التفافية مسوّرة بالمغتصبات والأسلاك الشائكة.

وعرّجت المحاضرة وهدان على واقع اللجوء والمخيمات متحدثة عن واقعها في الأردن وسورية ومصر والعراق ولبنان، وقالت إن أفضل واقع فيها هو في سورية لأن حقوق اللاجئ فيها موازية لحقوق المواطن ما عدا حق تمليك الأراضي الزراعية.

وأشارت إلى القرى المهجرة وعدّدت بعضها في مختلف المحافظات والأقضية الفلسطينية التي يبلغ عددها 14 قضاء، وقالت إن المشروع انطلق من قضاء القدس، لأنها الحاضنة الروحية للفلسطينيين والمسيحين والمسلمين في العالم كله، والمشروع كبير وواسع وطويل وعميق، وسيستغرق الكثير من السنوات، لكن المهم أننا بدأنا به ولاقى تجاوباً ودعماً من رجال أعمال فلسطينيين وعرب آمنوا به ولم يقصروا في دعمه.

وتحدثت عن خرائط مبنى المتحف، وعرضتها في ملف بوير بونت عبر شاشة غوغل ميت، متحدثة بالتفصيل عن صالاته ومحتوياته الهندسية والخدمية ومراحل التأسيس والبناء والتقدم فيها.

وقالت إن المتحف لن يكون فقط مبنى في مكان محدد، بل كذلك سيكون في منصة افتراضية حديثة، بحيث يمكن لكل زائر في العالم ان يزوره، ويتجول فيه ويطلع على محتوياته القيمة.

وتحدثت عن خطة العمل ففصلتها إلى مسارين:

• المسار الأول مع الطلاب والمؤسسات التربوية بالمسابقات الثقافية والتربوية التي أقيمت ولاقت رواجاً واسعاً في فلسطين ومخيمات اللجوء ودول الانتشار. وتمّ تقديم جوائز كثيرة للمستحقين في مهرجانات حقيقية شعبية وحاشدة. وشرحت المحاضرة آمال وهدان كيف تم تدريب الطلاب على قواعد وأخلاقيات البحث العلمي، ليتمكنوا من رفد المتحف بقصصهم وأبحاثهم العلمية باشتراكهم بالمسابقات المعلنة. كما حصل في أيلول العام الماضي 2022. فكان التجاوب كبيراً. وزارة التربية شاركت بمدارسها وجامعاتها، والأبحاث الفائزة ستتم طباعتها في كتيب.
• المسار الثاني وهو الأنشطة من زيارات للأهالي والطلاب إلى قراهم التي تم تهجير أهاليهم منها، وتعريفهم عليها، وكانت المشاركة واسعة داخل فلسطين وخارجها، أكانت بالأبحاث والدراسات من الشباب والطلاب الفلسطينيين والعرب. وكذلك لجان التحكيم من فلسطين وبعمقها العربي.

وقالت هدوان نحن نعمل في كل الظروف وتحت كل الضغوط، رغم أننا لا نتلقى أي دعم رسمي من أية جهة رسمية فلسطينية وعربية، دعمنا هو شبكة التحالفات الواسعة وعلاقاتنا العربية والدولية. ودعمنا الفعلي والمالي من رجال أعمال فلسطينيين داخل فلسطين وخارجها.

وعرّجت على واقع فلسطين شعبياً فأوضحت أن 1600 جمعية بتغطية مدنية تولت إفساد غالبية الشعب الفلسطيني وتحت غطاء السلطة ودورها السياسي والأمني والاقتصادي.

وقالت لقد تم تحويل المعركة مع العدو إلى معركة دينية، بعد اشتداد المواجهة في فلسطين داخليا بين تيارين صهيونيين علماني نواته وأساسه من يهود الدول العربية الذين تم غسل أدمغة أطفالهم كحالة يهود اليمن ليتحولوا إلى نواة تطرف متشدد، وبين تيار متطرفين دينيين تمكنوا من الاستيلاء على الكيان بعد انتخابات عدة متلاحقة وفرضوا شروطهم على القوى السياسية والعسكر ويحاولون تغيير القواعد القضائية لتبييض ملفات فساد نتنياهو وإحداث انقلاب شامل في الكيان. 

وشددت الباحثة وهدان على أن المقاومة الشعبية في العالم وفي العالم العربي وبخاصة في فلسطين دفعت المشروع الإمبراطوري إلى الانحسار والتراجع ويقارب السقوط. وفي مسار سقوطه يرتكب المجازر والقتل والإبادة والأسر والإبعاد والقصف والاغتيال، لكنه يزداد تفككاً وضعفاً وتتسع الفوالق بين قواه حتى التحارب الذاتي، ويتم هدم البيوت على رؤوس الأسر، ومصادرتها كما حصل مع أسرة طوطح التي تم هدم منزلها الأصلي والبديل في سلوان والقطمون..

وتطرقت هدوان إلى التطبيع وانتشاره لتهويد العرب وتقسيم الدول خاصة السودان والعراق وسورية ولبنان باسم الثورة الثقافية.

مداخلات وأسئلة

وردت هدوان على باقة من الأسئلة والمداخلات، منها للشاعرة

مارينا سلوم “بأن دعم الدول ليس مجانياً. بل لخدمة مصالحها. ودعت للتشبيك مع السفارات والجاليات”.

وسأل الحلبي: كيف يمكن حماية المتحف؟

وتحدثت الدكتورة مليكة الطاهر بقاح عن فلسطين وقضيتها وجهاد المرأة الفلسطينية. 

وكانت مداخلة للدكتور غصون زيتون.

 

شهادات تكريم للحضور

وأصدرت إدارة ندوة حرمون الثقافية شهادات للحضور مرفقة مع التقرير عن الندوة. ودعا الحلبي الحضور إلى ندوة “الصدمة والتعامل معها”. يتحدث فيها الباحث داني شربل من لبنان. الجمعة 17 آذار الحالي – الساعة ٦ مساء.

 

للمتابعة في يوتيوب رابط الندوة مسجلة: