الإعلام مواقف متبدلة… كتاب للإعلامية الباحثة هناء الصالح تضمن الكثير من الوثائق والطروحات التي كشفت سلبيات الإعلام، وما قام به خلال فترة الحرب الإرهابية على سورية بدعم من المنظومات المعادية ومنها الصهيونية.
وتسلط الصالح الضوء على المناورات التضليلية التي تخفي وراءها الأسباب الحقيقية لحركات التحالفات الغربية والحروب العصرية والأهداف الخفية، التي تكمن وراء شعارات المساواة والمحبة والسلام في العالم، وهدفها القتل والتدمير والتشريد.
وتكشف الصالح عن كثير من الأدوار التي يؤديها الإعلام العالمي المتناقضة ومنها ما يحور ويضلل الرأي العالمي ويعمل على تغيير مساراته ولا سيما في الهجمة التي تعرضت إليها المنطقة العربية بما سمي زورا الربيع العربي.
وتشير الصالح إلى كمية الضخ الإعلامي والإلكتروني الهائل الذي لم يتوقف، وقد أثر على مجتمعات بأكملها تنفيذا لكمائن سياسية واجتماعية واقتصادية حبكت بإتقان، أدت إلى أضرار غير محدودة، إضافة إلى حروب بالوكالة شنها العدو الصهيوني وسواه ضد أي بلد يشكل خطراً عليه.
ورأت الصالح أن التضليل الإعلامي حين بدأ الربيع العربي أخذ أبعاداً كثيرة، وتنامى عبر مراحل ودرجات، لكنه ترك أثراً سلبياً على الواقع من تغرير فئة الشباب والعمل على تدميرها واستغلال أحلامها، وتدمير طاقات البناء الوطنية لديها، لافتة إلى أثره في العراق وسورية لما يشكلانه من قوة شعبية هائلة أمام المخططات العالمية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تمثل رأس التضليل الإعلامي.
وفي الكتاب تحليل للتضليل الإعلامي ومفهومه وما يتضمنه من حروب نفسية وأساليب وترويج ودعايات وأمثلة منهجية معاصرة، إضافة إلى المؤثرات الإعلامية في مجال السلطة والإعلام والإرهاب والرأي العام.
وبينت الصالح كثيراً مما فعله الإعلام الأمريكي المضلل والأذرع الصهيونية، من خلال الأفلام وقلب الحقائق والتداعيات المختلفة والترويج أن إسرائيل صديقة العرب والتضليل الإعلامي ضد سورية ومحاولة النيل من الرموز الوطنية.
وأشار رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني إلى أهمية تسليط الضوء في الكتاب على تبدل المواقف الإعلامية ضد سورية وكيفية المواجهة، وذلك بأسلوب منهجي موثق.
ويضم الكتاب الصادر عن اتحاد الكتاب العرب في 167 صفحة من القطع المتوسط مواضيع أخرى في مجال المواقف الإعلامية المزيفة والمضللة ضد سورية.