ناصر قنديل*
- على طريقة مجزرة جنين ارتكب جيش الاحتلال مجزرة نابلس، وبالذرائع ذاتها وتحت العناوين ذاتها، ويضاف الى الأهداف المعلنة بمحاولة وقف أعمال المقاومة، للمجزرة هدف هو التغطية على فشل العملية في اجتثاث التشكيلات المقاومة التي اشتبكت مع جيش الاحتلال وقدمت من بين قادتها ومقاوميها شهداء.
- بعد عملية جنين بيوم واحد كان الفلسطينيون يردّون على المجزرة بعملية نوعية نفّذها المقاوم الشهيد خيري علقم، وتلاه المقاوم الفتى الأسير محمد عليوات، وتلقى الإسرائيليون عبر العمليّتين الردّ المناسب على المجزرة، وقالوا لجيش الاحتلال إن كشف حساب الدم مفتوح ولم ولن يُغلَق.
- الفصائل المقاومة في غزة تدرك قواعد الاشتباك في المواجهة، وهي في أعلى جهوزية، وبين موجة وموجة تمارس حقها المشروع بالردّ على مستوطني غلاف غزة، كلما حاول الاحتلال تحقيق أهداف استخبارية نوعية في غزة، عبر القصف أو محاولة الاغتيال، لكن المقاومة تدرك أن المسار التصاعدي للمواجهة في الضفة سوف يوصلها لا محالة الى لحظة فاصلة تجد نفسها فيها في حالة حرب شاملة.
- يعجز القادة الإسرائيليون القلقون على مستقبل الكيان عن لجم تهوّر جماعات المستوطنين والمتطرفين داخل الحكومة وفي الشارع. وتبدو الأمور ذاهبة الى التصعيد لا محالة، ورغم إدراك قادة الغرب مخاطر الانفجار الكبير في فلسطين وتداعياته على المنطقة ومخاطر امتداده وتحوّله الى حرب إقليميّة كبرى، فإن الوقائع تقول إن أحداً في الغرب لا يجرؤ على الإمساك باليد الاسرائيلية المجرمة لردّها عن المضي في عمليات القتل بدم بارد بحقّ الفلسطينيين، بحيث لا يبقى للفلسطينيين الا أنفسهم بالسلاح حيث توفر وبالدهس والطعن حيث لا يتوفّر السلاح.
مع اقتراب شهر رمضان وتزامن المناسبات الدينية التي يحييها الفلسطينيون في المسجد الأقصى ونيات المستوطنين إحياء مناسبات دينية متزامنة في باحات المسجد الأقصى سوف يكون التصاعد نحو المواجهة أسرع فأسرع وأخطر فأخطر. ومع الاقتراب من المناسبات الوطنية الفلسطينية كيوم الأرض وذكرى اغتصاب فلسطين، يبدو أن ما شهدناه قبل عامين مع سيف القدس ربما يتكرّر على نطاق أوسع وأشمل، وربما على مستوى المنطقة كلها.
*رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية، نائب سابق.