عقدت ندوة حرمون الثقافية حلقتها الثانية بعنوان “زلزال الشمال بين العلم والقانون والهندسة – 2” الجمعة 17 شباط الحالي، حضرتها باقة من الرواد والأساتذة الجامعيين والمهتمين من دول العالم العربي. وحاضر فيها الخبير الجغرافي سيزار قيصر من لبنان.
العنزي
قدّمت المحاضر قيصر الدكتورة الإعلامية عهود وائل العنزي وقالت “بلسم الله قلوب المصابين وأشفى الجرحى وأعان سورية دولة وشعباً وأصدقاءها على عونها لإيواء من فقدوا بيوتهم وديارهم؛ إنه سميع مجيب.
ويفرحني ان تعود الحرارة إلى شرايين العلاقة بين بلدينا الحبيبين، السعودية وسورية، والحمدلله ما زالت الكوارث تجمعنا للأسف، وكان الأجدر بنا أن نجتمع على كلمة سواء ووقفة حق، أقلّ كلفة لنا جميعاً. في كل حال عوّدتنا سورية الفينيق أنها لا تنكسر لا في زلازل ولا في نوازل، ولكل شدة مدة، حتى يقدر الله فتزول.
يبقى علينا كيف نعالج الأضرار ونداوي القلوب والعيون التي اقتحمتها الكارثة بأهوال الفقدان ومشاهد الموت ودموع الوجع وحرقة الحناجر والأرواح.
يفخر حرمون ان يستضيف اليوم في ندوته زلزال الشمال بين العلم والقانون والهندسة -2 باقة من المختصين في علومهم، يتحدثون إلينا للمزيد من نشر الوعي العلمي والمعرفي بأسباب الكارثة ونتائجها والحلول من زوايا العلم والجيولوجيا والهندسة والتفكير البنّاء لإيجاد خطط استجابة مجدية في الحالات العالية الخطورة”.
قيصر
تحدّث قيصر عن توزّع الصفائح التكتونية في العالم بقوله “قسم غلاف الأرض الصخري إلى عدد من الصفائح التكتونية.
ففي الأرض، هناك سبع أو ثماني صفائح كبرى (يتوقف عددها على كيفية تعريف الصفيحة الكبرى) إضافة إلى العديد من الصفائح الصغرى. وعندما تلتقي الصفائح، فإن حركتها النسبية تحدّد نوع الحدود ما إذا كانت تقاربية أو تباعدية أو متحوّلة.
وتحدث الزلازل والبراكين وتتشكل الجبال والخنادق المحيطية على حدود الصفائح التكتونية. وتتراوح الحركة الجانبية النسبية للصفائح عادة من صفر”.
وأجاب عن تساؤل لماذا تتحرك الصفائح بقوله “إن تيارات الحمل الدورانية هي مصدر القوى التي تعتمد عليه نظرية الصفائح التكتونية في تفسيرها لحركة القارات ونموها وتكوين الجبال وأحواض الترسيب.
حيث تنشأ تيارات حمل في منطقة الأثينوسفير المرنة نتيجة حدوث تغير في درجة الحرارة في باطن الأرض, مما يؤدي إلى وجود تيارات حمل دورانية على شكل خلايا دائرية.
وأن الجزر البركانية التي تقع في وسط الألواح المحيطية التي تعتبر مناطق خالية نسبياً من النشاط التكتوني، لأنها تقع فوق بقع ساخنة في المناطق العليا من لب الأرض. وتعمل الحرارة الصاعدة من هذه النقطة، وبذلك تندفع المادة المنصهرة إلى السطح مكوّنة جزراً بركانية مثل جزر هاواي التي تقع في وسط المحيط الهادي”.
وأشار الباحث قيصر إلى طبقات الأرض وتكونها من لب مؤلف من طبقتين هما صلب وسائل ومن الوشاح ثم القشرة الباردة الخارجية من يابسة وبر.
وتناول العلاقة بين الصفيحة العربية وصفيحة الأناضول لافتاً إلى “تتحرك الصفيحة العربية بمقدار 1 و5 سنتم سنوياً باتجاه صفيحة الأناضول وهذه الحركة عمرها ملايين السنين وكانت مسؤولة عن نهوض جبال طوروس، الحدود الطبيعية بين الصفية العربية السورية والأناضول. وهذه الحركة ستستمر لملايين السنين وتتوالى الزلازل كحركة طبيعية تشكل تضاريس الارض. وسبب قوة الزلزال مرتبط بتراكم الطاقة منذ مئة عام، حيث تنغمس الصفيحة العربية تحت صفيحة الاناضول وتشكل الجبال الالتوائية والانكسارية”.
ثم تحدّث قيصر عن الفوالق والصدوع في شرقي المتوسط والزلازل التي أحدثتها منذ أكثر من ألفي عام.
وخلص إلى تحليل زلزال سورية وتركيا الأخير بتحليل صور وفيديوات عدة وقارن بين حالة ما قبل الزلزال وحالة ما بعدته التي حولت مدناً إلى ما يشبه مدن أشباح وموت وفراغ وركام.
حوار
ثم كان حوار افتتحه ناشر منصة حرمون، مدير مركز حرمون للأبحاث ومدير ندوة حرمون الثقافية، الإعلامي الكاتب هاني سليمان الحلبي شاكراً الباحث قيصر على محاضرته القيّمة ومعتذراً عن المحاضرين الآخرين الدكتور المهندس عصام ملحم والمستشار التنموي أكرم العفيف اللذين لم يتمكنا من الدخول للندوة لأسباب تقنية..
وبدأ حوار من أسئلة ومداخلات تحدّث فيها كل من الدكاترة: منير مهنا من لبنان، زقوارن سامية، مليكة الطاهر بقاح، حدّوش وردية من الجزائر، الأستاذ بدر سعيد بنه من مصر، المستشار الاقتصادي دريد الشاكر العنزي من العراق، الدكتور دياب ابو ريش من فلسطين، عهود العنزي من السعودية، المهندس وسيم الحسن من سورية.
تكريم وشهادات
وكرمت إدارة الندوة الباحث سيزار شفيق قيصر بشهادة والأساتذة الحاضرين ومن رغب من الحضور بشهادة حضور ومتابعة.