محمد شريف نصور
الطريق إلى فك الحصار ورفع العقوبات ووقف التآمر على الشعب السوري، معادلة لا تحتاج إلى فك رموزها، والجميع يعرفها.
وهي عودة العلاقات العربية من المغرب إلى البحرين مع قلب العروبة النابض.
وهذا يعني ضرب المشروع الصهيوني وأطماعه وأهدافه العدوانية.
ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، ويحتاج إلى تضحيات.
فالذين وقفوا مع سورية مواقف شموخ وإباء وعزة ودفاع بلا خوف من سلطته ونظامه وملكه وأميره وشيخه فقد وقفوا مواقف الرجال الأحرار والأبطال الشرفاء مُعرّضين أنفسهم وعائلاتهم إلى شتى أنواع العقوبات والملاحقات والمضايقات من أنظمتهم وحكامهم. ومع ذلك كانت مواقفهم مواقف عزٍ وشرف، وإباءٍ وإخلاصٍ وانتماءٍ الى الأمة العربية وقوميتها؛ وسورية قلب العروبة النابض في مواجهة المشروع الصهيو-غربي بأدوات وأموالٍ من العربان.
وحسبنا أن نذكر منهم، ولا يمكن حصرهم، لكن فقط للذكرى: من الاقليم الجنوبي (مصر الحبيبة) الدكتور رفعت السيد أحمد، والأستاذ اسامة الدليل، والأستاذ أحمد الحسن والدكتور محمد سيد أحمد والمرحوم مجدي بسيوني والأستاذ هشام لطفي والقائمة تطول…، ولم يخشوا لحظة أية تهديد ولو بالقتل والاغتيال من عصابة الاخوان المسلمين ومحمد مرسي في مصر.
وفي الأردن الدكتور ابراهيم علوش، والاستاذ سميح خريس،
وعامر التل، وضرغام هلسا واللجنة الشعبية لدعم صمود سورية… وكلهم لم يتراجعوا رغم التهديد والوعيد من جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ومن المغرب المفكر إدريس هاني، ومن تونس ومن الجزائر والكويت ولبنان، والقائمة طويلة..
ولكن إذا كان البعض يريد فعلاً مساعدة الشعب السوري ولو جاء متأخراً بالتأكيد هو مرحّب به، ولكن أتمنى أن أكون مخطئاً من يطالب الآن بفك الحصار ورفع العقوبات عن سورية، أن لا يكون ذلك من أجل تحقيق مكاسب شخصية وغايات وبطولات وهمية واستعراضية بعد غياب اثني عشر عاماً من الحرب الإرهابية على سورية، وكأنه ليس على هذا الكوكب.
وأدعو السيد خالد السفياني أن يقوم بتشكيل لجنة تدعمها جماهير شعبية أو نخبة من أبناء المغرب أو من الوطن العربي بالقيام بمظاهرة او عقد مؤتمر في الرباط يطالب فيه الملك المغربي بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وعودة العلاقات مع سورية، فهل يمكن أن نشاهد هذا في الأحلام؟
علماً بأن السيد السفياني كان ضيفاً دائماً في دمشق قبل عام 2011، وامتنع عن المجيء إليها والوقوف الى جانب الشعب السوري والدفاع عنه في وجه المؤامرة الصهيونية، علماً أنني اتصلت به شخصياً من المركز الإخباري في دمشق، كي يتحدث باسم المؤتمر القومي او باسمه عن المؤامرة التي تضرب سورية، لكنه رفض.
هل كان يراهن السيد السفياني على شيءٍ ما يا تُرى؟؟؟
أم أنه كان يخاف من عقاب ملك الصهيونية وملك التطبيع مع الكيان الصهيوني ملك المغرب؟؟..
اذا كنتم تريدون فك الحصار عن الشعب السوري عليكم الآن
حشد الطاقات والساحات والمنابر ضد الأنظمة والملوك التي تطبّع وتقيم أفضل العلاقات مع الكيان الصهيوني!!
إن الدول الغربية وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأمريكية هي شركات صهيونية، من يستطيع أن ينكر ان البنك المركزي الفيدرالي او البنك العالمي او شركات الأدوية والحليب والأغذية العالمية هي بأيدٍ صهيونية؟
من يستطيع أن ينكر أن أضخم وأكبر الشركات الصناعية والتجارية والإعلامية يتحكم بها اللوبي الصهيوني؟
والسؤال الذي يطرح نفسه.. ما الذي يمنع ملك المغرب او ملك البحرين او رئيس تونس وغيرهم من عودة العلاقات مع سورية من أوسع أبوابها كما فعلت الشقيقة الجزائر الحبيبة حفظها الله، التي لم تقطعها مع قلب العروبة النابض لا قبل ولا بعد ما يسمى الدم العربي عام 2011، رغم التهديد والوعيد الذي لاقته وتحملته من عرّاب الإرهاب حمد بن جاسم؟
لماذا لا يتم تشكيل حملات شعبية لقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني التي تسيطر على عروش الملك المغربي والبحريني وغيرهما؟
إن محاربة وضرب المشروع الصهيوني الذي يتحقق حلمه التلمودي “حدودك يا إسرائيل من الفرات الى النيل”، والقضاء على كل وجود صهيوني، هو بداية فك الحصار عن الأمة وفي القلب منها سورية..
ليست سورية محاصرة وحدها، بل إن الشعب العربي كله محاصر بسياسات ملوكه ومشايخه.
إذا كنتم تريدون فك الحصار ورفع العقوبات عن الشعب السوري عليكم بمحاسبة مَن كان السبب من الملوك والأمراء والمشايخ من المغرب إلى البحرين.