يمكن أن تتجلى قرحة المعدة أو الاثني عشر بألم في المنطقة الشرسوفية أو بكل بساطة قد لا ينتج عنها أية أعراض. يصوّر التنظير الهضمي العلوي الغشاء المخاطي التالف ويتم إجراء الخزعات في حالة الإصابة بقرحة المعدة. كما يتم البحث عن بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري.
قرحة المعدة أو القرحة المزدوجة: ما هي الأعراض؟
يمكن أن تسبب القرحة الهضمية ألماً في المنطقة الشرسوفية (الجزء العلوي والوسطى من البطن). ألم موضعي في هذا الجزء من الجسم، يشبه التشنج أو الشعور بالجوع المؤلم، ويحدث بعد تناول الوجبة بساعة إلى ثلاث ساعات.
يمكن أن يحدث هذا الألم الشرسوفي أيضاً في الليل. يتم تهدئته عن طريق تناول الطعام أو الدواء المضادّ للإفرازات الحمضية.
غالباً ما يظهر في حالات “تفجر” تستمر بضعة أسابيع، بالتناوب مع مراحل خالية من الأعراض.
يمكن أن تسبب قرحة المعدة أو الاثني عشر أيضاً المزيد من الأعراض غير النمطية، مثل عدم الراحة البسيط تحت الأضلاع.في بعض أشكال المرض، لا تؤثر الوجبات وتناول الطعام على الألم. أخيراً، بعض القرح قد لا يصاحبها أعراض. يمكن الكشف عن وجودها عن طريق التنظير الداخلي الذي يتم إجراؤه لسبب آخر، على سبيل المثال مراقبة التهاب المعدة (التهاب بطانة المعدة).
كوني حذرة، فآلام المعدة ليست دائماً مرادفة للقرحة؛ إذ ليس كل من يعاني من آلام في المعدة يعاني من القرحة. في كثير من الأحيان، يكون مرض الجزر المعدي المريئي (GERD) هو سبب آلام المعدة. يمكن أن يكون أيضاً التهاباً بسيطاً في المعدة (التهاب الغشاء المخاطي) بدون قرحة أو عسر هضم.
ما هي الفحوص المطلوبة في قرحة المعدة أو الاثني عشر؟
يسأل الطبيب المعالج مريضه عن أعراضه ويبحث عن العوامل المساهمة (مثل التدخين وتناول مضادات الالتهاب). يقوم الطبيب بجس البطن لتحديد أي ألم.
في حالة الاشتباه في وجود قرحة في المعدة أو الاثني عشر، يتم إجراء تقييم بالتعاون مع أطباء اختصاصيين آخرين (اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي، اختصاصي الأمراض المعدية، اختصاصي الأشعة، إلخ). في الواقع، لتأكيد التشخيص، يجب إجراء العديد من الفحوص الإضافية. اكتشفي المزيد حول حماية الجهاز الهضمي من الأمراض.
التنظير الهضمي العلوي لتشخيص قرحة المعدة أو الاثني عشر
يسمح التنظير الهضمي العلوي، الذي يتم إجراؤه تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام من قبل اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي، بمشاهدة الجزء الداخلي من المعدة والاثني عشر باستخدام كاميرا صغيرة.
في حال وجود قرحة في أي من هذه الأعضاء، فإنها تظهر على شكل فوهة ذات حواف حمراء مرتفعة ومنتظمة. يتم حفر هذه الحفرة في الغشاء المخاطي وتصل إلى عمق الطبقة العضلية.
إذا كانت القرحة في المعدة، يقوم الطبيب بأخذ عدة خزعات من حوافها للتأكد من عدم وجود آفات سرطانية.
إذا كانت القرحة في الاثني عشر، فإنَّ خزعات القرحة لا فائدة منها: هذا النوع من الحالات لا يتطور أبداً إلى سرطان.
تنظير الجهاز الهضمي الداخلي لرصد جرثومة المعدة
يقوم الطبيب بفحص ما إذا كان المريض مصاباً بجرثومة الملوية البوابية أو ببكتيريا هيليكوباكتر بيلوري أثناء التنظير الداخلي.
يتيح تحليل خزعات المعدة (ما لا يقل عن 5 خزعات من أجزاء مختلفة من المعدة للتحليل المرضي وخزعتان للفحص البكتيري) إمكانية البحث عن آفات محتملة التسرطن في حالة الإصابة بقرحة المعدة.
كما أنه يجعل من الممكن البحث عن عدوى الملوية البوابية عن طريق الفحص البكتيريولوجي باستخدام مزرعة جرثومة الملوية البوابية وتقييم الحساسية للمضادات الحيوية. ماذا لو اطلعت على المزيد من المعلومات حول جرثومة المعدة؟
فحص بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري خارج التنظير الداخلي
– أمصال الدم: إذا كان المريض قد تناول الأدوية المضادّة للإفراز (مثبطات مضخة البروتون) في الماضي، والتي تقلل من حموضة المعدة، أو تناول مؤخراً مضادات حيوية تشوه نتائج اختبارات الخزعة، فإنَّ فحص الدم لأجسام مضادّة معينة (الأمصال) مفيد جداً في تشخيص عدوى هيليكوباكتر بيلوري. لكن لا تستخدم هذه التقنية في حال وجود عوامل خطر لسرطان المعدة. لا يُشار إلى علم الأمصال لرصد استئصال جرثومة الملوية البوابية، لأنَّ الأجسام المضادّة تستمر لأشهر بعد العلاج.
– اختبار المستضدات في البراز: هذه التقنية ممكنة للتشخيص وتجنّب الاستئصال.
المصدر : سيدتي