إعداد وتنسيق وحوار ربى حسن المتني
“الأفكار الكبيرة تخاطب العقول الكبيرة والأعمال الكبيرة تخاطب الجميع “، هكذا يقول صاحب مراكز DT.Teeth كمشروع شخص آمن بفكره واقترن فكره بالعمل مع المثابرة والاستمرارية وتحدّي الظروف والمعيقات كفرد وكصاحب مشروع في بلد يطبق عليها الحصار الاقتصادي وهدفه الأكبر ومشروعه الأسمى بناء البلد التي لا زال فيها بذرة الأمل والنور.
يتابع: فكرتنا الأساسية من المشروع هي رسالة للداخل والخارج.. رسالة أمل للداخل أنه مهما يكن من سواد فلا بد أن يأتي اليوم الذي نجد فيه الضوء ويسطع النور وللجيل الطالع الذي فقد الأمل بالبلد إن كان بفرص العمل او بناء مستقبله أنه لا زال هناك أمل وأحلام وطموحات ممكن تحقيقها حتى في الظروف الصعبة “اذا كل طالب وكل جامعي وكل مستثمر سافر خارج البلد مَن سيبقى؟؟!!”.
وعن رسالته يرى أن “رسالتنا رسالة أمل فلنتمسك ببلدنا ونبنها يداً بيد. رسالة للخارج لأصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين الذين استثمروا أموالهم خارج البلد لو استثمروها داخل البلد بمشاريع كبيرة ضخمة تعود بالفائدة على الجميع كـ “كل متكامل” على صاحب المشروع وأبناء بلده بتوفير فرص العمل لمن يملك الشهادات ومن لم يمتلكها ومن يملك الخبرة والكفاءات ومن بحاجة ماسة للعمل، وعلى بلده. هذا الهدف الأسمى الذي يجب أن تتكاتف الجهود وتتضافر في ما بينها لإعادة بناء البلد لإعادة إعمارها لأنها تستحق من الجميع هذا العناء وهذه التضحية”.
ويؤكد أن “مشروعنا ليس مشروعاً شخصياً يتكلم عن شخص كيف وصل !..بل كيف بدأ وانطلق ولا زال يواصل في ظل كل التحديات والظروف والضغوط التي تمر فيها البلد ولا زال مستمراً ولا زال الأمل موجوداً وللحلم بقية والأهداف لم تنتهِ”.
بالإيمان المطلق والسعي الحثيث حتى نصل للغاية التي نريدها الغاية هي “تجربة وصمود بلد”.
ضيفنا اليوم السيد وليد قرقماس صاحب مركز DT..Teeth في حوار شيق وهادف وغني، يستحق عناء القراءة وبذل الوقت. وأهم سبب لهذا الحوار أن نحيّي هذا الروح وتلك الإرادة القوية وتلك الجهود الحثيثة التي لا زالت تطمح لمستقبل وغد أفضل لسورية وأبنائها.
*كيف تعرّف زوار وقراء موقع حرمون عليك؟؟
-وليد كمال قرقماس مواليد السويداء بلدة عرمان عام 1981. تخرّجت من جامعة دمشق اختصاص تعويضات سنية عام 2000/2001. انهيت خدمة العلم عام 2004.
*كمتخرّج جديد باختصاصك في ذلك الوقت ما هو أول أهدافك التي كنت تنوي تحقيقه؟ وكيف بدأت بتجسيده وتنفيذه على أرض الواقع؟
-اكتساب الخبرة الكافية والمهارة في مزاولة العمل والتأقلم مع ساعات العمل الطويل والالتزام المهني. وهذا كان الهدف الاول، حيث بدأت بالتدريب في عدد من المخابر في مدينة السويداء وصلخد. وبقيت على هذا الوضع مدة ثلاث سنوات.
*في البداية افتتحت مخبراً للتعويضات السنية، أخبرنا عن البدايات وما هي الخدمات التي كان يقدمها المخبر آنذاك؟
– في عام 2007 اغتنمت فرصة وجود مختبر سني قائم بحاجة إلى مدير. واستطعت الانطلاق بمفردي بعد التعاقد مع مجموعة الأطباء الذين كان لهم الفضل الكبير عليّ في زيادة خبرة العمل والثقة بالأداء المهني. ومن خلال هذا المنبر الكريم أودّ ذكر أسمائهم ولي الفخر:
د. ميادة حاتم
د. سلامة الجرماني
د. يحيى الحلبي
د. لينا البريحي
وبفضلهم بدأت رويداً رويداً أزاول كافة الأعمال السنية في المختبر.
*ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتها في بداية مسيرتك العملية وبدايات عمل المخبر؟
– دائماً البدايات محفوفة بالمخاطر بسبب نقص الخبرة، عدم توفر الأجهزة الحديثة، قلة العلاقات العامة، نقص الإمكانيات المادية، عدم القدرة على اتباع دورات تخصصية تثري العمل وتزيد من الحرفية.
عام 2011 استطعت امتلاك مخبري الخاص عن طريق دعم من بنك سوريا والمهجر الذي آمن بطموحي وفكري وإرادتي، ومن حينها بدأت بالتخطيط للعمل بشكل ممنهج.
عام 2014 كانت النقلة النوعية في العمل وذلك من خلال التشارك مع مجموعة من الزملاء المخبريين والسادة الأطباء استطعنا إدخال اول جهاز cad cam إلى المحافظة، ودخل العمل السني مرحلة جديدة تميزت بالحداثة والتكنولوجيا والسرعة في الإنجاز.
هذا الأمر كان له الأثر الكبير في تحسن مستوى العمل وتميز المختبر على مستوى المحافظة من حيث كم العمل ونوعه ومستوى الأداء.
*تمّ تطوير المختبر ليصبح مركزاً يقدّم العديد من الخدمات. أخبرنا عن التفاصيل وما هي الخدمات التي يقدمها المركز؟
– بعد تحسّن مستوى العمل بدأنا التفكير بكيفية الحفاظ على المهنية وسرعة الإنجاز، لذلك كان القرار الصائب بالنسبة لنا وتوحيد الجهود وجمع الخبرات والاختصاصات في مركز واحد منظم، بحيث الفرد يخدم الجماعة التي تضفي الخبرة والمشورة على الفرد. والنتيجة المرجوة بالنهاية هي خدمة المريض للحصول على أفضل نتيجة بالمعالجة والتعامل والرقي بمستوى مصلحة طب الاسنان للوصول إلى الخبرات العالمية.
*ما هي معايير الجودة التي تحرصون على اتباعها والالتزام بها؟
– معاييرنا بالجودة هي نظافة المكان وعقامة التجهيزات، التواصل مع مرضانا بالشكل الصحيح، المسؤوليه المطلقة على العمل السِّنِّيّ المقدم.
*في ما بعد تمّ افتتاح عدة فروع للمركز في محافظات أخرى أخبرنا عن ذلك بالتفصيل.
– بعد نجاح التجربة في مدينة السويداء، اتخذنا القرار بتوسيع التجربة إلى خارج المحافظة. بداية كان القرار بافتتاح مختبرات سنية فقط وحصل ذلك في جرمانا بريف دمشق، وفي باب مصلى بمدينة دمشق، وعلى إثر ذلك توسعنا إلى درعا بالتعاقد مع الاخ والصديق الدكتور صادق الرفاعي.. بعد ذلك وبسبب نجاح هذه الأفكار واتساع تأثيرها وصداها في الأرجاء تم اتخاذ القرار بالتشارك مع الصديق والاخ والزميل ماهر برجاس لافتتاح أول مركز في منطقة صلخد. والحمدلله تم الأمر بنجاح وكان للمركز الفاعلية الكبيرة في المنطقة الجنوبية.
*ما هي المخططات والمشاريع التي تنوي تحقيقها على المدى القريب وهل هناك مشاريع مستقبلية تنوي تحقيقها؟؟
– حالياً نحن بصدد افتتاح مركز سنيّ متكامل في مدينة جرمانا والعمل في مراحله الأخيرة.
والطموح كبير والأمل موجود بالرغم من كل الصعوبات
نأمل أن تتكرر هذه التجربة في كافة بقاع سورية الحبيبة.
ونحن بصدد إعداد مشاريع ضخمة تهم المحافظة خصوصاً والبلد بشكل عام.
*كلنا نعلم انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل العملة الأجنبية والذي يرتب زيادة هائلة بأسعار المواد والأجهزة والمستلزمات الطبية خصوصاً المستوردة من الخارج.. ما هي آثار هذا الموضوع على العمل وكيف انعكس على الخدمات التي تقدّمونها؟ وهل استطعتم تحقيق التوازن بين قدرة المريض المادية والتكلفة والأجور التي يتحملها المركز من مواد وأجهزة واجور عاملين؟
– انخفاض قيمة الليرة هي المعضلة الكبيرة التي تواجه كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في هذه البلد.
ونحن نعاني كثيراً من مشكلة المواد الأولية السنية التي هي بالمطلق مستوردة من الخارج من حيث نقصها وتقلبات اسعارها الهائلة.
ونعمل جاهدين على تحقيق التوازن من خلال تخفيض الأرباح للحد الأدنى من أجل الاستمرار في العمل والمحافظة على الكوادر والطبية والفنية التي هي أساس العمل.
*مَن كان له الأثر الكبير في نجاحك ومن كان ملهمك؟
– الأثر الكبير كان للعائلة والأهل وخاصة أمي التي هي صديقتي ورفيقة الدرب والطموح.
أما ملهمي فهو الكتاب الصديق الصدوق.
*هل استقبلت عروضاً للسفر.. وهل راودتك فكرة الهجرة كالكثيرين ممن انتقلوا للعمل خارج البلد أو هاجروا للخارج في ظل الظروف والحصار الاقتصادي التي شهدتها سورية، وما الأسباب التي دفعتك للبقاء والاستمرار في ظل تلك الظروف الصعبة؟
– الفرص والعروض كثيرة حتى أن بعضها كان خيالياً،
لكن هل تدري ما معنى العظمة؟ العظمة أن تصنع في المكان الذي يعاني وأن تخلق في المكان المحروم. وإذا أردنا أن نتكلم عن الولاء والانتماء فخير مثال لنا على ذلك التجربة الألمانية واليابانية بعد الحرب العالمية الثانية التي ذهبت بالبشر والحجر. فإذا قرأنا هذه التجربة نعرف لماذا يجب أن نبقى ونقاوم.
*إذا أردت أن توجه كلمة من حرمون لمن توجّهها؟
– لمن نوجّه الكلام؟ نوجهه إلى الجيل الصاعد البائس والحالم بالهروب، إلى كل المغتربين الاعزاء، إلى كافة الفعاليات الاقتصادية التي من شأنها أن تبني الأوطان، إلى المثقفين والمخلصين لثقافتهم، إلى أصحاب النفوذ والقرار.. نحن بحاجة إلى قدوة، إلى رمز، إلى امل أخضر اللون، إلى سطر أبيض يزيل عتمة باغتتنا.
ثم أقول:
“نحن لا نريد شيئاً لأننا وجدنا الأسباب له
ولكننا نجد الأسباب له لأننا نريده”.