محمود موالدي*
حتى لو لم تكن تحمل سلاحاً، فالمطلوب أن تشهر استسلامك، وتخلع نعليك…!!
حتى لو لم تكن في بقعة مقدسة…، إن ما يطلبه العدو مني ومنك يا صديقي هو الاستسلام المجاني والخضوع الطوعي وأن تكون حافياً عارياً، متأبط الخوف وخليل الذل ومصاحب الهزيمة، ناهيك عن الجوع والعوز…!! ولتنسَ كل أهدافك وترانيم عقيدتك، وليكن حلمك فقط أن تعيش دون تسوّل، وأن تؤمن قوت يومك بكفاف وتنام دون تفكير ولا تأمل، حتى تنسى فنون إنسانيتك!
فما أسهل استعمارك وأنت المحطم من الداخل والجائع والعاري من كل مضامين قوتك…، فهل عرفنا ما هو المطلوب من كل هذا الصخب الممزوج بكل أنواع الرذيلة…؟؟؟
فكيف وأنت تمتلك أعظم عقيدة، وتحمل سلاحك المضيء وتقدم قوافل الشهداء وتصنع ترساً حصيناً وردية…؟؟؟؟
إنها حروب الخفاء المكنون في عتمة السلطان، فالعدو يعرف نمط أنظمتنا وقوامها، ويدرك ماهية أنظمتنا ومهامها، ويعرف انهزامية أفراد حاملين أمانة أموالنا… فهم العابثون بقوت يومنا والباحثون على صنوف الترف بتكاثف آهاتنا وويلاتنا.
لكن في المحصلة لا تيأس، ولا ترفع يديك إلا للدعاء ولا تخلع نعليك إلا لأداء صلاتك وليكن سجودك في الثغور وساحات الجهاد وتعبدك في خدمة أهلك والناس، فالحرب سجال وها هنا وقت العمل والنضال…
إنها ليست دعوة لشدّ معالم المعنويات ولا صرخة شجاعة مكدسة بالعنتريات، إنه صوت يترصّد وقائع الحرب المختلفة وينشد النصر القادم كالنور في عمق الظلام، وبعيداً عن تحليل المحللين الكرام، فالمعركة بكل قوام طولها مرهونة بقدرة صبرك على البلاء، فلا تفقد الثقة بقلمك وسلاحك وأرضك فهي عربون ذاخر للنصر المقبل.
*ناشط سياسي سوري.