زاهر الخطيب
*نعم، يصُحُّ القولُ فيك، ما يصحُّ في كلِّ استشهاديّ…
نعم، يأخْذكَ القرارُ لتُستشهَدَ، وفي بسمتِكَ إشراقةُ ظافرٍ بالنصرِ أوِ الشَّهادة..
نعم، في عُرفِكَ، الحياةُ تُحيا، والوجودُ لا معنى له، إلاّ بِقدرِ ما نُعطيهِ..
المعنى الذي نُريدُ في حياتنا، وما سوى ذلك فهو الموتُ، والفناءُ..
أوِ العدمُ واللا وجود..
*شهادتُك، لم تَكُ صُدفَةً.. سوءَ طالعٍ أو سوءَ تقدير..
نقلوا عنَك إصراراً على القتال.. مرة أخرى…
أهو الاستعداد الطوعيّ للشهادة قبل أن تُسألها؟
الحالةُ كانت تراوحُ ومنها رائحة الخيانةِ تفوح..
والرَكودُ سيِّدُ الموقف، ولا وجودَ إلاّ الجمود..
ولم تكُ روحُك الوثّابة تُطيق حالَة الصِّفر، فأنت طاقةٌ لا تهدأ..
وكلّ شيءٍ في سيلِ الحركة صيرورةٌ وتحوُّلٌ وتطوُّر..
ولم يَشأ التاريخُ أن يمنحكَ فرصته السُّعَيدة في تلك اللحظة لتَّحكّم ِالذاتي..
بعُنُقِ الموضوعي، كنتَ الفاعليةَ الذاتيةَ ولم تشأ أن تكون عبداً للموضوعي،
كنتَ أنت سَيَّد الموقف.. وسَيّد التاريخ في فَرضِ الفُرصة،
التي يجب فيها أن تُحدِّد بإرادتك أنتَ لحظة استشهادكِ..
لتُجَدِّدَ دفع الِدَماء في شرايين الثورة “المُتعثّرةّ” وتُحفِّز الآخرين..
على امتلاك شجاعةِ الإقدام والاستشهاد واشتهائها قُدوةً للآخرين..
هكذا القائدُ الثوريُّ يكون أو لا يكون…