يُعرف الفيتامين «د» بفيتامين الشمس وقد سمعنا عنه كثيراً في الآونة الأخيرة خلال انتشار وباء «كوفيد 19»، علماً أن الدراسات الجديدة تعدّه الفيتامين «المعجزة» لكثرة فوائده وتأثيره الايجابي على الجسم. وفي هذا الإطار، تطلع «سيدتي» من الاختصاصية في طب الطوارئ الدكتورة هويدا جوني، على أهمية الفيتامين «د» وفوائده للجسم، وكيفيّة تعويض نقصانه خلال أشهر الشتاء حيث يقلّ ظهور الشمس في معظم الأحيان.
الدكتورة هويدا جوني: تعتمد كمية الفيتامين «د» التي ينتجها الجلد على العديد من العوامل، بما في ذلك الوقت من اليوم، والموسم، والمكان
يعمل الفيتامين «د» كمحفّز أساسي لامتصاص الكالسيوم والفوسفات، وتنظيم تركيزهما في الدم، ويعزز النمو الصحي وإعادة تشكيل العظام، ويؤثر أيضاً على الوظائف العصبية العضلية والالتهابات، وذلك من خلال خصائصه المضادّة للالتهابات وللأكسدة والواقية للأعصاب وصحة الجهاز المناعي ووظائف العضلات ونشاط خلايا الدماغ.
وتوضح الدكتورة هويدا أن «الفيتامين «د» ليس مادة كيميائية واحدة، بل عبارة عن 5 مركبات (د1، د2، د3، د4، د5)، أهمها فيتامين د3 (كولكالسيفيرول) وفيتامين د2 (اركوكالسيفيرول)».
أهمية الفيتامين «د2» و«د3»
يُصنّع الفيتامين «د3» في الطبقات السفلى للجلد عند التعرض لأشعة الشمس وتحديداً اًشعة ما فوق البنفسجية التي تدخل في التفاعلات الكيميائية لتصنيع هذا المركّب. أما الفيتامين «د2» فهو متوافر في بعض الأطعمة مثل الحليب المعزّز، وحبوب الإفطار المدعمة بالعناصر الغذائيّة، والأسماك الدهنيّة، لا سيّما السلمون والسردين والسلور والتونة، وبعض أنواع الفطر (البورتبلّو).
وبالنسبة لفيتامين «د3» الذي يمكن تصنيعه في الجسم عن طريق التعرض للأشعة فوق البنفسجية، فقد تمّ إثبات ذلك في عام 1923، ومن هنا تأتي العبارة الشهيرة للطبيب ألفرد هيس «الضوء يساوي فيتامين د».
وقد أثبت في عام 1923 أن الإشعاع بوساطة الأشعة فوق البنفسجية أدى إلى زيادة محتوى الفيتامين «د» للأطعمة والمواد العضويّة الأخرى.
من هنا نستنتج أن الشمس هي المصدر الآمن للفيتامين «د»، وهي تعطي الجسم أكثر من حاجته من الأشعة فوق البنفسجية اللازمة لإنتاجه، خاصةً خلال الفترة الممتدّة من العاشرة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر من اليوم.
مخاطر نقص الفيتامين «د»
تعتمد كمية الفيتامين «د» التي ينتجها الجلد على العديد من العوامل، بما في ذلك الوقت من اليوم، والموسم، والمكان الذي يعيش فيه المرء ولون صبغة البشرة. واعتماداً على المكان الذي يعيش فيه الفرد ونمط حياته، قد ينخفض إنتاج الفيتامين «د» أو ينعدم تماماً خلال أشهر الشتاء. وفي هذا الإطار، توضح الدكتورة هويدا أنه «رغم أهمية المستحضر الواقي من الشمس، إلا أنه يمكن أن يقلل أيضاً من إنتاج فيتامين «د»، من هنا نأتي للحديث عن نسبة هذا الفيتامين في الجسم (التي يمكن لفحص دم بسيط فحص مستوياتها في الدم) والتداعيات التي يمكن أن تحصل إن نقصت، أهمها مرض تلين العظام». وتضيف أن «نقص الفيتامين «د» يتسبب بمرض تلين العظام وهو مرض يصيب الكبار، وعندما يصيب الأطفال يسمى بالكساح، وينتج عنه نقص في كمية الكالسيوم والفوسفور الممتصين من الأمعاء، وبالتالي يضطر الجسم لسحب كميات من الكلس من الهيكل العظمي، فيشكو المريض من ألم في العظام، ومن حصول تشوهات فيها، كما يكثر حدوث الكسور».
مكمّل غذائي
قد يساعد تناول مكمّل غذائي متعدد الفيتامينات يحتوي على الفيتامين «د» في تحسين صحة العظام. إشارة على أنّ الكمية اليومية الموصى بها من الفيتامين «د» هي 400iu للأطفال حتى عمر 12 شهراً، و600iu لمن تتراروح أعمارهم بين عام و70 عاماً، و800iu لمن هم فوق الـ70 عاماً، وذلك لأن كبار السن لا يتعرضوا للكثير من أشعة الشمس بشكل منتظم، ويواجهون صعوبة في امتصاص الفيتامين «د». وهنا يجدر التنبيه إذ يمكن أن يتسبب الإفراط في تناول الفيتامين «د» (أكثر من 4000iu يومياً) بأضرار عدّة خصوصاً في صفوف الأطفال، والحوامل، والمرضعات، وقد يشعرون بالغثيان والقيء وضعف الشهية وفقدان الوزن والإمساك ومشاكل في عدم انتظام ضربات القلب وحصوات الكلى وتلفها.
المصدر : سيدتي