القلق هو رد فعل طبيعي للمخاوف أو الخطر، في حين أنه قد يكون غير مريح في بعض الأحيان، ورغم ذلك، يمكن أن يبدأ القلق في التسبب في الكثير من المشاكل إذا ظهر كثيراً، أو ظهر عندما لا يكون الشخص في خطر، أو كان من الصعب إدارته.
وتعدُّ اضطرابات القلق من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً، لكن الكثير من الأشخاص يتعلم كيفية إدارة القلق والعيش بشكل جيد، في حين لا يستطيع البعض الآخر التحكم فيه، فيؤثر على نوعية حياتهم.
في السطور التالية، يُطلعكِ “سيدتي. نت” على الفرق بين القلق المرضي والقلق النفسي”…
القلق النفسي العادي
هو قلق طبيعي وجزء من الإنسان، وقد لا يكون الشعور بالقلق قبل مواجهة موقف ما جيداً، ولكن يمكن التحكم فيه مع الشعور بتحسّن عند انتهاء الموقف.
ومن علامات القلق النفسي الطبيعي:
– أن يكون استجابة لموقف أو حدث معين.
– أن يتناسب مع حالة الحدث، إذ تسبب مشكلة بسيطة القليل من القلق، بينما قد تسبب مشكلة أكبر الكثير من القلق.
– أن يكون القلق واقعياً، فالقلق أو المخاوف هي استجابة لشيء يمكن أن يحدث.
– أن يكون محدوداً في الزمن، إذ يبدأ القلق في التلاشي عندما يتم حل الموقف أو الحدث أو مروره.
القلق المرضي
هو اضطرابات القلق الناتج عن المشاكل العقلية، ويكون أقوى بكثير من القلق النفسي ويستمر لفترة أطول، ويصعب السيطرة عليه، كما يمكن أن يكون القلق المرضي عائقاً حقيقياً في حياة الناس، ويمنعهم من متابعة أنشطتهم المعتادة، فالقلق المرضي تكون علاماته:
– يأتي بدون سبب، أو يظهر عندما لا يكون في خطر.
– مبالغ فيه، فعلى سبيل المثال، يشعر المريض بقلق شديد بشأن قضية صغيرة جداً.
– غير واقعي؛ إذ يتركز القلق أو المخاوف على المواقف أو النتائج التي من غير المرجح أن تتحقق على الإطلاق (أو تتضمن العديد من المواقف الافتراضية).
– يكون القلق دائماً، فنفس الأشياء أو المواقف تثير الكثير من القلق في كل مرة، أو الشعور بالقلق في معظم الأوقات.
ما هي اضطرابات القلق المرضي؟
لعل أبرز أنواع اضطرابات القلق المرضي ما يلي:
– اضطراب قلق الانفصال
قلق الانفصال هو القلق بشأن الانفصال عن أحد الوالدين أو مقدم الرعاية أو أي شخص آخر مهم، فقد يشعر البعض بالقلق من فقدان أحبائهم أو القلق من المرض أو حادث ما ربما يتسبب في الانفصال.
وهذه المخاوف مفرطة وتسبب الكثير من الضيق والقلق، ويمكن أن يكون مزعجاً للغاية؛ لأنه يمنع الأفراد من الذهاب إلى العمل أو المدرسة، ومقابلة الآخرين، وقضاء الوقت مع الأصدقاء، والسفر بمفردهم، وغيرها من الأنشطة المهمة.
– اضطراب القلق العام
يشعر الأشخاص المصابون باضطراب القلق العام بالشعور بالقلق في معظم الأيام، فهم قلقون بشأن أجزاء مختلفة من الحياة اليومية، مثل المنزل والعمل والأسرة والصحة والمال والمستقبل. ويمكن أن تتغير مسببات القلق من يوم لآخر، وهذه المخاوف متطرفة أو غير واقعية ويصعب السيطرة عليها، كما يمكن أن يُسبب القلق العام الكثير من العلامات الجسدية؛ مثل توتر العضلات، والصداع، ومشاكل المعدة، ومشاكل النوم.
– اضطراب القلق الاجتماعي
اضطراب القلق الاجتماعي هو الخوف من المواقف الاجتماعية، وتشمل هذه المواقف المخيفة، التفاعلات الاجتماعية (مثل التحدث مع الآخرين)، والمواقف التي يشاهدك فيها الآخرون (مثل تناول الطعام وسط مجموعة)، أو المواقف التي يتعين عليك فيها الأداء أمام الآخرين. كما يشعر الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي بالقلق من أن الآخرين سيحكمون عليهم أو يفكرون بهم بشكل سيئ، ويمكن أن يكون اضطراب القلق الاجتماعي مدمراً للغاية، قد يكون من الصعب على الأشخاص مشاركة مهاراتهم في المدرسة أو العمل، وبناء العلاقات، والعمل على تحقيق أهدافهم.
– اضطراب الهلع
يعاني المصابون باضطراب الهلع من نوبات هلع غير متوقعة، ونوبات الهلع هي شعور مفاجئ وشديد بالخوف أو الخطر إلى جانب أعراض مثل خفقان القلب والتعرق والرعشة وألم الصدر والغثيان والدوخة والخدر. وتبلغ نوبات الهلع ذروتها في غضون بضع دقائق ثم تتلاشى ببطء، مثل معظم الأمراض العقلية، كما يمكن أن تختلف شدّة اضطراب الهلع كثيراً، حيث قد يعاني بعض الأشخاص من نوبة هلع من حين لآخر، بينما قد يعاني البعض الآخر من نوبات الهلع كل يوم.
– رهاب الخلاء
يعاني المصابون برهاب الخلاء من القلق في أماكن؛ مثل الطائرات أو وسائل النقل العام أو مراكز التسوق أو المسارح أو مواقف السيارات أو الأماكن المفتوحة الأخرى أو الزحام، وقد يشعر هؤلاء بالقلق في كل مرة يغادرون فيها المنزل، والبعض الآخر لا يستطيع مغادرة منزله على الإطلاق.
علاج اضطرابات القلق
يمكن علاج اضطرابات القلق بمزيج من العلاج النفسي والأدوية والمساعدة الذاتية، وفي كثير من الحالات، يُنصح بالعلاج النفسي باعتباره العلاج الأول، مع التوصية بالأدوية إذا لم يعمل العلاج النفسي من تلقاء نفسه.
وتتضمن الإدارة الذاتية أشياء صغيرة تقومين بها كل يوم لتعتني بنفسك؛ مثل الأكل الجيد، والبقاء نشطة، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، كما يمكن أن يكون لهذه الإستراتيجيات تأثير كبير على رفاهيتكِ
المصدر : سيدتي