جمانة محمود الصالح
ـ الموقع:
على بعد ثلاثة عشر كيلو متراً من الجنوب الشرقي لمدينة صفد الفلسطينية تقع قرية أبو زينة التي تمتد على الساحل الشمالي لبحيرة طبريا، وبالتحديد على الضفة الغربية من نهر الأردن قبل أن يصب في بحيرة طبريا، وتنخفض هذه القرية تبعاً لانخفاض بحيرة طبريا عن سطح البحر. استقرت في قرية أبو زينة عشيرة عربية تدعى عشيرة الشمالنة، وقد أخذت اسمها من مكان استقرارها في شمال بحيرة طبريا. وتمتد حدود القرية الجغرافية من قرية البطيحة العربية السورية شرقاً، إلى أراضي عرب السمكية والزنغرية غرباً، وبين بحيرة طبريا جنوباً وقرية زحلق شمالاً، وتبعد عن صفد مسير ثلاث ساعات تقريباً، وضمت القرية خربة سميت باسم القرية (خربة أبو زينة).
ـ السكان:
تُعدّ عشرة الشمالنة من العشائر العربية البدوية التي استقرت في فلسطين منذ عصورِ قديمة، وتعود أصولهم كما ذكر النسابون العرب وكما ذكرت الموسوعة الفلسطينية إلى عرب السلوط من بني عمرو الذين سكنوا جنوب سورية، وجدير بالذكر أن قبائل عرب السلوط تعدّ من أشهر قبائل اللجاة بمحافظة حوران السورية التي عاشت بين مسالك صخور اللجاة وزرعت في الرقاع الخصبة وانتشرت في أنحائها، في وقت لم تكن هناك حدود سياسية بين سوريا وفلسطين وكان العرب يتنقلون بين هذين البلدين بكل يسر وسهولة، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن عرب السلوط ينقسمون إلى قسمين: 1ــ القبليون: وهم بنو حمد الذين استقروا في الجنوب الغربي من اللجاة، 2ـ الشماليون: هم بنو عمرو الذين استقروا في الشمال الغربي من اللجاة.
وحسب الإحصائيات التي ذكرت في موسوعة القرى الفلسطينية فقد بلغت مساحة أراضي القرية عام 1945م نحو 690،16 دنم لا يملك اليهود منها شيئاً، وقدر عدد السكان عام 1922 نحو 278 نسمة، وبلغ عدد المنازل نحو 108منازل. وفي عام 1945 بلغ عدد السكان نحو 650 نسمة جميعهم من العرب المسلمين، وقد استفادت القرية من موقعها عند مصب نهر الأردن بكثرة مياهها من نهر الأردن، وغناها بالينابيع كعين أبو زينة الذي يبعد عن الخربة 3كم، وغناها بالأودية مثل وادي أبو لوزة ووادي أم العقارب وادي المسلخة ووادي الويداني؛ لذا اشتهرت أرض القرية بخصوبتها الوفيرة طيلة العام وبزراعة الحمضيات والخضراوات، إضافةً إلى أن الينابيع ووفرت لها مياه الري والشرب، ومارس سكانها الزراعة والرعي، إضافةً إلى صيد السمك من البحيرة الغنية بالأسماك المتنوعة.
الآثار:
ـ تحيط بالقرية عدة مناطق زراعية مثل: خربة أبو لوزة وخربة المسلخة والعديد من الخرب الأخرى، إضافةً إلى خربة كرازة التي امتد جزء من أراضيها إلى قرية أبو زينة، ولا يفوتني أن أنوه أن خربة كرازة قامت على أنقاض مدينة كورزين الرومانية القديمة في فلسطين والتي اشتهرت في العصرين الروماني والبيزنطي باسم Chorizim كورزيم أو Korazin كورزين، وتقع على هضبة كورازيم في الجليل على تل فوق الشاطئ الشمالي لبحر الجليل (يقصد ببحر الجليل الشاطئ الشمالي لبحيرة طبريا)، وذكر الراهب مكاريوس في كتابة (كورزين) أن المدينة كانت تشكل إحدى مقاطعات مدينة الجليل في فلسطين أثناء العهد الروماني حيث تكون مع بيت صيدا وكفر ناحوم وقانا وطبريا ونايين حدود الجليل الجغرافية، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن المدينة أخذت اسمها من فعل (كرز) بالسريانية والذي يعني الوعظ والتبشير الذي كان يقوم به السيد المسيح أثناء سيره في منطقة الجليل كارزاً أي واعظاً، ويتخذ الكثير من القديسين والرهبان المسحيين لقب (كاروز) بمعنى المبشر أو المخلص، ووفقاً لنفس المصدر فإن اسم كورزين يعني: المعلنين الكذب؛ وذلك نتيجة عدم استجابة سكان المدينة لدعوى السيد المسيح ولوعظه فبشرها بالخراب بقوله عليه السلام: “ويل لكِ يا كورزين”، وقد تعرضت منطقة الجليل في ذلك العصر إلى زلزال مدمر؛ ونتيجة لذلك فقد دمرت هذه المدينة جزئياً في القرن الرابع الميلادي تقريباً، وقد حدد الآثاريون موقع المدينة شمالي كفر ناحوم ويقع جزء منها في قرية أبو زينة. علاوةً على ذلك تعد مدينة كورزين مدينة أثرية وسياحية ولا يزال بعض بيوتها ذات الطراز الروماني قائمة حتى اليوم، وقد سكنت خربة كرازة القبائل الزنغرية والشمالنة البدوية خلال الفترة العثمانية. واحتوت خربة كرازة على قبر لشيخ مسلم يسمّى الشيخ رمضان الذي اعتبر قبره ضريحاً مقدساً واعتاد أهالي الخربة في ذلك الوقت على تخزين الحبوب بالقرب من الضريح على يقين أنه سيحرسها ويحميها من اللصوص، فقد كان سائداً بين الناس في ذلك الوقت الخوف من انتهاك حرمة الضريح لاعتقادهم أنه يؤذي كل من يحاول إلحاق الأذى بالقبر.
الوضع التاريخي والاجتماعي:
تقطن عشيرة الشمالنة اليوم في دمشق/ سوريا وتتوزع في مخيمي السيدة زينب، وسبينة، وخان الشيح، ومناطق أخرى متفرقة لكن يعدّ مخيما السيدة زينب وسبينة التجمع الأكبر لهما، بعدما هُجر السكان خلال حرب التطهير العرقي لفلسطين عام 1948م في الرابع من أيار في إطار عملية (ماتاتي المكنسة) أو مطاط المكنسة وهي عملية فرعية لعملية يفتاح، وكان لعرب الشمالنة جولات عديدة في مقارعة الكيان الصهيوني سواء في الثورات الفلسطينية السابقة أو في النكبة الفلسطينية التي حدثت عام 1948م، فقد شارك بعض أفراد العشيرة بالانتفاضة الفلسطنية التي اندلعت في القرية عندما دخلها الصهاينة علماً أن سكان القرية ظلوا فيها واستقروا في شمالها ولم يخرجوا منها أبداً وحاربوا العصابات الصهيونية التي كانت تغير على القرية بشكلٍ مستمر. ولا بد أن ننوّه هنا إلى أن قرية أبو زينة اعتبرت بموجب اتفاقية الهدنة عام 1949 منطقة منزوعة السلاح وهي المنطقة التي شملت قرية أبو زينة بالإضافة إلى المنطقة الممتدة شمالها حتى جنوب الدرباشية شاملة لجسر بنات يعقوب وكراد الباقرة وكراد الغنامة ومزرعة الخوري. وبعد عدة معارك بين العصابات الصهيونية وسكان القرية على مدى عامين دخلت العصابات بصورة مكثفة بغية طرد السكان نهائياً من أجل الاستيلاء على القرية بشكلٍ كامل فاصطدموا مع سكان القرية وحدثت معركة الشمالنة التي ساندها الجيش العربي السوري عام 1951 لمدة 7 أيام وعجزت العصابات الصهيونية عن تحقيق أهدافها حتى استخدموا الأسلحة الفتاكة آنذاك وقصفوا الأهالي بشراسة دون رحمة مما أدى إلى تراجع الثوار، واستشهاد العديد منهم: الشهيد شحادة العلي، الشهيد محمد حسين السودي، الشهيدة حسنة الحصيدة، الشهيدة حمدة شرقي السليمان، واستولت العصابات الصهيونية على القرى بعدما أجرت مسحاً كاملاً للمنازل والأراضي، فانتقل سكان القرية بعد ذلك إلى قرية البطيحة في الجولان العربي السوري على أمل تحرير القرية بعدما جمعت الدول العربية عناصر من قواتها وشكلت جيش الإنقاذ بغية تحرير القرى الفلسطينية، لكن فشل هذا الجيش في تحقيق أهدافه في وقت كانت الصهيونية تسعى لتوسيع نفوذها فاحتلت الجولان العربي السوري بعد عدوان حزيران عام 1967م، فانتقل سكان القرية من الجولان إلى دمشق، وأقامت العصابات الصهيونية لها على بقايا القرية مستعمرة ألمغور التي أنشئت عام 1961 على بعد 2 كيلو متر شمالي غرب موقع قرية خربة أبو زينة.
عاشت عشيرة الشمالنة في دمشق واحتفظت بعاداتها وتقاليدها العربية العريقة، وللتعرف أكثر على عاداتهم وتقاليدهم وتاريخهم المشرف قمنا بزيارة عائلاتهم الكريمة من خلال اللقاء مع بعض أفرادها الطيبين وشيوخها الكبار في مخيم الشهداء مخيم السيدة زينب في منطقة ريف دمشق بوجود الحاج حسن فلاح شيخ مسجد الزبير، والحاج صالح لافي وبحضور عدد من الرفاق في حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب السوري القومي وبعض الأصدقاء والأحبة، وتساءلنا عن الكثير من عاداتهم في فلسطين وعن عمل المرأة الفلسطينية في العشيرة وما يميزها عن غيرها من النساء، ومدى ارتباطهم وحبهم بفلسطين الذي كان واضحاً في كلامهم المؤثر وسارياً في عروق دمهم العربي الذي ينضح بالعنفوان والقوة.
بدأ الحديث الحاج صالح اللافي الذي ارتسمت على وجهه الملامح العربية في وصف عشيرة الشمالنة وعاداتها العربية التي يفتخرون بها ويتبعونها حتى اليوم رغم بعدهم عن قريتهم، وكان وصفه دقيقاً جداً حتى كدت أشعر به وأرسمه في مخيلتي فقد قال عن سبب تسمية العشيرة بالشمالنة: “إن الشملون الأكبر سكن في مصر في موسم الحج ونسج علاقات مع الجيران هناك، ثم غادر إلى الشمال نحو فلسطين وعندما سأل عنه جيرانه قال لهم البعض أنه شمل: أي اتجه شمالاً، وأضاف أن هناك رأياً شعبياً آخر يقول إن الهواء أثناء الحصاد كان يهب شمالاً وكان المزارعون يغنون يا هواء الشمال وسرى هذا اللقب الشملوني على أفراد العشيرة، على أن هذا اللقب (شملون) هو لقب وليس اسماً فجدنا الكبير يسمى محمد علي”.
وبالانتقال للحديث مع الحاج حسن فلاح الذي فسر الكثير من تساؤلاتنا عن سبب وجود جدهم في مصر حيث قال: “إن جدنا الكبير محمد علي شملون تزوج بفتاة مصرية في القاهرة وأنجب منها ستة أبناء أكبرهم هو الحاج أحمد الذي لقبه المصريون بالعربي؛ لأنه بدوي، وذهب إلى مصر مع الجيش العثماني خلال معركة نفارين حيث هزموا العثمانيين على يد إنكلترا في هذه المعركة”.
أما عمل المرأة وقيمتها ضمن العشيرة على اعتبار أن المرأة الفلسطينية البدوية تتمتع بحرية أكثر من المرأة المدنية، تتصف بالقوة الجسدية والقدرة على حمل المسؤولية والقيام بأعمال مجهدة ولا تهاب مصارعة وحوش الصحارى، فقد صرح الحاج حسن فلاح “بأن المرأة الشملونية عملت في الأرض إلى جانب الرجل وفي صيد السمك وغزل شباك الصيد، وصناعة الألبان والأجبان، وكانت تقاتل إلى جانب الرجل أثناء الكفاح المسلح ضد الصهاينة، وكانت تحمل الحطب على رأسها الذي سمى (العقاد)؛ لأنه كان يربط بحبل ويعقد جيداً، إضافةً إلى عملها برعاية الماشية، وجني المحاصيل والثمار وكبقية نساء العرب اتسمت بالمهارة في صنع السمن العربي والأجبان والألبان”.
وقد قص لنا كل من (الحاج فلاح) و(الحاج لافي) الكثير من القصص الاجتماعية القديمة من ذاكرتهم القوية التي مازالت تفوح بعبير ورود فلسطين العربية وخضرة أراضيها وجداول مياهها الصافية ونقاء هوائها المنعش الذي لامس أرواحنا من خلال حديثهم الشائق، والذي كان يرتد على الأبدان في القرية ويمنح سكانها القوة والنشاط فترى أبناءهم يتمتعون بقوة جسدية وروح عالية الهمة والحماس، ويتصفون بالكرم العربي والشجاعة والشهامة والنخوة التي مازالوا يتمتعون بها حتى الوقت الحاضر، ومن هذه القصص القديمة التي استنتجنا أن أغلب القرى الفلسطينية اشتركت بها وكانت سارية في قراها ومنها: أن شيخ العشيرة آنذاك كان يوكل شاباً ذا عضلات مفتولة مهمته الانتباه على أعراض الناس فإذا رفعت فتاة ما ثوبها وهي تملأ دلوها بالماء أو تحرث الأرض ضربها برفقٍ على قدميها ووبخها خوفاً عليها. علماً أن عائلتها لا تستطيع الاعتراض على ذلك باعتبار أن هذا الشاب موكل من قبل شيخ العشيرة وهو بمثابة أخيها وموصى عليها وعلى فتيات القرية فلا وجود للخطأ أو الغش والغدر وانتهاك الأعراض ضمن عشيرة عربية عريقة تعتبر العرض والشرف ركيزة أساسية يفتخر بها أفراد العشيرة.
أما بالنسبة للمناسبات السعيدة أي الأعراس التي كانت عادةً تقام بعد موسم الحصاد وانتهاء المزارعين من أعمالهم اليومية المجهدة، وغالباً ما يُزوج عدة شباب مع بعضهم في عرس جماعي ويطهون الرز باللحم مع السمن العربي الذي يعتبر من وجبات الطعام العربية البدوية، ويقدمونه إلى ضيوفهم الكثيري العدد اللذين يجيئون من كل صوب وحدب لا سيما من القرى الفلسطينية المجاورة، والعشائر الجولانية السورية القريبة، ويستمر العرس ما يقارب سبعة أيام بلياليها وتتخلل ذلك عروض للشبان الذين يتسابقون على الخيول ويتنافسون فيما بينهم مع شبان العشائر الأخرى، وتتجمع الفتيات اللواتي يتحمّسن لرؤية السباق ويشجعن ذويهن من خلال زغاريدهن الرنانة، ثم تأتي العروس على هودج مزينة معطرة بروائح الورود والطبيعة الغناء وهي من عادات العرب الجميلة، ثم تنزل في استضافة أحد الأقرباء ريثما ينتهي العرس، وفي آخر ليلة تدخل العروس مع زوجها إلى عش الزوجية بينما يستمرّ الحفل في الخارج مع سماعه ضحكات الأطفال وصليل سيوف الشبان وغناء العذارى.
ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن عشيرة الشمالنة باعتبارها عشيرة عربية فقد سكنت بداية في الخيام مثلها مثل باقي العشائر العربية، وبعدما استقرت فصنعت بيوتاً من اللبن، والبعض الآخر من الحجر من المواد المتوفرة في القرية وما حولها، وجدير بالذكر أن العشيرة في وقتنا الحالي قد تمزقت بعدما تشرد سكان القرية في الدول العربية، وتحولت إلى بيوت مدنية وعائلات تعرف كل عائلة باسم كبيرها لكن على الرغم من ذلك مازالوا يجتمعون ويتعاونون في كل فرح أو مصاب.
وهنا لا بد أن أشير إلى حادثة تاريخية حصلت قديماً حصلت على معلوماتها بعد البحث والتقصي، ونقلت أخبارها جريدة الكرمل الفلسطينية – التي أسسها نجيب نصار في حيفا عام 1908م واهتمت بقضايا فلسطين السياسية والاجتماعية وكشف ألاعيب اليهود من خلال السماسرة الذين كانوا يفاضون العرب ويمارسون عليهم شتى أساليب الغش والخداع لبيع أراضيهم -، حيث ورد في جريدة الكرمل خبر كتبه أسعد الشقيري في صفحاتها مفاده أن عرب الشمالنة حدث خلاف بينهم وبين آل مراد سكان صفد المدينة، وكان عدد عشيرة الشمالنة آنذاك ألف وخمسمئة بين ذكور وإناث، وفحوى الخلاف أن الأراضي البالغ مساحتها عشرة آلاف دونم (أي مساحة قرية أبو زينة وما حولها) كانت مسجلة مناصفةً في سجل الطابو بينهم وبين آل مراد، وأن عرب الشمالنة باعوا حصتهم لآل مراد عام 1943م دون ذكر السبب، ثم فضوا عملية البيع هذه وأقاموا دعوى على آل مراد ووكلوا (الشيخ عبد الرحمن عزيز) وكيلاً عنهم الذي تخلى عنهم بعد فترة وخرج من صفد تحت وقع التهديد؛ مما دفهم لليأس والقنوط والحزن، وبعدما علم مفتي صفد بذلك استدعاهم وفرض الصلح بينهم وبين آل مراد ولكن على الرغم من ذلك فإن الخلاف استمر ولم يتوصلوا إلى حل لهذه المشكلة، فجاء المفتي (أمين أفندي الحسيني) الذي استطاع الحصول على حق عشيرة عرب الشمالنة من خلال الاقتراح عليهم بأن يقدموا لآل مراد ألف جنيه ليعيدوا لهم نصف الأراضي. وقد ذاع هذا الخلاف في الجرائد العربية الفلسطينية واليهودية آنذاك بسبب شدته ودخول كبار الرجال والشيوخ لحله لا سيما بعد توافد اليهود بكثرة إلى فلسطين واعتقاد البعض أن لليهود يداً في هذا الخلاف، ولا نعلم إن كان سبب البيع هو تدليس اليهود وخداعهم، وعندما كشف أفراد العشيرة الأمر تراجعوا عن قرار البيع، فمن المعلوم أن اليهود كانوا يمارسون شتى أنواع الضغط والعنف والتلاعب والخداع على العرب الفلسطينيين من أجل بيع أراضيهم وعندما كان يدرك العرب في جميع القرى مؤامراتهم يصطدمون بهم في المحاكم، وجدير بالذكر أن بعض العرب ممن كان يرفض البيع كان يتعرّض للعنف مع أسرته وللطرد من القرية وهذا ما حصل بصورة معلنة في عام 1948م عندما دخلت العصابات الصهيونية إلى القرى الفلسطينية وبدأت بذبح سكانها وطردها من أراضيها دون تحرك للرأي العام والعالمي.